شهدت الساحة السياسية في الأيام الأخيرة تحركًا ملحوظًا من عدد من رؤساء البلديات في مختلف المناطق، لا سيما البلديات الكبيرة والفاعلة. هؤلاء المسؤولون بدأوا في تنظيم لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والشعبية، بالإضافة إلى إجراء اتصالات واسعة مع أفراد مجتمعهم المحلي، وكان الرسالة الأساسية التي نقلها هؤلاء الرؤساء إلى مناصريهم هي التأكيد على أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستُجرى في موعدها المحدد، ما بين شهري أيار وحزيران من هذا العام، على أبعد تقدير.
وتعتبر هذه الانتخابات المرتقبة بمثابة الخطوة الديمقراطية الأولى للعهد الجديد في لبنان، وهو ما يجعلها محط اهتمام كبير من مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية، ويأتي ذلك في وقت حساس يعاني فيه لبنان من أزمة مالية خانقة، إضافة إلى التحديات السياسية والاجتماعية التي فرضت نفسها على الساحة العامة.
وفي إطار متصل، أكدت بعض المصادر الأمنية أن العديد من رؤساء البلديات كانوا قد اتخذوا في وقت سابق قرارًا بعدم الترشح لفترة جديدة، مبررين ذلك بالتحديات الكبيرة التي يواجهها العمل البلدي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والأزمة المالية المستمرة، لكن تلك المواقف بدأت تتغير مؤخرًا، إذ عاد الحماس إلى العديد منهم، وأصبحوا أكثر استعدادًا لخوض التجربة مرة أخرى، مدفوعين بالفرص التي قد تتيحها لهم الانتخابات القادمة لمواكبة التغييرات المنتظرة في عهد الحكومة الجديدة، خصوصًا في ظل الأمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الفترة المقبلة.
من الجدير بالذكر أن المجلس النيابي اللبناني كان قد أقر مؤخرًا تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية حتى تاريخ 31 أيار 2025، مما يتيح مزيدًا من الوقت للتحضير لهذه الانتخابات الهامة، وبالرغم من الصعوبات التي يواجهها لبنان على الأصعدة كافة، فإن الاستعدادات للانتخابات تؤكد أن هناك أملًا في تحقيق تحول إيجابي في المرحلة القادمة.