حرائق كاليفورنيا: ارتفاع ضحايا النيران وتحديات الرياح القوية

وكالة أنباء آسيا

2025.01.14 - 10:37
Facebook Share
طباعة

 تشهد ولاية كاليفورنيا، خاصة مدينة لوس أنجلوس، واحدة من أسوأ موجات الحرائق في تاريخها الحديث، حيث أسفرت الحرائق عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا حتى الآن، وسط تدمير واسع لمناطق سكنية وأضرار اقتصادية هائلة، وفي وقت تواصل فيه فرق الإطفاء جهودها لمكافحة النيران، حذر المسؤولون من تأثير الرياح القوية القادمة التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير.


الحرائق تلتهم لوس أنجلوس وتحولها إلى ركام
لليوم السابع على التوالي، تجتاح الحرائق مدينة لوس أنجلوس، ثاني أكبر المدن في الولايات المتحدة، حيث تم تدمير العديد من التجمعات السكنية التي أصبحت الآن أكوامًا من الركام المحترق، واضطر آلاف السكان الذين تم إجلاؤهم لمغادرة منازلهم تحت تهديد النيران، فيما يتم التنسيق لإعادة توطينهم أو تقديم الدعم لهم.


وتتواصل الجهود الحثيثة للسيطرة على حريق "باليسيديس"، الذي يهدد حي "برينتوود" الراقي ووادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، ومع ذلك، تتوقع السلطات أن الرياح القوية التي تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة ستسهم في تفاقم الوضع، حيث حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أن الرياح ستكون "خطيرة للغاية"، ما يعني أن الحرائق قد تمتد إلى مناطق جديدة في المدينة.


تحديات الرياح والعواقب الاجتماعية والاقتصادية
في مواجهة الرياح القوية، يواصل رجال الإطفاء عملهم في ظروف بالغة الصعوبة، وقد زادت الرياح من تعقيد جهود مكافحة الحرائق، مما دفع السلطات المحلية إلى التحذير من أن الوضع قد يصبح أكثر خطورة. كما يتم تنفيذ عمليات بحث دقيق للعثور على جثث الضحايا، في حين يخشى أن ترتفع حصيلة القتلى مع مرور الوقت.


ويمتد حظر التجول الليلي في العديد من المناطق المدمرة، في وقت أُعلن فيه عن مزيد من عمليات الإجلاء.


وشهدت عمليات الإجلاء حالة من الفوضى والإحباط، حيث اصطف العديد من السكان لساعات طويلة، آملين في العودة إلى منازلهم للحصول على بعض ممتلكاتهم الشخصية، إلا أن الشرطة علقت عمليات المرافقة بسبب الخطر الذي تشكله الرياح القوية والركام الناجم عن الحرائق.


من جانب آخر، أظهرت التقارير الاقتصادية أن الخسائر الناتجة عن الحرائق تتراوح بين 250 مليار دولار و275 مليار دولار، وفقًا للتقديرات التي أصدرتها شركة "أكو ويذر" المتخصصة في التنبؤات الجوية.
في وقت سابق، كانت الشركة قد قدرت الخسائر بنحو 52 مليار إلى 57 مليار دولار فقط، لكن مع تمدد الحرائق وزيادة حجم الأضرار، ارتفعت هذه التوقعات بشكل كبير.


ترامب يعتزم زيارة المدينة المنكوبة بعد تنصيبه
في خطوة تعكس أهمية الأزمة، ذكر مصدر مطلع أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يعتزم زيارة ولاية كاليفورنيا بعد تنصيبه رسميًا في 20 يناير/كانون الثاني لتقييم الأضرار المدمرة التي خلفتها الحرائق. وتعد هذه الزيارة جزءًا من جهود ترامب لمتابعة الوضع عن كثب، والتأكد من توفير المساعدات الطارئة للسكان المتضررين.


ورغم أن ترامب سبق أن انتقد المسؤولين في كاليفورنيا واتهمهم بعدم الكفاءة في التعامل مع الحرائق، إلا أن زيارته القادمة تعد خطوة هامة في محاولة للتواصل مع المسؤولين المحليين وتنسيق جهود الإغاثة.


أزمة إنسانية واقتصادية في لوس أنجلوس
التأثيرات الإنسانية لهذه الكارثة ضخمة، حيث يعيش الآلاف من السكان في ظروف صعبة بسبب إجلائهم المستمر، كما تزداد التحديات مع تدمير المنازل والممتلكات، ما يخلق أزمة سكنية واقتصادية غير مسبوقة. وفي الوقت نفسه، تواصل فرق الإنقاذ جهودها في البحث عن مفقودين وتقديم الدعم النفسي للسكان الذين فقدوا كل شيء.


الوضع يتفاقم وسط توقعات باستمرار الأزمة
مع استمرار الحرائق وتدهور الوضع بسبب الرياح القوية، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الدمار في لوس أنجلوس، ومع دخول اليوم السابع من الحرائق، يترقب الجميع النتائج النهائية لهذه الأزمة، التي ستترك آثارًا اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى.


تسعى السلطات في كاليفورنيا إلى تقديم الدعم اللازم في أسرع وقت، بينما تعمل الوكالات الفيدرالية والمحلية على التنسيق لتوفير المساعدات الإنسانية وإعادة بناء المناطق المتضررة، في حين يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه المأساة؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1