التقارب التركي السوري: اتفاقات عسكرية ودفاعية في الأفق

وكالة أنباء آسيا

2025.03.18 - 01:41
Facebook Share
طباعة

 تشهد العلاقات بين أنقرة ودمشق تطورًا ملحوظًا مع اقتراب توقيع اتفاقات عسكرية ودفاعية تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين الجانبين. ويأتي ذلك بعد زيارة وفد سياسي وعسكري استخباراتي رفيع المستوى من تركيا إلى سوريا.


وأفادت صحيفة "حرييت" التركية، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن وفدًا عسكريًا من وزارة الدفاع التركية سيزور سوريا الأسبوع المقبل لاستكمال المباحثات حول إعادة هيكلة وتحديث الجيش السوري. ومن المتوقع أن يتضمن التعاون بين الطرفين:
- تقديم القوات المسلحة التركية تدريبًا عسكريًا للجيش السوري بهدف تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية.
- إرسال مستشارين عسكريين أتراك لدعم عملية تحديث الجيش السوري.
- تطوير صناعة الدفاع السورية من خلال تقديم الدعم الفني والاستشاري.


و شهدت سوريا يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 نهاية حقبة نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. فرّ الأسد إلى موسكو، منهياً حكمًا امتد 24 عامًا، وجاء ذلك بعد تصعيد عسكري شهدته البلاد منذ أواخر نوفمبر 2024، ليطوي بذلك 61 عامًا من سيطرة حزب البعث على السلطة.


وأعلنت أنقرة دعمها الكامل للإدارة الجديدة في سوريا، برئاسة الرئيس أحمد الشرع، وعمدت إلى إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد 12 عامًا من الإغلاق. وتُرجم هذا الدعم من خلال زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، إلى العاصمة السورية، والتي أكدت دعم أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.


و كان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أول مسؤول أجنبي يزور دمشق بعد سقوط النظام، حيث التقى الرئيس الشرع ومسؤولين سوريين آخرين في 22 ديسمبر/كانون الأول 2024. أعقب ذلك زيارات متبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، من بينها زيارة وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، إلى أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، وزيارة الرئيس السوري الجديد إلى تركيا في 4 فبراير/شباط 2025، وهي الأولى من نوعها منذ 15 عامًا.


وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، على الصعد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية. كما شدد على رفض تركيا لأي محاولات انفصالية داخل سوريا، مع إدانته للهجمات الإسرائيلية المتزايدة في أعقاب انهيار النظام السابق.


في إطار هذا التعاون، شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تحسنًا ملحوظًا، حيث ألغت تركيا قيودًا تجارية كانت مفروضة خلال فترة النظام السابق. كما توسعت أنشطة القطاعين العام والخاص التركي في تقديم المساعدات إلى سوريا، سواء من خلال المبادرات الحكومية أو عبر الدعم الشعبي، ما يعكس تحولًا إيجابيًا في العلاقات الثنائية.


مع استمرار التنسيق بين أنقرة ودمشق، من المتوقع أن يشهد التعاون بين البلدين مزيدًا من التطورات، خصوصًا في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية. وستكون المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل العلاقات التركية السورية، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على المشهد السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7