استشهد 71 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 200 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، منذ إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مساء الأربعاء.
الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ ذلك الحين أسفرت عن مذبحة جديدة في القطاع، حيث استهدفت الغارات الجوية منازل ومناطق سكنية في عدة مناطق بغزة، مخلفةً أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى.
وقال مصدر طبي إن ما يقارب 50 فلسطينيًا استشهدوا في غارات إسرائيلية على شمالي قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مواقع في المنطقة، ما أسفر عن دمار واسع النطاق.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية أخرى باستشهاد 20 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، في قصف استهدف مربعًا سكنيًا في مدينة غزة، كما تواصلت عمليات البحث والإنقاذ، حيث تم العثور على العديد من الجثث تحت الأنقاض جراء القصف العنيف.
وكانت الغارات قد استهدفت عدة مناطق، بما في ذلك محيط بركة الشيخ رضوان شمال غزة، حيث دمرت طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا يضم منازل لعائلات "علوش" و"الحاج علي" و"الجمل"، وفي نفس السياق، أعلن جهاز الدفاع المدني بغزة عن انتشال جثامين 5 شهداء وأكثر من 10 مصابين من تحت أنقاض منزل عائلة "خليفة" في منطقة الرمال غرب المدينة، التي تعرضت لقصف جوي إسرائيلي.
كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في عمارة "المزنر" بالقرب من مفترق الشعبية بحي الدرج وسط مدينة غزة، وفي قصف آخر، استشهدت طفلة فلسطينية جراء غارة إسرائيلية على منزل في شارع مشتهى بحي الشجاعية شرق غزة.
وأشار جهاز الدفاع المدني في بيان إلى استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "النبيه" في مدينة غزة، وأفاد مصدر فلسطيني أيضًا باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة كانت تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب المدينة.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار، أكد أحد الأطباء في مستشفى المعمداني بغزة أن المستشفى استقبل العديد من الحالات، حيث وصل أطفال مصابون جراء القصف المستمر، وأشار إلى أن الإصابات لا تزال تتوالى بسبب القصف العنيف.
كما أفاد شهود عيان بوجود قصف مدفعي واشتباكات عنيفة في مناطق عدة من القطاع، بما في ذلك شرق وجنوب تل الهوى، غرب حي الصبرة، وجنوب شرق مدينة غزة، وقصفت الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر" بكثافة مناطق شمال غرب مدينة غزة، بينما استمرت عمليات نسف المباني السكنية في جباليا والنزلة.
وفي تطور آخر، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي استهدف شقتين في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد فلسطينيان في قصف جوي استهدف منزلًا في منطقة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي وقت لاحق، شيع الفلسطينيون جثامين 9 شهداء في مستشفى ناصر في خان يونس، بينما استمر القصف في مناطق مختلفة من المدينة، مما أسفر عن مزيد من الضحايا، كما لقي الصحفي أحمد الشياح حتفه في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة المواصي.
تأتي هذه التصعيدات بعد إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نجاح وسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الاتفاق الذي أعلن أنه سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.