ترامب وفرصة إعادة تشكيل الشرق الأوسط

بقلم: خليل أبو رمان – واشنطن

2025.01.23 - 10:31
Facebook Share
طباعة

مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب فترة رئاسية جديدة، تتزايد التوقعات بشأن السياسات التي قد يتبناها لإعادة تشكيل ملامح الشرق الأوسط. ترامب الذي تقلد منصبه في لحظة تاريخية حرجة، يمتلك فرصة استثنائية لتقديم رؤية جديدة تسهم في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة تعاني من تحديات معقدة.

يدخل ترامب المشهد في وقت يشهد الشرق الأوسط حالة حراك غير مسبوقة، حيث ترتفع التوترات السياسية وتتصاعد التحديات الأمنية. في ظل هذا الواقع، يُطرح تساؤل رئيسي:
هل يستطيع ترامب تقديم حلول دبلوماسية تُغيّر المعادلة في المنطقة، أم أن الأمور ستتجه نحو مزيد من الانقسام والصراع؟

لحظة تاريخية حرجة

لدى ترامب فرصة فريدة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل أن تقضي المستوطنات على أي أمل في حل الدولتين. كما أن إنهاء الأزمات في لبنان وسوريا، والاتفاق سلميا مع إيران لوقف مسار تطوير قنبلة نووية، تمثل تحديات رئيسية قد تحدد شكل المنطقة لعقود قادمة.

التحديات أمام إدارة ترامب

التوقعات تشير إلى أن الإدارة الجديدة ستواجه عقبات معقدة، منها:

1. الملف الفلسطيني الإسرائيلي:
يرى محللون أن ترامب قد يمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان والانخراط في مفاوضات جدية مع السلطة الفلسطينية. هذا التوجه قد يواجه مقاومة من داخل إسرائيل، لكنه قد يفتح الباب أمام استعادة الأمل في حل الدولتين.
لكن ترامب الضعيف امام اليمين المسيحي قد يوافق على ضم معظم اراضي الضفة لاسرائيل وهو أمر يبدو اكثر احتمالا الا ان قلب ترامب الطاولة لجذب السعوديين الى التطبيع.

2. الصراع اللبناني والسوري:
الأزمات في لبنان وسوريا تحتاج إلى حلول شاملة تتضمن إعادة بناء الدولتين وتحقيق الاستقرار السياسي. ترامب قد يلجأ إلى مبادرات دبلوماسية تدعم إعادة الإعمار ودمج الأطراف المتصارعة في إطار وطني موحد.

3. إيران ودورها الإقليمي:
تحييد إيران ومنعها من تطوير قدرات نووية يمثل أولوية لإدارة ترامب. الخطوات المستقبلية قد تشمل تعزيز العقوبات الاقتصادية أو الدخول في مفاوضات مباشرة للوصول إلى تسوية سياسية.

التوقعات: ما الذي قد يفعله ترامب؟

التأثير على نتنياهو وحكومته:
تشير التوقعات إلى أن ترامب قد يتخذ موقفًا أكثر حزمًا تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصًا إذا استمر الأخير في رفض مفاوضات جادة مع الفلسطينيين. قد يؤدي ذلك إلى تقويض نفوذ نتنياهو داخليًا، مما يفتح المجال لإعادة تشكيل السياسة الإسرائيلية.

التعاون الإقليمي:
ترامب قد يسعى لتعزيز التعاون بين دول المنطقة في مجالات الاقتصاد والأمن، مع التركيز على تقليص التوترات بين القوى الإقليمية الكبرى.

إعادة صياغة العلاقات مع حماس:
على الرغم من التوتر التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة حماس، قد يسعى ترامب لإعادة صياغة العلاقة بشكل يضمن إدماج الحركة في مسار سياسي أوسع، يخفف من التوترات في غزة.

لحظة حرجة، فرص وتحديات
ترامب أمام فرصة لتحقيق اختراقات تاريخية في الشرق الأوسط، لكن تحقيق هذه الفرص يتطلب شجاعة سياسية وتوازنًا دقيقًا بين مختلف المصالح الإقليمية والدولية. إذا نجح في ذلك، فقد يعيد تشكيل المنطقة بشكل يخدم السلام والاستقرار. أما إذا فشل، فقد تكون النتيجة مزيدًا من الفوضى والصراع.

تحليل التوقعات لما سيفعله ترامب:

1. إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي:

التوقعات تشير إلى أن ترامب قد يركز على الوسائل الدبلوماسية لتحقيق السلام، خاصة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي. هذا السيناريو يعتمد على قدرة الإدارة على تحقيق توازن بين الضغوط على إسرائيل وإشراك السلطة الفلسطينية في مفاوضات جدية.

2. إيران ودورها:

من المرجح أن يتبنى ترامب نهجًا صارمًا تجاه إيران، سواء من خلال العقوبات أو المفاوضات. نجاح هذا النهج يعتمد على تجاوب إيران والقدرة على إشراك الحلفاء الإقليميين والدوليين.

3. نتنياهو وميزان القوى:

قد يمثل الضغط على نتنياهو نقطة تحول في السياسة الإسرائيلية. إذا نجح ترامب في التأثير على حكومة نتنياهو، فقد يتم فتح المجال أمام سياسات أكثر اعتدالًا تجاه الفلسطينيين.

 

4. التحديات العملية:

أي محاولات للتغيير في الشرق الأوسط ستواجه عقبات معقدة، من بينها المصالح المتشابكة بين القوى الإقليمية والتحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمنطقة.

5. احتمالية النجاح والفشل:

النجاح يتطلب شراكات دولية وإقليمية قوية، إلى جانب رؤية واضحة ومرونة سياسية. أما الفشل فقد يؤدي إلى استمرار الفوضى وتقويض فرص السلام.

ترامب يمتلك أدوات وموقعًا سياسيًا يمنحه فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. مع ذلك، التحديات الكبيرة تستدعي منه تبني سياسات متوازنة وشاملة، تضمن التوفيق بين تحقيق السلام ومصالح جميع الأطراف المعنية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4