رفض واسع للصفقة من قبل الساسة والخبراء الاسرائيليين
عادل أبو شحادة
تواجه الصفقة المرتقبة بين حكومة الاحتلال وحركة حمـ.ـاس لإطلاق سراح الأسرى معارضة شديدة من مختلف الأوساط السياسية والأمنية في الاحتلال، حيث وصف عضو الكنيست أوهاد تال الصفقة بأنها "إبقاء على شر حمـ.ـاس"، مناشدًا المسؤولين بعدم دعم هذه الاتفاقية.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر عقد في منتجع مار-أ-لاجو بولاية فلوريدا، الذي حضره عدد من الشخصيات البارزة مثل السفير الأمريكي المتوقع تعيينه لدى الاحتلال مايك هاكابي ورئيس المجلس الاستيطاني يوسي دغان.
لم تقتصر الانتقادات على الصفقة نفسها، بل امتدت لتشمل دور الولايات المتحدة، إذ هاجم عضو الكنيست يتسحاق كرويزر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن تهديداته الأخيرة لا تختلف عن تصريحات الرئيس الحالي جو بايدن، التي تهدف وفق رأيه للضغط على الاحتلال وليس على حمـ.ـاس.
من جانبه، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الصفقة بأنها "كارثة أمنية"، داعيًا إلى استمرار العمليات العسكرية بقوة في قطاع غزة لتحقيق السيطرة الكاملة، وأكد خبراء استراتيجيون أن هذه الصفقة تمنح حمـ.ـاس الفرصة لإعادة بناء قدراتها العسكرية، مما يفاقم التحديات الأمنية.
وأعرب البروفيسور كوبي ميخائيل، خبير الأمن القومي، عن قلقه من غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع حمـ.ـاس، وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تواجه تعقيدات ميدانية كبيرة، داعيًا إلى تبني تحرك عسكري شامل لتفكيك بنية حمـ.ـاس التحتية بشكل جذري.
من جهته، دعا الحاخام ألياكيم ليفانون إلى إيقاف الصفقة، واصفًا إياها بأنها "إهانة للجنود وتضحية بالإنجازات الأمنية"، وأضاف أن تنفيذ الصفقة سيمكن حمـ.ـاس من تعزيز قوتها في المستقبل، مما يشكل خطرًا وجوديًا على المستوطنات.
وأكد اللواء احتياط يوسي كوبرفاسر أن تنفيذ الصفقة سيحد من قدرة جيش الاحتلال على العمل بحرية ضد حمـ.ـاس، داعيًا إلى إعادة النظر في الاستراتيجية المتبعة لتحقيق صفقة أفضل أو الضغط العسكري المباشر على حمـ.ـاس.
وتتزايد الأصوات المعارضة للصفقة داخل الاحتلال، معتبرة إياها هزيمة مدوية أمام حمـــاس وتهديدًا مباشرًا للأمن على المدى القريب والبعيد، وسط هذا الجدل، يظل غياب استراتيجية فعالة للتعامل مع حمــــاس عائقًا رئيسيًا أمام الاحتلال لتحقيق أهدافه في قطاع غزة.
