تتجه أنظار العالم إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث يُعقد اجتماع حاسم يوم غد لمناقشة إمكانية وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وبينما تأمل الأطراف الدولية في تحقيق تقدم ملموس، فإن نجاح المفاوضات سيعتمد بشكل أساسي على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات جوهرية.
عقبات رئيسية أمام المفاوضات
حدد المحلل البريطاني مارك أوربان خمس قضايا شائكة قد تشكل عقبات أمام التوصل إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف:
1- تفاصيل وقف إطلاق النار
يتمحور الهدف الأساسي للمفاوضات حول تحديد المواقع التي يجب أن تكون محظورة على الهجمات العسكرية، مثل محطات الطاقة ومستودعات النفط. وفي حين تسعى روسيا إلى حماية أسطولها في البحر الأسود وبنيتها التحتية، تطالب أوكرانيا بضمانات أوسع لمنع أي محاولات روسية لاستئناف العمليات العسكرية مستقبلاً.
2- الناتو والضمانات الأمنية
تبقى مسألة الضمانات الأمنية أحد أبرز القضايا الحساسة. تطالب أوكرانيا بدعم قوي من حلفائها الغربيين، بما في ذلك إنشاء قواعد تدريب عسكري على أراضيها، وهو ما ترفضه روسيا بشدة. وسيتعين على الطرفين إيجاد صيغة تضمن أمن أوكرانيا دون استفزاز موسكو.
3- التنازل عن الأراضي
ترفض كييف الاعتراف بسيطرة موسكو على 20% من أراضيها، فيما قد تتضمن تسوية محتملة الإبقاء على خطوط المواجهة الحالية دون الاعتراف القانوني بوضع الأراضي المحتلة. لكن يظل هذا السيناريو محفوفًا بالمخاطر، إذ تخشى أوكرانيا أن يكون مقدمة لاتفاق هش مثل سابقاته.
4- تسليح أوكرانيا وحجم جيشها
تسعى روسيا إلى تقليص حجم الجيش الأوكراني ووقف إمدادات الأسلحة الغربية، لكن كييف تعتبر ذلك تهديدًا لأمنها القومي. فمع استمرار الدعم العسكري من الدول الغربية، تبدو أوكرانيا غير مستعدة للموافقة على أي قيود تُضعف قدراتها الدفاعية.
5- نوايا روسيا طويلة الأمد
بينما قد تكون موسكو راغبة في هدنة مؤقتة لإعادة ترتيب صفوفها، لا تزال أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون يشككون في نوايا الكرملين على المدى البعيد. والسؤال الجوهري: هل ستقبل روسيا حقًا بسيادة أوكرانيا، أم أن طموحاتها التوسعية لا تزال قائمة؟
نحو حلّ دائم أم هدنة مؤقتة؟
في نهاية المطاف، تتوقف نتائج اجتماع الرياض على مدى استعداد روسيا للاعتراف بسيادة أوكرانيا وتقديم تنازلات حقيقية. فهل سيكون هذا الاجتماع بدايةً لإنهاء الحرب، أم مجرد خطوة أخرى في صراع معقد لم يُكشف عن نهايته بعد؟