يشهد لبنان حراكاً سياسياً ودبلوماسياً متسارعاً مع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة في 17 الجاري، يليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اليوم التالي، والهدف الرئيسي للزيارة هو تقديم التهاني للرئيس اللبناني الجديد العماد جوزف عون ومناقشة احتياجات لبنان في المرحلة المقبلة، في وقتٍ تتسم فيه الأوضاع السياسية والاقتصادية بحساسية شديدة.
كما يشهد لبنان انفتاحاً دبلوماسياً، حيث أعلنت السفارة الإماراتية في بيروت عن نيتها فتح أبوابها قريباً، ما يعكس إشارات إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثنائية ودعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة.
الرئيس الفرنسي هنأ نواف سلام على تكليفه تشكيل الحكومة، معرباً عن أمله في نجاحه في تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب اللبناني، ومن جانبها، وصفت الولايات المتحدة انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية بأنه فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة بعيداً عن تأثير الإرهاب، مشيرة إلى أن لبنان أمام لحظة فارقة قد تشهد توافقاً سياسياً داخلياً إذا ما تم استغلالها بحكمة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عبّر خلال زيارته لبيروت عن تفاؤله بالعهد الجديد، مشيراً إلى أن اكتمال عناصر الدولة يفتح الباب أمام لبنان لتصفية العديد من المشكلات المتراكمة، وزار أبو الغيط كبار المسؤولين اللبنانيين، بدءاً من السراي الحكومي وصولاً إلى لقاء الرئيس عون، مؤكداً أهمية التعاون العربي في دعم لبنان.
وفي تطور آخر، أكد السفير السعودي وليد بخاري أن بلاده لم تتدخل في اختيار رئيس الحكومة الجديد، لكنها تضع أهمية كبيرة على شكل الحكومة المقبلة وتركيبتها وبرنامجها الوزاري، ولفت إلى أن السعودية تفضل حكومة تكنوقراط قادرة على تلبية تطلعات اللبنانيين والعمل على استعادة ثقة المجتمع الدولي.
على صعيد دولي، ناقش مجلس الأمن الوضع في لبنان خلال جلسة مغلقة، حيث رحب الأعضاء بانتخاب جوزف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة. وتركز النقاش على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، والالتزام بالقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701. كما تم التطرق إلى آلية مراقبة جديدة تشمل فرنسا والولايات المتحدة، تهدف إلى ضمان تنفيذ الالتزامات وتعزيز دور القوات المسلحة اللبنانية جنوب نهر الليطاني.
الدبلوماسية الدولية ترى في التطورات اللبنانية الأخيرة فرصة لتحقيق الاستقرار والأمن، مع التشديد على أهمية تشكيل حكومة فعالة في أقرب وقت ممكن، ويبقى المشهد اللبناني مفتوحاً على احتمالات متعددة، وسط آمال محلية ودولية بأن يتمكن لبنان من استغلال هذه اللحظة الفارقة لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.