أعلنت وزارة الخارجية القطرية عن بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد تسليم قائمة بأسماء الأسيرات الثلاث اللاتي سيتم الإفراج عنهن اليوم الأحد، للطرف الإسرائيلي.
يأتي هذا الإعلان وسط آمال كبيرة بتوقف القصف الإسرائيلي والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد سكان القطاع المحاصر منذ 470 يومًا.
قبل ساعة من الإعلان، سلمت حركة حماس للوسطاء قائمة بأسماء الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، اللواتي من المتوقع أن يتم الإفراج عنهن اليوم.
وأكدت مصادر فلسطينية أن حماس طالبت بأن تقوم إسرائيل بتسليم قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين من المفترض أن يُفرج عنهم في نفس اليوم، كما طلبت الحركة من الوسطاء أن يتم سحب الطائرات الحربية والطائرات المسيرة الإسرائيلية من أجواء غزة.
من جهته، قال أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن "القسام قررت الإفراج اليوم عن الأسيرات رومي جونين، إميلي دماري، ودورون شطنبر خير".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ بسبب عدم تسليم حماس قائمة بالأسرى المتوقع الإفراج عنهم، لكن حماس أكدت التزامها ببنود الاتفاق، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الأسماء يعود إلى أسباب فنية ميدانية.
وفي الأثناء، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي تلقى أمرًا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن أكثر من 500 شاحنة مساعدات إنسانية على وشك دخول القطاع.
ورغم استلام إسرائيل قائمة الأسيرات الثلاث، استمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية في قصف قطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف أهداف في المنطقة، وأفاد مصدر فلسطيني باستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارات في خان يونس جنوب القطاع.
وأكد الدفاع المدني في غزة أن القصف الإسرائيلي منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار أسفر عن استشهاد 19 فلسطينيًا وإصابة 30 آخرين.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تأخر حماس في تسليم قائمة الأسماء لا يعني انهيار الاتفاق، مشيرين إلى أن الصفقة ستستمر كما هو مقرر، ووفقًا للاتفاق، الذي يمتد لستة أسابيع، سيتم الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 737 معتقلًا فلسطينيًا. في إطار هذه الصفقة، ستفرج المقاومة عن 3 أسيرات إسرائيليات اليوم، مقابل إطلاق سراح 30 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل أسير إسرائيلي.
كما أفاد المصدر أن جيش الاحتلال بدأ سحب آلياته من وسط مدينة رفح إلى محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الكتيبة 932 التابعة لفرقة ناحال قد انسحبت من القطاع.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت أن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ في الساعة 8:30 صباحًا (اليوم) الأحد بالتوقيت المحلي، وأوصت الفلسطينيين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، مع انتظار التوجيهات من المصادر الرسمية.
وتشمل تفاصيل اليوم الأول من الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال من المناطق السكنية، وتعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق غزة لمدة 12 ساعة، بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع بمعدل 600 شاحنة يوميًا.
أما في أول أيام الاتفاق، فستبدأ عملية تبادل الأسرى، وفقًا للقواعد التي نص عليها الاتفاق.
وفي الوقت نفسه، شنت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية غارات عنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، بما في ذلك جباليا ودير البلح وخان يونس ورفح، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للأمن القومي، قد أكد لعائلات الأسرى الأميركيين التزام الإدارة المقبلة بتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة، كما أضاف الموقع أن مستشار ترامب أبلغ عائلات الأسرى الأميركيين أن واشنطن ستدفع باتجاه تسريع موعد مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول في الفريق الانتقالي لترامب قوله إن "مبعوث الرئيس المنتخب إلى الشرق الأوسط يعتزم زيارة غزة ضمن جهود الحفاظ على سريان وقف إطلاق النار"، معربًا عن عزمه على البقاء في المنطقة بشكل شبه دائم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بهدف حل أي مشاكل قد تؤثر على استمرارية الاتفاق، وأضاف المسؤول أن "تمردًا قد يحدث" إذا لم تتم مساعدة سكان غزة وتحسين حياتهم.