واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار، إذ نفذت صباح اليوم عملية تفجير استهدفت عددًا من المنازل في بلدة عيتا الشعب ضمن قضاء بنت جبيل، وسمعت أصوات الانفجارات في أجواء القرى المحيطة بالقضاء، ما أثار قلق السكان المحليين.
وقال مصدر متابع أن لبنان كان يتطلع إلى دور أكثر حزمًا من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، حيث التقى بلجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ورغم التوقعات بأن يحذر "إسرائيل" من انتهاك الاتفاق أو يدين تصرفاتها، اكتفى هوكشتاين بالإشارة إلى استمرار انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بموازاة انتشار الجيش اللبناني حتى الخط الأزرق، لكنه لم يحدد إطارًا زمنيًا واضحًا لإنجاز هذا الانسحاب خلال مهلة الستين يومًا التي نص عليها الاتفاق.
وأشارت المصادر إلى أن وتيرة الانسحاب قد تشهد تسارعًا بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، بدعم نواب الثنائي الشيعي، ويُتوقع أن يعزز انتخاب الرئيس الجديد مسار الحياد الإيجابي والاستراتيجية الدفاعية، على أمل تعيين قائد جديد للجيش يتولى القيادة العسكرية، ومع ذلك، قد تتجاوز عملية الانسحاب المهلة المحددة إذا تطلب الأمر، طالما أن الجيش اللبناني يواصل انتشاره في المنطقة الجنوبية بمتابعة دولية من قوات "اليونيفيل".
تتعلق الخطوات الحالية بخطة انتشار الجيش اللبناني التي تضمنت تدريب الجنود قبل إرسالهم إلى المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني، وقد قُدّر أن تنفيذ الخطة سيحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر، على أن يتم الانتشار على ثلاث مراحل متزامنة مع انتهاء تدريب كل مجموعة، إلا أن هذه الجهود لا تبرر استمرار "إسرائيل" في انتهاكاتها، بما في ذلك تدمير المباني والمنازل لجعل المنطقة الحدودية غير صالحة للسكن.
ومن المتوقع أن يساهم انتشار الجيش اللبناني في فرض السيطرة على الأرض، مما سيُرغم "إسرائيل" على احترام بنود الاتفاق وتنفيذ الانسحاب بشكل كامل ضمن أقرب مهلة ممكنة، كما أن وجود آلية المراقبة الدولية يضمن متابعة الانتهاكات ومعالجتها.
إلى جانب ذلك، تتعزز الآمال في إعادة إعمار الجنوب وبيروت والبقاع، بما يتيح للسكان العودة إلى منازلهم. وأكدت المصادر أن المجتمع الدولي وعد بدعم لبنان في هذه الجهود، خاصة بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات.
رغم ادعاءات "إسرائيل" ببطء انتشار الجيش اللبناني كمبرر لتأخر انسحابها، تؤكد المصادر أن الجيش يعمل بجدية وفق الخطة الموضوعة، مع إظهار حماسة كبيرة منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتزامن مع هذه الجهود، ينتظر لبنان دعمًا دوليًا لإعادة الإعمار وتحقيق الازدهار الاقتصادي، استنادًا إلى التزامات دولية وتعهدات الوسيط الأميركي.
يبقى السؤال: هل ستلتزم "إسرائيل" بالانسحاب الكامل ضمن الإطار الزمني المقرر، أم أن انتهاكاتها ستستمر لتزيد من تعقيد المشهد؟ الإجابة تعتمد على تكاتف الجهود المحلية والدولية لفرض احترام السيادة اللبنانية.