دعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، إلى تعديل الدستور الأميركي بهدف منع أي رئيس من الحصول على حصانة عن الجرائم التي قد يرتكبها أثناء وجوده في المنصب.
وفي خطاب وداعي ألقاه ليلة أمس، حذر بايدن من تزايد تركيز السلطة بيد قلة من الأثرياء، موجهًا تحذيرًا بشأن تهديد الديمقراطية الأميركية من تشكيل "أوليغارشية" (حكم الأقلية) مكونة من رجال الأعمال الأثرياء والقطاع التقني.
وفي آخر خطاب له قبل تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أبدى بايدن قلقه الشديد إزاء الأضرار التي قد تحدث بسبب تركز الثروة والسلطة في يد مجموعة صغيرة من الأثرياء الذين يهددون الحقوق الأساسية للأميركيين ويؤثرون سلبًا على الفرص المتاحة للجميع.
وقال بايدن في خطابه من البيت الأبيض: "اليوم، تتشكل في أميركا أوليغارشية من ثروة وقوة ونفوذ مفرط تهدد ديمقراطيتنا بالكامل، وحقوقنا الأساسية وحرياتنا، وفرصة عادلة للجميع للتقدم". وأضاف أن هذا التركيز المقلق للسلطة بين أيدٍ قليلة قد يتسبب في نتائج كارثية إذا لم يتم التصدي لإساءة استخدام هذه السلطة.
بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، سيترك منصبه ليخلفه الملياردير الجمهوري دونالد ترامب، الذي تحالف مع قادة في قطاع التكنولوجيا مثل إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم.
وفي جزء آخر من خطابه، خصص بايدن مساحة للتحذير من المخاطر المترتبة على التراجع في جهود مكافحة التغير المناخي. وقال إن هناك "قوى كبيرة" تهدد التقدم المحرز في هذا المجال، محذرًا من أن التغير المناخي يشكل تهديدًا وجوديًا يتضح بشكل أكبر مع تزايد الكوارث الطبيعية مثل الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس والإعصار المدمر الذي ضرب ولاية كارولينا الشمالية في العام الماضي.
على الصعيد الخارجي، أكد بايدن أنه تمكن من تقوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرًا إلى أن أوكرانيا لا تزال حرة، وأن أميركا أصبحت في وضع متقدم في منافستها مع الصين. وقال: "حققنا الكثير في مواجهة تهديدات العالم، بما في ذلك تعزيز تحالفاتنا وتقدمنا في عدة ملفات دولية".
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من تشكيل تحالفات جديدة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي لمواجهة ما وصفه بـ"عدائية" الصين، مؤكدًا أن "فترة ما بعد الحرب الباردة انتهت، وبدأت حقبة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية وحقوق الإنسان".