في ظل الحرب على مدار الخمسة عشر شهرا التي استمرت على قطاع غزة، تشهد المنطقة انتهاكات خطيرة للقانون الدولي من خلال القصف المستمر والعنيف الذي يستهدف البنية التحتية الصحية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأساسية. تعدت هذه الهجمات حدود النزاع العسكري لتصبح إبادة صحية في الوقت الذي يكون فيه الحاجة إلى الرعاية الطبية أكثر من أي وقت مضى.
قد أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير شامل للمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في غزة، ووفقاً لبيانات منظمة حقوق الإنسان، أثرت هذه الهجمات بشكل كارثي على النظام الصحي في القطاع، مما أدى إلى إغلاق العديد من المستشفيات تماماً أو تشغيلها بنسبة ضئيلة من طاقتها. على سبيل المثال، تعرض مستشفى الشفاء، والذي يعد أكبر مجمع طبي في غزة، للقصف المكثف مما أدى إلى وفاة المرضى، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة، نتيجة نقص الطاقة الكهربائية والإمدادات الطبية.
تحت ضوء هذه الاستهدافات، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم حرب، حيث تنص القوانين الدولية على حماية المستشفيات والمرافق الطبية من الهجمات، وقد أدانت العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، هذه الهجمات، مشيرة إلى أنها تنتهك حقوق الإنسان وتعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
على المستوى الدولي، تطالب الأمم المتحدة والعديد من الدول بالتحقيق في هذه الهجمات وتصنيفها كجرائم حرب، من جهة أخرى، ادعت إسرائيل أنها تستهدف مواقع تستخدمها ح م ا س كبنية تحتية عسكرية، ولكن لم يتم تأكيد هذه الادعاءات من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. تظل الاستجابة الدولية محدودة، بينما تواصل المنظمات الإنسانية دعواتها لوقف إطلاق النار وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.