بحث - الموساد: رحلة من التأسيس إلى الفشل الاستخباراتي في العصر الحديث

وكالة أنباء آسيا

2025.02.15 - 10:47
Facebook Share
طباعة

 مقدمة
الموساد، كغيره من الأجهزة الاستخباراتية في أي دولة، يُستخدم لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية تتعلق بحماية المصالح الوطنية. في حالة الموساد، هذه الأهداف عادة تتضمن تعزيز الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والعربية من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية عن الأفراد والمجموعات المعارضة، وتنفيذ عمليات معقدة داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.


الموساد يُعتبر مسؤولًا عن عدة عمليات مثيرة للجدل في التاريخ، مثل اغتيال شخصيات سياسية، وتفجيرات، وتورط في تصعيدات عسكرية، هذه العمليات تندرج تحت مفهوم "الحرب غير التقليدية" التي تشمل استهداف الأفراد والمجموعات التي تشكل تهديدًا للمصالح الإسرائيلية.


الموساد أيضاً مرتبط بأنشطة تهدف إلى تشويه صورة المعارضين للكيان الاسرائيلي في العالم، ويستخدم التكتيك السري في عمليات تجنيد الجواسيس أو التلاعب بالأحداث لتحقيق أهدافه، وما يميز هذا الجهاز هو اعتماده الكبير على الخفاء والتكتيك، خاصةً في ظل تحكم الحكومة الإسرائيلية مباشرةً به.

 

 

الفصل الأول: النشأة والتأسيس
الموساد بدأ كمؤسسة استخبارية في البداية لهدف تنظيم هجرة اليهود إلى فلسطين، ولكن مع تطور الأحداث السياسية في المنطقة وتأسيس الكيان الاسرائيلي عام 1948، تطورت مهامه لتشمل أهدافًا أوسع وأكثر تعقيدًا. في السنوات التي تلت إعلان قيام الدولة، بدأت "إسرائيل" في إنشاء بنية استخبارية شاملة، وكان الموساد جزءًا أساسيًا من هذه البنية.


تأسيس الموساد في 13 ديسمبر/كانون الأول 1949 جاء بعد مناقشات طويلة داخل الحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا تحت إشراف رئيس الحكومة ديفيد بن غوريون. هذه الخطوة كانت ضرورية لتعزيز قدرة "إسرائيل" على التعامل مع التهديدات التي كانت تواجهها من الدول العربية، بالإضافة إلى احتياجات الأمن الداخلي والخارجي بعد قيام الدولة.


في البداية، كانت مهام الموساد تركز على جمع المعلومات الاستخبارية، لكن مع مرور الوقت توسعت مهامه لتشمل تنفيذ عمليات سرية معقدة في الخارج، مثل العمليات العسكرية والاغتيالات وتجنيد العملاء، ومن خلال هذه العمليات، حاول الموساد تعزيز مصالح "إسرائيل" في المنطقة والتأكد من قدرتها على حماية نفسها في مواجهة القوى المعادية.


أما في مارس/آذار 1951، فقد تم إعادة تنظيم الموساد ليصبح ذراعًا خارجية للاستخبارات الإسرائيلية، ما يعني أن مهمته تركز بشكل أكبر على الأنشطة الخارجية والمعقدة، بعيدًا عن الحدود الأراضي المحتلة. في هذه المرحلة، أصبح الموساد جزءًا من المنظومة الأمنية التي يشرف عليها مكتب رئيس الوزراء بشكل مباشر، مما يعكس دور الموساد الحيوي في السياسة والأمن الإسرائيليين.


من أبرز مهام الموساد كانت إقامة علاقات سرية مع دول أخرى، وخصوصًا الدول التي كانت تتبنى مواقف معارضة لإسرائيل، بالإضافة إلى التركيز على قضايا الأسرى والمفقودين. هذه الملفات كانت حيوية بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل الحروب والصراعات المستمرة في المنطقة.


الموساد أيضًا يستثمر بشكل كبير في البحث والتطوير التكنولوجي، مما يعزز قدراته الاستخباراتية من خلال تقنيات حديثة ومتطورة. يتضمن ذلك استخدام تقنيات متقدمة في مجالات التنصت، التصوير، والتجسس الرقمي، بالإضافة إلى الاعتماد على المصادر البشرية داخل الدول المستهدفة.


هذه الحقائق تكشف عن الصورة الحقيقية للموساد، جهاز استخباراتي يعتمد على الخفاء والمفاجآت لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بتوسيع نفوذ إسرائيل وحماية مشروعها الاحتلالي في المنطقة.

 

 

الفصل الثاني: أبرز مهام وأهداف الموساد
الموساد يلعب دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، وتتعدد مهامه لتشمل مجموعة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى حماية الأمن الإسرائيلي وتعزيز مصالح الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي. تتوزع مهام الموساد على عدة محاور أساسية، سنلقي الضوء على كل منها:


1. جمع المعلومات والبيانات:
يعد جمع المعلومات الاستخبارية من المهام الرئيسية للموساد، ويتم جمع هذه المعلومات في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية، الاجتماعية، العسكرية، والأمنية، كما يركز الموساد على جمع البيانات من مصادر متنوعة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، سواء من داخل الدول المعادية أو من خلال شبكة عملائه المنتشرة في العديد من دول العالم. تعتمد هذه المعلومات على ما يُسمى بـ "المصادر البشرية" أو العملاء المندسين داخل دول العدو أو في المناطق ذات الاهتمام الأمني الإسرائيلي.


2. تنفيذ عمليات أمنية ودبلوماسية خاصة:
هذه العمليات تشمل الأعمال التي تتم بشكل سري للغاية لحماية المصالح الإسرائيلية، سواء كان ذلك عبر عمليات تجسس أو اختراق منظمات معادية، أو حتى من خلال التعاون مع جهات خارجية تحت مظلة سرية. الموساد يطور استراتيجيات معقدة من أجل تنفيذ عمليات ناجحة في بيئات معادية، من خلال التعاون مع أجهزة استخبارات دول أخرى عندما يكون ذلك في صالح إسرائيل.


3. استهداف وإحباط تهديدات:
من المهام الأساسية للموساد هي استهداف أي هدف يهدد الأمن الإسرائيلي سواء كان هذا الهدف عسكريًا، سياسيًا، أو حتى مدنيًا، ولا تقتصر العمليات التي ينفذها الموساد على داخل الأراضي المحتلة فقط، بل تمتد إلى الدول الأخرى التي تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد، مثل العمليات التي تستهدف الشخصيات السياسية أو الحركات المسلحة، وتستمر هذه العمليات في مختلف أنحاء العالم، خصوصًا في دول الشرق الأوسط حيث يتم تحديد الأفراد والمنظمات التي تشكل تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي.


4. إدارة شبكات التجسس وتجنيد العملاء:
يعد إنشاء وإدارة شبكات التجسس وتجنيد العملاء أحد الأعمدة الأساسية في نشاطات الموساد، ويقوم الموساد بتجنيد أفراد من دول معادية أو من جهات غير معادية للعمل لصالحه، باستخدام أساليب متنوعة مثل الوعود المالية، الابتزاز، أو تقديم الحوافز السياسية، فعملاء الموساد هم المصدر الأساسي للمعلومات الاستخباراتية، ويستخدمون كأدوات للحصول على بيانات حساسة تتعلق بمختلف الأهداف التي تهم الدولة.


5. رصد المصادر العلنية:
بجانب التجسس التقليدي، يعمل الموساد أيضًا على رصد وتحليل المصادر العلنية مثل وسائل الإعلام الدولية، الأكاديميات، وأبحاث الدراسات السياسية، وهذه المعلومات العلنية يتم دراستها بعناية من قبل الموساد للحصول على إشارات حول اتجاهات الرأي العام، تحليل السياسات الدولية، وتحديد تحركات الحكومات المعادية للإسرائيليين، ويشمل ذلك مراقبة الصحافة الدولية ودراسة الأوراق البحثية في الجامعات ومراكز التفكير التي قد تؤثر على السياسات الدولية أو الإقليمية.


6. تقييم الموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية:
أحد الأهداف الاستراتيجية الأخرى للموساد هو متابعة وتحليل الوضع السياسي والاقتصادي للدول العربية. يعتمد الموساد على جمع معلومات دقيقة حول التوترات الداخلية، مواقف الحكومات العربية من القضايا الإسرائيلية، والتحولات الاقتصادية التي قد تؤثر على استقرار المنطقة. هذا التقييم المستمر يساعد في توجيه السياسات الإسرائيلية وتقديم توصيات للحكومة حول كيفية التعامل مع الدول العربية في شتى المجالات.


التوسع في تأثير هذه المهام:
الموساد لا يقتصر دوره على تنفيذ العمليات الاستخباراتية فحسب، بل يمتد ليكون جزءًا من السياسة الخارجية الإسرائيلية، حيث يساهم في تشكيل الاستراتيجيات والتكتيكات التي تعتمدها الدولة على المستوى الدولي. من خلال أدواته الاستخباراتية، يسهم الموساد في إحباط تهديدات قبل أن تنشأ، بالإضافة إلى استهداف الأعداء المحتملين مباشرةً، مثلما حدث في العديد من العمليات المشهورة مثل اغتيال القيادات الفلسطينية أو عمليات اختراق الدول المعادية.


هذه الأنشطة تجعل من الموساد جهازًا معقدًا ومثيرًا للجدل، حيث أن عملياته تتضمن تجاوز الحدود القانونية والأخلاقية. لكن في إطار الأمن الإسرائيلي، تُعتبر هذه العمليات جزءًا من استراتيجيات البقاء وحماية المشروع الصهيوني.

 

 

الفصل الثالث: الهيكل الرئيسي لجهاز الموساد
جهاز الموساد هو جهاز استخباراتي معقد ومنظم بشكل هرمى، حيث يتوزع عمله بين العديد من الأقسام المتخصصة التي تدير مهام مختلفة في إطار تحقيق الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية. الهيكل التنظيمي للموساد يعكس تنوع المهام التي يتولاها الجهاز في سبيل خدمة الدولة، وتقديم حلول استخباراتية مبتكرة.


1. قسم المعلومات:
المهمة: يركز هذا القسم على جمع وتحليل المعلومات من مصادر متعددة من جميع أنحاء العالم. هدفه الرئيسي هو تقييم التطورات السياسية، الاجتماعية، العسكرية والأمنية العالمية وتأثيراتها على الأمن الإسرائيلي.
التوسع: يعتمد هذا القسم على شبكة واسعة من المصادر البشرية والمخابرات الإلكترونية في جمع المعلومات. في العالم المعاصر، تتزايد أهمية المعلومات المفتوحة (Open Source Intelligence - OSINT)، والتي يُستخدم فيها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة الأنشطة العالمية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات المتقدمة لتحليل البيانات.


2. قسم العمليات:
المهمة: هذا القسم هو المسؤول عن التخطيط والتنفيذ للعمليات الخاصة، مثل الخطف، الاغتيال، والتسلل خلف خطوط العدو في عمليات سرية، وهذه العمليات غالبًا ما تكون جزءًا من سياسة اسرائيل في محاربة التهديدات الخارجية أو لتأمين مصالح إسرائيلية استراتيجية.
التوسع: تشمل العمليات الخاصة للموساد عادة تنفيذ مهام ضد شخصيات أو كيانات معادية، وقد تم تنفيذ العديد من هذه العمليات في الخارج، ومن الأمثلة الشهيرة عملية "أنوار" (عملية اغتيال القيادي الفلسطيني في لبنان، سعد صايل) وغيرها من العمليات التي تشمل تصفية قادة في الحركات الفلسطينية أو منظمات معارضة.


3. قسم الحرب النفسية:
المهمة: يتولى هذا القسم تطوير وتنفيذ العمليات التي تهدف إلى نشر الفكر الصهيوني والتأثير على الرأي العام. هذا يشمل عمليات الدعاية والتأثير على وسائل الإعلام، خاصة في المناطق المعادية، بهدف تقويض الدعم الشعبي ضد إسرائيل وتعزيز تأييد سياساتها.
التوسع: يعتمد القسم على استراتيجيات إعلامية مُعقدة للتأثير في الأنظمة والشعوب، ويمكن أن يشمل ذلك نشر معلومات مغلوطة، تشويه السمعة، أو حتى تقديم رسائل تناسب المصالح السياسية الإسرائيلية في سياقات دولية.


الوحدات والأقسام الفرعية للموساد:
1. تيفل:
المهمة: هي وحدة متخصصة في بناء وتعزيز العلاقات الاستخباراتية والدبلوماسية مع دول أخرى، وهذه الوحدة تعمل على تطوير شبكات التعاون الاستخباراتي مع حلفاء إسرائيل أو مع دول أخرى قد تتعاون في مجال مكافحة الإرهاب أو تبادل المعلومات الاستخباراتية.
التوسع: تقوم وحدة "تيفل" بتنظيم وتنفيذ اللقاءات السرية مع مسؤولين استخباراتيين من دول صديقة، بما في ذلك التنسيق مع أجهزة استخبارات دولية لمكافحة التهديدات المشتركة.


2. سومت:
المهمة: تختص هذه الوحدة بتشغيل العملاء الميدانيين في كافة أنحاء العالم، وتعمل سومت على تجنيد وقيادة العملاء الذين يزودون الموساد بالمعلومات الاستخباراتية من مناطق حساسة حول العالم.
التوسع: يتركز عمل هذه الوحدة في تجنيد العملاء داخل دول معادية لإسرائيل، مثل دول في الشرق الأوسط، حيث تقوم باستخدام العملاء المندسين للحصول على معلومات في مجال السياسة، الدفاع، والاقتصاد.


3. قيساريا:
المهمة: وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخاصة المعقدة مثل الاغتيالات والتسلل، وتعد من أكثر الوحدات سرية داخل الموساد، وتتضمن هذه الوحدة فرقًا قتالية متخصصة في تنفيذ عمليات دقيقة وخطرة.
التوسع: يتعامل هذا القسم مع العمليات التي تتطلب دقة وحذرًا شديدين، سواء داخل أو خارج الأراضي المحتلة، وتركز على العمليات ذات الطابع العنيف التي تستهدف شخصيات هامة تشكل تهديدًا للأمن الإسرائيلي.


4. كيدون:
المهمة: وحدة متخصصة في أساليب الاغتيال والتصفية، وهي تعتبر واحدة من الوحدات الأكثر سرية في الموساد، ويتراوح عدد عناصر الوحدة بين 30 و 40 عنصرا فقط.
التوسع: وحدة كيدون معروفة بتخصصها في العمليات السريعة التي تنفذ في الميدان، وتستخدم أساليب متطورة في التخلص من الأهداف المتورطة في أنشطة معادية لإسرائيل، بما في ذلك اغتيال القادة العسكريين والسياسيين المعارضين.

 

5. نبيعوت:
المهمة: هذه الوحدة متخصصة في جمع المعلومات باستخدام الوسائل التكنولوجية المتقدمة، وتعتمد على التجسس الإلكتروني وتنفيذ عمليات التنصت على الاتصالات الدولية.
التوسع: نبيعوت تضم تقنيات حديثة في جمع المعلومات، بما في ذلك التنصت على الإنترنت، واستخدام أنظمة مراقبة دقيقة للتجسس على مؤسسات أو أفراد قد يمثلون تهديدًا لإسرائيل.


الأقسام غير التنفيذية:
1. القسم الاستخباراتي:
المهمة: مسؤول عن الأبحاث وتقديم التقديرات السياسية، ويعمل على تقييم المواقف السياسية للدول المعادية، وتقديم التوصيات للقيادة السياسية في إسرائيل استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة.
التوسع: يشمل تحليل البيئة السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط ودول العالم الأخرى، مما يساعد في وضع استراتيجيات إسرائيلية طويلة الأمد.


2. سفريريم:
المهمة: يهتم هذا القسم بحماية اليهود حول العالم وتوفير الدعم لهم في حالات الطوارئ، ويساهم في متابعة أوضاع الجاليات اليهودية ويدير عمليات تهريب أو إنقاذ في حالات الخطر.
التوسع: هذا القسم يتعامل مع حالات استثنائية مثل إنقاذ اليهود من دول تشهد صراعات أو تهديدات مباشرة ضدهم، وقد يتضمن ذلك توفير الحماية لبعض اليهود في دول معادية.


3. الوحدة التكنولوجية:
المهمة: مسؤولة عن تطوير التقنيات المتقدمة في مجال الاستخبارات، بما في ذلك أدوات التنصت والتجسس الرقمي، وتدعم هذه الوحدة العمليات التنفيذية من خلال تزويدها بأحدث المعدات التقنية.
التوسع: الوحدة التكنولوجية تعمل على تعزيز قدرة الموساد في جمع المعلومات وتحليلها بشكل دقيق باستخدام وسائل متقدمة مثل الأقمار الصناعية، البرمجيات المتخصصة، والتقنيات الحديثة في المراقبة الإلكترونية.


التوسع في دور الهيكل الرئيسي:
هذه الأقسام والوظائف تتيح للموساد القدرة على العمل بشكل مرن وفعّال عبر مختلف الجبهات والاستخبارات العالمية، فالهيكل التنظيمي يساعد على تقسيم المهام وتنظيم العمل، ويضمن أن كل قسم يركز على جانب معين من الأنشطة الحيوية التي تدعم السياسات الإسرائيلية.

 

 

الفصل الرابع: رؤساء جهاز الموساد
رؤساء جهاز الموساد هم الشخصيات التي كانت تقود هذا الجهاز الاستخباراتي الحيوي لإسرائيل منذ تأسيسه. على مر السنين، كان دور رئيس الموساد يتطلب كفاءة استثنائية في مجالات الاستخبارات والعمليات الخاصة، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية معقدة في ظل بيئة سياسية وأمنية متوترة.


1. رؤوبين شيلواح (1949-1952):
كان شيلواح أول رئيس للموساد بعد تأسيسه، وقام بتأسيس الأسس الأولية للجهاز واختار أن يعمل على تطوير العمليات الاستخباراتية والسرية التي تدعم دولة إسرائيل الحديثة.
تحت قيادته، بدأ الموساد بتنفيذ عمليات هامة في الخارج، بما في ذلك جمع المعلومات عن الدول العربية وتنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين.


2. إيسار هرئيل (1953-1963):
تولى هرئيل قيادة الموساد في مرحلة حرجة، حيث واجهت "إسرائيل" تهديدات متزايدة من الدول العربية.
في عهده، أصبح الموساد جهازًا ذا شهرة دولية، معروفة بعملياته الاستخباراتية السرية، وأبرزها عملية "أوبرا" التي استهدفت المنشآت النووية العراقية في عام 1981.
خلال فترة قيادته، شهد الموساد تطورًا في مجال التجسس العسكري وتنفيذ العمليات الكبرى.


3. مئير عميت (1963-1968):
استمر مئير عميت في توسيع نطاق الموساد وزيادة فعاليته في تنفيذ العمليات السرية.
في عهده، عمل الموساد على تعزيز عملائه في الدول المجاورة، وخاصة في الدول العربية، حيث كانت إسرائيل بحاجة إلى معلومات استخباراتية حيوية حول الأنشطة العسكرية للخصوم.


4. تسفي زمير (1968-1974):
زمير تولى القيادة في فترة هامة حيث شهدت المنطقة توترات كبيرة بعد حرب 1967.
تم في عهده تجنيد العديد من العملاء وتنفيذ عمليات استخباراتية ناجحة في الدول العربية.
في هذه الفترة، تطور الموساد ليصبح جهازًا ذا هيبة في العالم الاستخباراتي.


5. يتسحاق حوفي (1974-1982):
خلال فترة قيادته، قام الموساد بتنفيذ العديد من العمليات الهامة بما في ذلك عمليات اغتيال ضد شخصيات فلسطينية في الخارج.
أيضًا كان حوفي جزءًا من تطوير جهاز الموساد ليصبح أكثر تركيزًا على الحرب النفسية، بالإضافة إلى العمليات العسكرية الخاصة.


6. ناحوم ادموني (1982-1989):
عمل ادموني على تعزيز التعاون بين الموساد والأجهزة الاستخباراتية العالمية الأخرى.
في عهده، شهدت إسرائيل العديد من الهجمات العسكرية والتهديدات من الدول العربية، وكان دور الموساد في جمع المعلومات والمشاركة في العمليات الحربية مهمًا بشكل كبير.


7. شبتاي شافيت (1989-1996):
شافيت قاد الموساد خلال فترة هامة شهدت تغييرات كبيرة في العلاقات الدولية.
تركزت فترة قيادته على تطوير الشبكات الاستخباراتية في أوروبا والعالم العربي لمكافحة الإرهاب وتهديدات الأسلحة النووية.
كان موساد شافيت في صدارة العمليات ضد المقاومة الفلسطينية في الخارج.


8. داني يتوم (1996-1998):
بعد إعلان اسمه رسميًا في 1996، تولى يتوم قيادة الموساد في فترة مليئة بالتحديات، خصوصًا في مواجهة الحركات الفلسطينية الناشطة.
قاد الموساد في تلك الفترة العديد من العمليات الخاصة ضد عناصر مرتبطة بحركات معادية لإسرائيل.


9. أفرايم هليفي (1998-2002):
قاد هليفي الموساد خلال فترة الألفية الجديدة، حيث تطور الجهاز ليشمل قدرات استخباراتية تكنولوجية متقدمة.
اهتم بتطوير العلاقات الاستخباراتية مع العديد من الدول الأجنبية وتعزيز الحرب الاستخباراتية ضد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.


10. مئير داغان (2002-2010):
في عهده، كان للموساد دور رئيسي في عدة عمليات معقدة ضد الحركات المعادية لإسرائيل، بما في ذلك عمليات اغتيال وتصفية الأفراد المشتبه بهم.
كان داغان معروفًا بتطوير أساليب تجسس حديثة، وبالتحديد في مجال الأمن الإلكتروني وتنفيذ عمليات استخباراتية تعتمد على التقنية الحديثة.


11. تمير باردو (2010-2016):
تولى باردو قيادة الموساد في فترة شهدت تصعيدًا في التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط.
قام بإدارة العمليات السرية للموساد ضد الحركات الجهادية والتطرف الإسلامي، وعزز من استخدام التكنولوجيا المتقدمة في عمل الجهاز.


12. يوسي كوهين (2016-2021):
في عهد كوهين، عمل الموساد على تصعيد العمليات ضد إيران وملفها النووي.
عُرف كوهين بقيادته في التصدي للتهديدات الإيرانية وضمان الأمن الاستراتيجي لإسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها.


13. ديفيد بارنيع (2021-2023):
تولى بارنيع القيادة في مرحلة شديدة التعقيد، حيث كان التحدي الأساسي في مواجهة التهديدات الإيرانية والنفوذ المتزايد في المنطقة.
قاد الموساد في مرحلة حاول فيها تعزيز التعاون الاستخباراتي مع دول عربية بعد اتفاقات "أبراهام" وتوسيع عمليات الموساد ضد العناصر المسلحة والجهادية.


التوسع في دور الرؤساء:
كل رئيس للموساد جلب أسلوبه الخاص في إدارة الجهاز، حيث تفاوتت أولويات كل منهم بين العمليات السرية التقليدية وبين الاهتمام بالتطور التكنولوجي وتعزيز التعاون الاستخباراتي مع دول أخرى. قد تتغير الأساليب والمهام حسب التطورات الإقليمية، ولكن دائمًا يبقى الهدف الرئيسي هو حماية المصالح الأمنية الإسرائيلية والدفاع عنها في الخارج.


رؤساء الموساد يعتبرون الشخصيات الرئيسية التي تؤثر في اتخاذ القرارات الأمنية الاستراتيجية في إسرائيل، ويتحملون مسؤولية اتخاذ قرارات قد تكون لها عواقب هائلة على مستوى الأمن القومي والسياسة الدولية.

 

 

الفصل الخامس: تمويل جهاز الموساد
كما هو الحال مع العديد من الأجهزة الاستخباراتية في العالم، يبقى تمويل جهاز الموساد من المواضيع الحساسة التي لا يتم الإعلان عنها بشكل علني، فتمويل الموساد يعتمد بشكل أساسي على ميزانية حكومية تكون مشمولة في ميزانية اسرائيل، وتتم إدراتها بشكل سري عبر مكتب رئيس الحكومة، ويتلقى الموساد، مثل باقي أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، ميزانية سرية لا يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل دقيق للجمهور، إلا أن هناك بعض الإشارات إلى حجم هذا التمويل عبر بعض التقارير الصحفية والإعلانات الرسمية المحدودة.


الزيادة في التمويل:
في عام 2014، تم الإعلان عن زيادة كبيرة في تمويل جهاز الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك) معًا، حيث بلغت ميزانيتهما المشتركة 1.86 مليار دولار، بزيادة قدرها 10% مقارنة بعام 2012، حيث كانت الميزانية في ذلك الوقت تبلغ 1.68 مليار دولار، وهذا يظهر حجم الإنفاق المتزايد على العمليات الاستخباراتية وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية.

 

كيفية تخصيص التمويل:
يتم تخصيص التمويل للموساد من خلال ميزانية احتياطية يوافق عليها رئيس الحكومة، وتشمل هذه الميزانية عدة مجالات من الأنشطة، وهي ليست محصورة فقط في العمليات السرية والمخابراتية، بل تمتد لتشمل استثمارات متنوعة. ومن أبرز جوانب هذه الميزانية:
العمليات السرية: جزء كبير من الميزانية يُخصص للعمليات الخاصة التي يقوم بها الموساد، مثل عمليات التجسس، والاغتيالات، والعمليات العسكرية الخاصة في الخارج. تمويل هذه العمليات يتطلب ميزانيات ضخمة بسبب تعقيدها وارتفاع تكاليفها، خاصة العمليات التي تستدعي استخدام تقنيات متطورة أو فرق عمليات ميدانية.


الاستثمارات العقارية: لا تقتصر ميزانية الموساد على العمليات العسكرية والاستخباراتية فقط، بل تشمل أيضًا استثمارات في العقارات. من المعروف أن الموساد يشتري عقارات في دول مختلفة حول العالم، خاصة في الأماكن التي يعتبرها حيوية للأمن القومي الإسرائيلي، هذه العقارات يمكن أن تُستخدم كمراكز عمليات سرية أو لتخزين المعدات التكنولوجية المتطورة التي يستخدمها الموساد.


تأسيس شركات تجارية: بالإضافة إلى الاستثمارات العقارية، قد يشمل تمويل الموساد إنشاء شركات تجارية في أنحاء مختلفة من العالم، وهذه الشركات قد تكون واجهات تُستخدم لتسهيل جمع المعلومات أو لإخفاء النشاطات الاستخباراتية، وفي بعض الحالات، قد تُستخدم الشركات التجارية لتوفير تمويل إضافي للمشاريع السرية أو لتوظيف عملاء في دول معينة.


البحث والتطوير: جزء من التمويل يُخصص أيضًا للأبحاث والتطوير في التقنيات المتقدمة، بما في ذلك أدوات المراقبة، وبرامج التجسس، وتكنولوجيا الاتصالات الآمنة، وفي عصر التقنية الحديثة، أصبح جمع المعلومات الاستخباراتية يتطلب استخدام تقنيات متطورة للغاية، مما يجعل استثمار الموساد في هذا المجال أمرًا بالغ الأهمية.


التمويل السري:
نظرًا لحساسية الأنشطة التي يقوم بها جهاز الموساد، فإن تفاصيل تمويله تُعتبر من أكثر المعلومات سرية. في بعض الأحيان، يُقال أن الموساد قد يحصل على تمويل غير رسمي من بعض الأفراد أو الجماعات التي تدعمه، حيث تلتزم الحكومة الإسرائيلية بمبدأ السرية التامة بشأن المصادر الفعلية لهذا التمويل.

 

 

الفصل السادس: العاملون في الموساد
جهاز الموساد يعد من الأجهزة الاستخباراتية المعروفة على مستوى العالم، ولا شك أن العاملين فيه يشكلون جزءًا أساسيًا من فعاليته، حيث يعتمد الجهاز على شبكة واسعة من العملاء والمندوبين المنتشرين في العديد من الدول حول العالم.


عدد العاملين في الموساد:
عدد العاملين في الموساد يتراوح بين 1200 و1600 موظف، وهو عدد يُعتبر صغيرًا نسبياً مقارنة ببعض أجهزة الاستخبارات الأخرى في العالم، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية دورهم في تنفيذ المهام السرية، بجانب الموظفين الأساسيين، يعتمد الموساد على شبكة واسعة من العملاء المنتشرين في مختلف أنحاء العالم.


دور العملاء في جهاز الموساد:
العملاء يشكلون عنصرًا أساسيًا في عمل جهاز الموساد، ويعتبرون المصدر الرئيسي للمعلومات الاستخباراتية، ورغم التطور التكنولوجي الذي يستخدمه الموساد في جمع المعلومات، تبقى شبكة العملاء البشرية عنصراً حاسماً في التأكد من صحة المعلومات أو دحضها، ويتم تجنيد هؤلاء العملاء عبر استراتيجيات متعددة، مثل تقديم المكافآت والخدمات مقابل تنفيذ مهام محددة.


استراتيجيات تجنيد العملاء:
الموساد يستخدم استراتيجيات متنوعة لتجنيد العملاء من أجل الحصول على المعلومات، وفي بعض الأحيان، يتم استخدام إغراءات مالية أو خدمات شخصية للعملاء الذين يتم اختيارهم بناءً على مهام معينة، في حالات أخرى، قد تعتمد الاستراتيجية على الترغيب والترهيب، حيث يُعد المكافآت وسيلة تحفيزية لزيادة تحفيز العملاء على تنفيذ المهام المطلوبة.


مدرسة تدريب العملاء:
لضمان تأهيل العملاء والمندوبين بشكل فعّال، يدير جهاز الموساد مدرسة خاصة لتدريب العاملين في مدينة حيفا، ويتعلم فيها الموظفون قواعد العمل السري وكيفية التعامل مع الأنشطة التجسسية، فالتدريب يشمل مجموعة من المهارات مثل كيفية جمع المعلومات، وكيفية التسلل إلى الدوائر السياسية أو العسكرية المستهدفة، وكيفية إخفاء هويتهم في العمليات الميدانية.


التنوع في العاملين:
تعتبر نسبة النساء العاملات في جهاز الموساد ملفتة، حيث ذكر رئيس الجهاز تمير باردو في تصريح بمناسبة مرور 65 عامًا على تأسيس الموساد أن 40% من العاملين في الموساد هن من النساء، كما أضاف باردو أن 24% من هؤلاء النساء يشغلن مناصب رفيعة في الجهاز، وهو ما يعكس دورهن الفاعل في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام الاستراتيجية.


الشباب في الموساد:
لا تقتصر الأمور على العاملين ذوي الخبرات الطويلة، بل يعمد الموساد أيضًا إلى توظيف شريحة كبيرة من الشباب، ووفقًا لتصريحات تمير باردو، فإن 23% من العاملين في الموساد تتراوح أعمارهم بين 22 و32 عامًا، مما يعكس حاجة الجهاز إلى دماء جديدة وطاقات شابة لتطوير وتنفيذ مهام متنوعة.

 

الفصل السابع: أبرز الاغتيالات التي نفذها جهاز الموساد قبل العام 2020
اختطاف أدولف آيخمان (1960): يعد واحدًا من أبرز العمليات التي قام بها الموساد، حيث اختطف الضابط النازي السابق أدولف آيخمان من الأرجنتين، وأُحضر إلى إسرائيل لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. تم إعدامه في 31 مايو/أيار 1962.


اغتيال غسان كنفاني (1972): في 8 يوليو/تموز 1972، تم اغتيال الأديب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني عبر تفجير سيارته في بيروت بواسطة عبوة ناسفة، وهي عملية نفذها الموساد بناءً على اعتقاد بأنها تستهدف شخصيات فلسطينية نافذة.


عملية "ردع" في لبنان (1973): في العاشر من أبريل/نيسان 1973، نفذ الموساد عملية اغتيال لثلاثة من قادة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهم محمد يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، في بيروت.


اغتيال وديع حداد (1979): اغتيل وديع حداد، القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في مارس 1979، عن طريق دس السم في قطع شوكولاتة كان يفضلها، أثناء وجوده في أحد فنادق ألمانيا الشرقية.


اغتيال خليل الوزير (1988): في 16 أبريل/نيسان 1988، اغتال الموساد خليل الوزير (أبو جهاد)، القيادي في حركة فتح، في سيدي بوسعيد بتونس، حيث تم إطلاق النار عليه أمام منزله.


اغتيال عباس الموسوي (1992): في فبراير 1992، بعد تلقي معلومات من الموساد، قصفت الطائرات الإسرائيلية موكب الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي في بلدة تفاحتا في جنوب لبنان، مما أسفر عن استشهاده مع زوجته ونجله.


اغتيال فتحي الشقاقي (1995): في 26 أكتوبر 1995، تم اغتيال فتحي الشقاقي، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في مالطا عبر إطلاق رصاصات من قبل وحدة كيدون التابعة للموساد.


اغتيال يحيى عياش (1996): في يناير 1996، اغتيل مهندس كتائب القسام يحيى عياش عبر انفجار هاتف محمول كان قد تم تزويده بمتفجرات في بيته، مما أدى إلى استشهاده.


محاولة اغتيال خالد مشعل (1997): في 25 سبتمبر 1997، حاول الموساد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في عمان، باستخدام سم قاتل حقن في جسده. العملية باءت بالفشل بعد أن تم القبض على أحد المنفذين وقيام الأردن بتسليم المصل المضاد للسم، مما أنقذ حياته.


اغتيال عز الدين الشيخ خليل (2004): في 26 سبتمبر 2004، اغتيل عز الدين الشيخ خليل، القيادي في حركة حماس، بتفجير سيارته في دمشق.


اغتيال عماد مغنية (2008): في 12 فبراير 2008، تم اغتيال عماد مغنية، القيادي في حزب الله اللبناني، في دمشق عبر تفجير سيارة مفخخة. الموساد كان وراء هذه العملية، التي أظهرت تعقيدًا واستخدامًا متقدمًا في تنفيذ العمليات.


اغتيال محمود المبحوح (2010): في 19 يناير 2010، تم اغتيال محمود المبحوح في دبي بواسطة الموساد، باستخدام سم سريع الانتشار لا يترك أثرا في الجسم.


اغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين (2010-2012): بين عامي 2010 و2012، اغتيل العديد من العلماء الإيرانيين الذين كانوا يعملون في برنامج إيران النووي، مثل مسعود محمدي، مجيد شهرياري، وداريوش رضائي، إضافة إلى مصطفى أحمدي روشن الذي كان يعمل في موقع نطنز النووي. العمليات تم تنفيذها باستخدام أساليب متقدمة مثل العبوات الناسفة.


اغتيال محمد الزواري (2016): في ديسمبر 2016، اغتال الموساد المهندس التونسي محمد الزواري أمام منزله في صفاقس، حيث تم إطلاق النار عليه وهو في سيارته. كان الزواري مرتبطًا بتطوير الطائرات بدون طيار لصالح حماس.


اغتيال عمر الناي (2016): في 26 فبراير 2016، تم اغتيال الناشط الفلسطيني عمر الناي، والذي كان سابقًا ناشطًا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بلغاريا.


اغتيال فادي البطش (2018): في 21 أبريل 2018، اغتيل المهندس الكهربائي الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا. تم استهدافه بواسطة إطلاق حوالي 14 رصاصة من قبل مجهولين على دراجة نارية.

 

 

الفصل الثامن: عملية "طوفان الأقصى" وتأثيرها على الموساد:
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرض جهاز الموساد ل إخفاق استخباراتي كبير، حيث فشل في رصد وتحليل تحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي كانت تخطط لعملية "طوفان الأقصى"، هذا الفشل سمح للمقاومين الفلسطينيين بالقيام بهجوم مفاجئ على مستوطنات غلاف غزة.


تفاصيل العملية:
التسلل إلى المستوطنات: تمكن نحو ألف مقاتل فلسطيني من التسلل إلى مستوطنات غلاف غزة باستخدام تكتيكات متنوعة، مثل الاختراق البري، البحري والجوي، مما أدى إلى سيطرتهم على تلك المناطق لمدة ساعات.
الخسائر البشرية: أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 1400 إسرائيلي، بينهم جنود وضباط، كما تم أسر نحو 250 إسرائيليًا، من بينهم عدد من الجنود والضباط.


إخفاق الموساد:
الفشل الاستخباراتي: رغم التطورات المتزايدة في غزة، فشل الموساد في رصد تحركات المقاومة أو توقع الهجوم، هذا يعكس ثغرات في جمع وتحليل المعلومات.
تأثير التكنولوجيا: على الرغم من التقدم التكنولوجي في أدوات المراقبة، مثل الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار، فإن الموساد لم يتمكن من اكتشاف الهجوم قبل وقوعه.


الانتقادات الواسعة:
إخفاقات كبيرة: تعرض الموساد وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الأخرى ل انتقادات شديدة بسبب عدم القدرة على رصد وتوقع الهجوم، وهو ما جعل رد الفعل الإسرائيلي بطيئًا وغير فعال.
القيادة العسكرية والسياسية: تأخر الجيش الإسرائيلي في الرد بشكل سريع، مما أدى إلى سيطرة المقاومة الفلسطينية على المناطق الإسرائيلية لفترة أطول، مما كان له أثر سلبي على الجانب الأمني.


التداعيات:
إعادة تقييم أمني: أعقب الهجوم دعوات داخل إسرائيل لإعادة تقييم آليات العمل في مجال الاستخبارات، خاصة مع التقنيات الحديثة التي لم تمنع الفشل الاستخباراتي.
الضغط السياسي: حدثت ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية بسبب الفشل الكبير في رصد الهجوم، مما أثار انتقادات لسياسات الموساد والأجهزة الأمنية.


الدرس المستفاد:
هذه العملية تكشف عن حقيقة الفشل الكبير في الاستخبارات الإسرائيلية، الذي كانت نتيجته أن المقاومة الفلسطينية استطاعت تنفيذ هجوم مفاجئ وجريء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9