نهاية حزب العمال الكردستاني؟ بين دعوة أوجلان ومعوقات السلام

رزان الحاج

2025.03.18 - 01:43
Facebook Share
طباعة

 شهد المشهد السياسي الكردي تطورًا لافتًا مع إعلان قادة "حزب العمال الكردستاني" (PKK) عن ضرورة انعقاد مؤتمر حزبي يتناول عملية السلام، وسط تأكيدات على وجوب مشاركة مؤسس الحزب، عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا. جاءت هذه التصريحات في سياق استمرار النزاع بين الحزب والدولة التركية، مع دعوة واضحة من أوجلان نفسه لحل الحزب وإلقاء السلاح.


الإطار العام للدعوة وأهدافها
جاءت دعوة أوجلان في سياق تاريخي وسياسي معقد، حيث أشار في رسالته إلى أن الحزب تأسس في القرن العشرين في ظل ظروف عالمية مضطربة بعد الحربين العالميتين. رسالته حملت بعدين رئيسيين: الأول هو الاعتراف بأن الحل العسكري لم يعد مجديًا، والثاني هو تأكيد ضرورة تبني نهج سياسي متكامل بدلاً من النزاع المسلح.


من الواضح أن هذه الدعوة تعكس توجهًا نحو تحقيق تسوية سياسية، قد تساهم في إنهاء الصراع الطويل بين الحزب والدولة التركية. إذ أن الحلول القائمة على النزعات القومية، مثل إنشاء دولة كردية مستقلة أو الفيدرالية، لم تُحقق الأهداف المرجوة ولم تستطع تقديم بديل سياسي مستدام.


التحديات أمام تنفيذ المبادرة
رغم الطابع الإيجابي لهذه المبادرة، إلا أن هناك عدة عقبات تحول دون تنفيذها بشكل فوري:
- رفض تركيا الاعتراف بدور أوجلان: تطالب قيادات "حزب العمال" بمنحه "حرية العمل" ليكون قادرًا على توجيه عملية الحل، لكن السلطات التركية ما زالت تصر على تقييد تحركاته داخل السجن.
- استمرار العمليات العسكرية: أكد مراد قره يلان، أحد القادة البارزين في الحزب، أن الهجمات التركية على مواقع الحزب في إقليم كردستان تعيق أي تقدم نحو الحل، ما يهدد استقرار أي اتفاق سياسي محتمل.
- تأثيرات القرار على الأطراف المرتبطة بـ PKK: إعلان حل الحزب قد يكون له تداعيات مباشرة على الفصائل المسلحة المرتبطة به، مثل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي رغم ترحيبها بالدعوة، لم تلتزم بها.


انعكاسات القرار على المشهد الإقليمي
يعد "حزب العمال الكردستاني" لاعبًا رئيسيًا في التوازنات الإقليمية، إذ أن أي تحول في وضعه سينعكس على الصراع في سوريا والعراق، وكذلك على علاقة تركيا بالقوى الدولية. فمثلاً:


قد يعزز إنهاء النزاع فرص الاستقرار في شمال سوريا، خاصة أن "قسد" دخلت في حوار مع دمشق، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة.


من الناحية الدبلوماسية، قد تستفيد تركيا من هذا التطور عبر تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تصنفان الحزب منظمة إرهابية.


إن دعوة أوجلان لحل "حزب العمال الكردستاني" وإلقاء السلاح تمثل تحولًا مهمًا في مسار القضية الكردية في تركيا. ومع ذلك، تبقى العديد من العقبات التي قد تعرقل تنفيذ هذا القرار، بدءًا من استمرار العمليات العسكرية، وصولًا إلى عدم اعتراف تركيا بدور أوجلان في عملية السلام. ورغم هذه التحديات، فإن مثل هذه المبادرات تفتح نافذة للحوار، قد تسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2