توقعات مراكز البحث الأمريكية لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد

بشار صياصنة - وكالة أنباء آسيا

2025.01.12 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 مع سقوط نظام بشار الأسد وتغيرات معادلة القوى في المنطقة، بدأت مراكز الأبحاث الأمريكية في تحليل سيناريوهات المستقبل السوري، في ضوء ما بعد سقوط النظام. يشمل هذا التحليل تقديرات حول سيناريوهات الانتقال السياسي، التحديات الاقتصادية والأمنية، ودور القوى الإقليمية والدولية في تحديد مسار الأحداث في سوريا. تعتمد هذه التحليلات على مجموعة من التقارير والدراسات التي نشرت في الفترة الأخيرة من قبل مراكز بحثية أمريكية مرموقة.

 

1. السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا بعد الأسد

السيناريو الأول: الانتقال الديمقراطي تشير دراسة أعدها "معهد الدراسات السياسية والدولية" (CSIS) في ديسمبر 2024 إلى أن سقوط بشار الأسد قد يفتح المجال أمام عملية سياسية جديدة. هذه العملية تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن مختلف الأطياف السياسية السورية، بهدف بناء نظام ديمقراطي مستدام. هذه السيناريوهات تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي وإشراف الأمم المتحدة، كما يشير التقرير إلى ضرورة إجراء انتخابات حرة
ونزيهة.
ولتحقيق هذا الامر تعتمد واشنطن على حتمية فشل التنظيمات الجهادية المدعومة من تركيا وقطر في فرض سيطرتها على الحكم في سورية وسوف تستخدم اميركا وحلفائها وسائل مختلفة ومركبة للتخلص من حكومة ادلب التي سيطرت على دمشق كي تستبدلها بشخصيات من المجتمع المدني المرضي عنه اميركيا ولن يتطلب ذلك معارك عسكرية بل ضغوطا مركبة على احمد الشرع والمحيطين به لدفعهم نحو الانخراط في عملية ديمقراطية تحت اشراف الامم المتحدة او ان تركيا ستدفع الثمن اقتصاديا وسبق لترامب وان كاد يدمر الاقتصاد التركي بالضغوط المالية في فترة رئاسته الاولى من اجل قس اميركي معتقل في تركيا، وليس صدفة التصريح الذي خرج به ترامب قبل اسابيع متهما تركيا بالسيطرة على سورية وانها الرابح الوحيد من سقوط الاسد.
واما اذا لم تستجب ادارة الشرع وتركيا للخطط الاميركية فان ادوات ارباك الحكم الجهادي متوفرة من اطلاق يد اسرائيل نحو دمشق الى خيار استخدام ميليشات الجنوب المدربة في الاردن الى دعم الكرد ومنع تركيا من التعرض لمناطقهم وصولا لدعم هيئات المجتمع المدني السوري لفرض قيام حكونة انتقالية والسير نحو عملية ديمقراطية حقيقية.
(مصدر: CSIS, "Syria’s Political Transition: Paths Forward", December 2024)

السيناريو الثاني: الفوضى والانقسام بالمقابل، أشار تقرير "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council) إلى أن الانتقال السلمي للسلطة قد لا يكون ممكنًا، وأن سوريا قد تواجه مرحلة من الفوضى والانقسام. يشير التقرير إلى أن سقوط الأسد ليس نهاية المطاف وان استيلاء احمد الشرع على دمشق ليس امرا ثابتا و قد يؤدي إلى صراع على السلطة بين مختلف الفصائل من منافسيه الكثر، مما يفتح الباب لخلق مناطق نفوذ متعددة ويؤدي إلى تقسيم البلاد. قد يشمل هذا الصراع جماعات دينية وعرقية، مثل الأكراد والسنة والعلويين، بالإضافة إلى تنظيمات أخرى مثل "داعش" أو "القاعدة"، مما يعقد بشكل كبير جهود إعادة الإعمار والانتقال السياسي. (مصدر: Atlantic Council, "Syria After Assad: Risks of Fragmentation", December 2024)

 

2. التحديات التي ستواجه سوريا في ٢٠٢٥

إعادة الإعمار الاقتصادي من أكبر التحديات التي ستواجه سوريا بعد سقوط النظام هو عملية إعادة الإعمار. يُقدر مركز "بيترسون" للاقتصاد الدولي (Peterson Institute for International Economics) في تقريره الذي نُشر في يناير 2025 تكلفة إعادة بناء البنية التحتية في سوريا بأكثر من 400 مليار دولار. هذا المبلغ يضع ضغوطًا هائلة على المجتمع الدولي، ويشترط التعاون بين القوى الإقليمية والدولية لتوفير الدعم المالي والخبرات اللازمة. (مصدر: Peterson Institute for International Economics, "Rebuilding Syria: The Economic Costs and Opportunities", January 2025)

المصالحة الوطنية يعتبر تقرير "مركز الدراسات الأمنية الدولية" (CSIS) أن المصالحة الوطنية ستكون حجر الزاوية لتحقيق استقرار سوريا بعد الأسد. يشير التقرير إلى أنه من أجل تجنب العودة إلى العنف والصراعات الأهلية، يجب أن تكون هناك جهود حقيقية لتحقيق المصالحة بين الطوائف المختلفة في سوريا. تتطلب هذه العملية مواجهة الحقائق المؤلمة وتقديم العدالة الانتقالية للجماعات التي تعرضت للاضطهاد، بما في ذلك الأقليات واللاجئين. (مصدر: CSIS, "National Reconciliation in Post-Assad Syria", December 2024)

مكافحة الإرهاب سيناريو آخر لا يقل أهمية يتضمن التهديدات الأمنية التي قد تواجه سوريا بعد سقوط النظام، خاصة فيما يتعلق بالجماعات الإرهابية. تشير دراسة نشرت في "المعهد الأمريكي للسلام" (USIP) إلى أنه في حالة الصراع على السلطة بين احمد الشرع ومنافسيه، من المحتمل أن تستفيد الجماعات مثل "داعش" و"القاعدة" من الفوضى لزيادة نفوذها. يتطلب ذلك من القوى الإقليمية والدولية التعاون على تأمين الحدود ومنع تلك الجماعات من استعادة قوتها. (مصدر: USIP, "The Security Threat of ISIS and Al-Qaeda in a Post-Assad Syria", January 2025)

 

3. دور القوى الإقليمية والدولية في تشكيل المستقبل السوري

الولايات المتحدة الأمريكية توقع تقرير "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" (CSIS) أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تجنب تدخل مباشر بعد سقوط الأسد، لكنها ستواصل دعم حلفائها في المنطقة مثل إسرائيل والدول العربية المعتدلة والكرد و تركز واشنطن على ضمان عدم عودة "داعش" إلى الساحة السورية وحماية أمن حلفائها الإقليميين. كما من المحتمل أن تسهم في إعادة بناء بعض القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، ولكن ضمن إطار استراتيجي طويل الأمد. (مصدر: CSIS, "US Policy in Syria Post-Assad", December 2024)

الخاتمة

تشير التحليلات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأمريكية إلى أن مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد محفوف بالتحديات، لكن هناك أيضًا فرصًا لبناء دولة جديدة إذا تم دعم هذا الانتقال بشكل صحيح. تعتمد النتائج على التعاون الدولي والإقليمي، وعلى كيفية إدارة المرحلة الانتقالية ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.


---

المصادر:

1. CSIS, "Syria’s Political Transition: Paths Forward", December 2024.


2. Atlantic Council, "Syria After Assad: Risks of Fragmentation", December 2024.


3. Peterson Institute for International Economics, "Rebuilding Syria: The Economic Costs and Opportunities", January 2025.


4. USIP, "The Security Threat of ISIS and Al-Qaeda in a Post-Assad Syria", January 2025.


5. MEI, "Russia and Iran’s Post-Assad Role in Syria", December 2024.


6. Turkish Studies Center, "Turkey’s Role in a Post-Assad Syria", January 2025.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4