مفاوضات "قسد" مع دمشق وسط تصعيد شمال سوريا

سامر الخطيب

2025.01.11 - 02:30
Facebook Share
طباعة

 في 10 يناير 2025، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن عقد اجتماع مع الإدارة السورية الجديدة، وهو اللقاء الذي وصفه قائد "قسد"، مظلوم عبدي، بـ"الإيجابي"، اذ تناول مجموعة من القضايا المعقدة التي تهم مستقبل سوريا، وأبرزها الوضع الأمني والسياسي في البلاد.


وفي حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية"، أكد عبدي أن النقاشات كانت مثمرة، حيث تم الاتفاق على العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بمستقبل سوريا، وأضاف أن هناك إجماعًا بين الطرفين على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وتجنب التقسيم.


عبدي أشار إلى أن "قسد" ترى نفسها جزءًا من الجيش السوري الجديد، وهو ما يعكس تطورًا في مواقف الحركة التي كانت في السابق ترى في نفسها قوة شبه مستقلة تدير مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا. رغم ذلك، فقد أوضح عبدي أنه لم يتلقَّ دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي تحدث عنه مؤخرًا مسؤولون سوريون، مؤكدًا ضرورة إشراك جميع المكونات السورية في هذه العملية لضمان شمولية الحلول.


وبخصوص تصاعد الهجمات التركية وفصائل "الجيش الوطني" المتحالفة معها ضد "قسد" في شمال سوريا، وخاصة في منطقة سد "تشرين"، أكد عبدي أن "قسد" ملتزمة بالهدنة التي تم الاتفاق عليها، لكنها في الوقت ذاته مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات المتكررة، وأشار إلى أن "قسد" تعمل على تقليل التصعيد مع تركيا عن طريق التفاوض، معبرًا عن أمله في أن تلعب تركيا دورًا إيجابيًا في العملية السياسية السورية.


مفاوضات مستمرة حول وحدة الأراضي السورية
من جهة أخرى، كشف عبدي عن اتفاق آخر مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق حول رفض مشاريع التقسيم التي تهدد وحدة سوريا، وقد صرح في وقت سابق لوكالة "فرانس برس" بأن "قسد" والإدارة السورية اتفقتا على ضرورة نبذ أي محاولات لتقسيم سوريا، وهو ما يعكس تقدمًا في الحوار بين الطرفين بعد سنوات من التوترات العسكرية والسياسية، ويُعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تحقيق تسوية سياسية شاملة في سوريا بعد سنوات من النزاع.


المعارك في محيط سد "تشرين" تثير قلقًا دوليًا
في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين "قسد" والإدارة السورية، تتصاعد المخاوف من التصعيد العسكري في شمال سوريا، خاصة حول منطقة سد "تشرين" الاستراتيجي، فقد أكدت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا أن الفصائل المدعومة من تركيا، والمعروفة باسم "الجيش الوطني السوري"، تواصل هجماتها على المنطقة المحيطة بالسد، مما يزيد من المخاوف من انهياره، وهو ما قد يترتب عليه كارثة إنسانية وبيئية.


وفي بيان أصدرته "الإدارة الذاتية" في 11 يناير، دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العمليات العسكرية في محيط السد، وأشارت إلى أن الهجمات التي شنها "الجيش الوطني" والطائرات الحربية التركية قد تؤدي إلى تدمير السد، مما سيؤثر بشكل مباشر على حياة مئات المدنيين في المنطقة، بالإضافة إلى التأثيرات الكارثية التي قد تشمل فيضانات واسعة النطاق، تدمير للبنية التحتية، وفقدان أرواح كثيرة.


وأكدت "الإدارة الذاتية" أن أي هجوم على السد أو تدميره سيؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على السكان المحليين، بل على المنطقة بأسرها، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية التي تعتمد عليها المنطقة في خدماتها العامة والخاصة، وفي هذا السياق، دعت "الإدارة" إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية فورًا وضمان حماية المدنيين والمنشآت الحيوية.


الضغوط الدولية واتهامات متبادلة
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تتهم "قسد" باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية" في المنطقة، وهو ما تعتبره انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتقول وزارة الدفاع التركية إن "حزب العمال الكردستاني" (الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية) و"وحدات حماية الشعب" و"قسد" قد قاموا بإرسال المدنيين إلى مناطق القتال في محاولة للضغط على القوات التركية والفصائل المتحالفة معها. من جهتها، تؤكد "قسد" أن هذه الهجمات تستهدف المدنيين بشكل مباشر وأن المدنيين في المنطقة يتعرضون للقتل والجرح نتيجة التصعيد العسكري.


وفي هذا الصدد، دعت "الإدارة الذاتية" المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الهجمات التركية على منطقة سد "تشرين" وحماية المدنيين من التصعيد المستمر في المنطقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6