البنتاغون يحظر الوصول إلى روبوت دردشة صيني بسبب مخاوف أمنية
نقل موقع بلومبيرغ عن مسؤول دفاعي مطلع أن موظفي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قاموا بربط أجهزة الحاسوب الخاصة بهم بخوادم صينية للوصول إلى روبوت الدردشة الجديد "ديب سيك"، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمدة يومين على الأقل قبل أن تتحرك الوزارة لحظره.
إجراءات لمنع الوصول إلى "ديب سيك"
وأوضح التقرير أن وكالة أنظمة معلومات الدفاع، المسؤولة عن شبكات تكنولوجيا المعلومات في البنتاغون، قامت بحجب موقع الشركة الصينية الناشئة مساء الثلاثاء الماضي، بعد مخاوف من أن روبوت الدردشة يخزن بيانات المستخدمين على خوادم في الصين، مما يجعله خاضعًا للقوانين الصينية في إدارة تلك البيانات.
ورغم الحظر، أفاد الموقع بأن بعض موظفي البنتاغون ظلوا قادرين على الوصول إلى "ديب سيك"، بينما ظهرت رسائل على شاشات عمل آخرين تشير إلى أن الموقع محظور "لأسباب تشغيلية".
تباين في التعامل العسكري الأميركي مع الروبوت الصيني
من جهتها، حظرت البحرية الأميركية بشكل كامل استخدام "ديب سيك" بسبب "مخاوف أمنية وأخلاقية محتملة".
أما القوات الجوية، فقد أكدت المتحدثة باسمها، لورا ماك أندروز، أن لا توجد حتى الآن إرشادات خاصة بشأن "ديب سيك"، لكنها شددت على أن أي استخدام للمعلومات الحساسة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التجارية يتطلب موافقات مسبقة.
تجري حاليًا مناقشات داخل الدوائر العسكرية الأميركية لإصدار لوائح جديدة تحظر بوضوح استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الصينية.
تحذيرات داخل الكونغرس الأميركي
على صعيد آخر، كشف موقع أكسيوس أن مكاتب الكونغرس الأميركي تلقت تعليمات بعدم استخدام "ديب سيك". وأشار الموقع إلى أن إشعارًا أُرسل إلى الموظفين جاء فيه أن روبوت الدردشة الصيني "يخضع للمراجعة من قبل كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب، وهو غير مصرح به حاليًا للاستخدام الرسمي".
الصعود السريع لـ"ديب سيك" يثير قلق واشنطن
أطلقت شركة "ديب سيك" الصينية روبوت المحادثة الخاص بها الأسبوع الماضي، بمستوى أداء منافس وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بنماذج الشركات الأميركية الرائدة مثل "ChatGPT" من أوبن إيه آي و*"Gemini"* من غوغل.
وقد أدى هذا الصعود الصاروخي للشركة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى قلق كبير لدى عمالقة التكنولوجيا الأميركيين والسلطات في واشنطن، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات لمنع الصين من تجاوز الولايات المتحدة في هذا المجال الاستراتيجي.
سباق الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة
تعتبر الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي قضية أمن قومي، واتخذت إجراءات صارمة للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة، مثل الرقائق التي تنتجها "إنفيديا"، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
لكن هذه القيود لم تمنع الصين من تحقيق تقدم ملحوظ، حيث صرّحت شركة "ديب سيك" بأنها تمكنت من استخدام رقائق أقل تطورًا من "إنفيديا" وتقنيات بديلة للوصول إلى مستوى أداء مقارب لأفضل النماذج الأميركية.
