اجتماعات الرياض تؤكد دعم سوريا وتدعو لرفع العقوبات

وكالة أنباء آسيا

2025.01.13 - 10:21
Facebook Share
طباعة

 انعقدت في الرياض، يوم الأحد 12 من كانون الثاني 2025، اجتماعات هامة ضمت مجموعة من المسؤولين من دول عربية وغربية لمناقشة سبل دعم سوريا في مرحلة إعادة البناء التي تمر بها، بعد التغييرات الكبرى التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.


وتمحورت النقاشات حول تعزيز الدعم للشعب السوري، وتمكينه من إعادة بناء دولة عربية موحدة، مستقلة وآمنة لجميع مواطنيها، خالية من الإرهاب، مع الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.


ووفقًا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، تم التأكيد على دعم عملية انتقالية سياسية بقيادة القوى السياسية والاجتماعية السورية، مع الالتزام بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري في هذه العملية.


كما تمت دعوة المجتمع الدولي إلى دعم هذا التحول من خلال الحوار البناء، وتقديم النصائح والمشورة بما يحترم استقلالية سوريا وسيادتها، ورغم الدعم الدولي، تم التشديد على أن مستقبل سوريا يجب أن يكون قرارًا سوريًا خالصًا، مع التأكيد على الوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري واحترام إرادته.


خلال الاجتماع، أبدى المشاركون قلقهم من تصاعد التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة مع سوريا، وخاصة في مناطق جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة، وأكدوا على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية، وتم التشديد على أن أي تهديد للأراضي السورية يعد انتهاكًا للسيادة السورية ويجب الوقوف ضده.


من جهة أخرى، استعرض وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الهدف الأساسي من الاجتماع، وهو التنسيق الدولي لدعم سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها، وأشاد بقرار الولايات المتحدة القاضي بالإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا، وأكد على أهمية رفع جميع أنواع العقوبات، سواء كانت أحادية أو أممية، التي فرضت على البلاد، باعتبارها تعيق قدرة سوريا على التعافي والنمو، وتعرقل جهود الشعب السوري في إعادة بناء وطنه وتحقيق الاستقرار.


وأضاف بن فرحان أن رفع العقوبات سيُسهم في توفير الدعم الإنساني والاقتصادي اللازم لسوريا، مما يهيئ الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، كما أشار إلى أن استمرار فرض العقوبات على النظام السوري السابق يعطل آمال الشعب السوري في تحقيق التنمية والازدهار.


وبالإضافة إلى ذلك، أشاد الوزير السعودي بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة وبدء عملية الحوار مع مختلف الأطراف السورية، معتبرًا أن ذلك يساهم في تحقيق الاستقرار وحماية وحدة الأراضي السورية، كما أكد التزام سوريا بمكافحة الإرهاب في كافة أرجائها.


وفيما يتعلق بالوجود الإسرائيلي في سوريا، أكد البيان السعودي على إدانة التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة، معتبرًا ذلك خرقًا للاتفاقات الدولية، خصوصًا اتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974، كما تم التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي السورية المحتلة فورًا.


كما تم الإعلان عن أن هذا الاجتماع الدولي هو الأول من نوعه بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، حيث عقد بعد أقل من أسبوع من تلك الأحداث، مما يعكس رغبة المجتمع الدولي في التعامل مع المرحلة الجديدة في سوريا، والعمل على إيجاد حلول عملية ومستدامة للأزمة السورية.


الاجتماع كان بمشاركة وزراء خارجية العديد من الدول العربية، مثل البحرين، مصر، العراق، الأردن، لبنان، الكويت، قطر، عمان، الإمارات، بالإضافة إلى ممثلين من الدول الكبرى مثل فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، وأمين عام جامعة الدول العربية، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، فضلاً عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.


تطرقت المناقشات أيضًا إلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لسوريا، حيث تم الإشادة بالدول التي أعلنت عن تقديم مساعدات مستعجلة للشعب السوري، وبدورها، أكدت المملكة العربية السعودية على التزامها بمواصلة دعم الشعب السوري والعمل على إعادة بناء سوريا، بما يحقق الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.


هذا الاجتماع جاء بمثابة خطوة هامة في معالجة التحديات التي يواجهها الشعب السوري، ورغم أن الطريق طويل، إلا أن المشاركين شددوا على أهمية التعاون الدولي لتحقيق سلام دائم وعودة الاستقرار إلى سوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4