سوريا.. عام جديد ومسار مختلف

رزان الحاج

2025.03.16 - 10:38
Facebook Share
طباعة

 تدخل الثورة السورية عامها الرابع عشر وسط تحولات سياسية وعسكرية كبرى، حيث دفع السوريون ثمنًا باهظًا من الدماء والتضحيات في سبيل الحرية والديمقراطية. أكثر من نصف مليون قتيل، وآلاف المعتقلين والمفقودين، وملايين اللاجئين والنازحين، جعلوا سوريا ساحةً لصراع لم يكن يومًا بين شعب ونظام فقط، بل بين إرادات إقليمية ودولية متشابكة.

اليوم، ومع التغيرات التي شهدتها البلاد وسقوط النظام السابق، بدأت سوريا مرحلة جديدة تحمل تحديات كبرى، أبرزها بناء دولة جامعة لجميع مكوناتها، وترسيخ مفهوم المواطنة بعيدًا عن الطائفية والانقسامات. الترقب يحيط بمسار الإصلاح السياسي، حيث تلوح في الأفق محاولات لكتابة دستور جديد يضمن الحريات والحقوق، وسط مطالبات بترسيخ العدالة الانتقالية، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم بأمان.

لكن المخاوف ما زالت قائمة، فالأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والعقوبات المفروضة، والمخاوف من استمرار الصراعات الداخلية، تهدد المسار الجديد. كما أن المحاولات الإقليمية لإبقاء سوريا ساحة صراع، واستمرار التدخلات الخارجية، تزيد من تعقيد المشهد، مما يجعل تحقيق الاستقرار والتعافي عملية شاقة تتطلب توافقًا وطنيًا حقيقيًا.

في ذكرى الثورة، يتطلع السوريون إلى مستقبل أكثر عدالة وحرية، بعيدًا عن الاستبداد والتمييز. الطريق لا يزال طويلًا، لكن الأمل في بناء دولة مدنية ديمقراطية، تضمن حقوق جميع أبنائها، يظل حاضرًا، رغم التحديات والعقبات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4