الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين هي أحد أبرز النزاعات الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، وقد أثارت مخاوف كبيرة حول تأثيرها على الاقتصاد العالمي، ففي ضوء إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة ولاية ثانية، يطرح السؤال: هل يُشعل ترامب هذه الحرب التجارية أم يكتفي بالتحريض على تصعيدها؟
بدأت الحرب التجارية في عهد ترامب الأول في عام 2018، حيث أعلن عن فرض رسوم جمركية على السلع الصينية بقيمة مئات المليارات من الدولارات، حيث كان هدف ترامب من هذه التعريفات تحقيق توازن في التبادل التجاري، وتقليص عجز التجارة الأمريكية مع الصين، ومنع ما يعتبره "الممارسات التجارية غير المنصفة" مثل سرقة حقوق الملكية الفكرية، وفي المقابل ردت الصين بفرض تعريفاتها الخاصة على السلع الأمريكية، مما أدى إلى تصاعد في التوترات التجارية بين الجانبين.
ولا يمكن إنكار أن ترامب كان محركا رئيسيا للحرب التجارية، فخلال عهده الأول، زادت التعريفات الجمركية بشكل متكرر، وأعلن عن خطط لزيادة الرسوم على السلع الصينية حتى بعد توقيع الاتفاقيات، مثل اتفاق المرحلة الأولى في عام 2020، وبإعادة انتخابه، أعلن ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على الواردات الصينية، مما يشير إلى استعداده لتصعيد النزاع.
من الجانب الآخر، يمكن القول إن ترامب يستخدم الحرب التجارية كأداة تفاوضية لدفع الصين للتنازلات، حيث ان تصريحاته تهدف إلى إثارة الجدل والضغط على بكين، دون أن يكون هناك دائما نية حقيقية لإطلاق حرب تجارية شاملة، هذا التحريض يمنحه موقفًا قويا في المفاوضات، لكنه يخاطر بإثارة ردود فعل قوية من الصين.
وتتجاوز تأثيرات الحرب التجارية الحدود الأمريكية والصينية، حيث تؤثر على سلاسل التوريد العالمية، وزيادة التكاليف التجارية، وتأثير سلبي على النمو الاقتصادي العالمي.