شهدت الساعات الماضية تصعيداً إسرائيلياً لافتاً على الأراضي اللبنانية، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين "إسرائيل" ولبنان في 27 تشرين الثاني الماضي، اذ استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية لأول مرة مناطق في محيط بعلبك، بما في ذلك بلدة جنتا، تزامنت مع تأجيل جديد لانتشار الجيش اللبناني في الجنوب.
غارات جوية وتصعيد مستمر
ليلة الأحد ـ الإثنين، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على محيط مدينة بعلبك، مستهدفة المعابر اللبنانية-السورية في السلسلة الشرقية، وأفادت مصادر صحافية أن أطراف بلدة حومين الفوقا جنوب لبنان تعرضت أيضاً لغارة إسرائيلية، وفي السياق ذاته، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الجيش" قصف خلايا تابعة للحزب، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المستودعات المستهدفة كانت تحتوي على أسلحة للحزب.
يهدف اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، إلى إنهاء 14 شهراً من القتال بين إسرائيل ولبنان. وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية خلال 60 يوماً، مع تولي الجيش اللبناني مسؤولية الأمن على طول الحدود، ومنع وجود الأسلحة أو المسلحين في المنطقة.
ورغم مرور أكثر من شهر على الاتفاق، لم يتوقف التصعيد الإسرائيلي، فالغارات الجوية التي خفت حدتها بعد الاتفاق لا تزال توقع خسائر في الأرواح والممتلكات، مما يضع علامات استفهام حول جدية "إسرائيل" في الالتزام بشروط الاتفاق.
تأجيل انتشار الجيش اللبناني
كان من المقرر أن يدخل الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون أمس الاثنين، إلا أن الموعد أُجّل إلى وقت لاحق بسبب المماطلة الإسرائيلية في الانسحاب، وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن القوات الإسرائيلية واصلت اعتداءاتها على المناطق الحدودية، حيث نفذت تفجيرات وقصفاً مدفعياً وتمشيطاً مكثفاً في العديد من المناطق.
تحركات إسرائيلية عدوانية
في عيتا الشعب، عرقلت قوات الاحتلال انتشار الجيش اللبناني رغم تمركز وحداته على مدخل البلدة الغربي. وتقدمت دبابات "ميركافا" نحو أطراف بنت جبيل وعيترون، وقامت جرافة إسرائيلية بأعمال تجريف في محيط مركز الجيش، وفي حي الدورة ببنت جبيل، اقتربت دورية إسرائيلية من مركز الجيش اللبناني، مما أدى إلى توتر كبير.
في القطاع الشرقي، توغلت دورية مؤللة إسرائيلية باتجاه وادي خنسا وريحانة بري في سهل الماري، وقامت بتفجيرات إضافية في منازل المدنيين.
عمليات إنسانية وسط التصعيد
وسط التصعيد، واصل عناصر الدفاع المدني اللبناني عمليات البحث عن جثامين الشهداء في بلدات الجنوب. في طيرحرفا والناقورة والبياضة وعلما الشعب، أسفرت عمليات البحث عن انتشال 11 شهيداً من طيرحرفا وخمسة شهداء من علما الشعب، وفي الناقورة، تم انتشال 8 شهداء، بينما انتُشل شهيدان من البياضة وشهيد من طيرحرفا.
التصعيد الإسرائيلي المستمر يضعف جهود تحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، ويؤجل تنفيذ اتفاقات الانسحاب وانتشار الجيش اللبناني. في ظل هذه التطورات، يبدو أن المنطقة مرشحة لمزيد من التوترات التي قد تعيد إشعال الصراع، ما لم يتم ضبط الخروقات الإسرائيلية وضمان التزامها بشروط وقف إطلاق النار.