بدأت ولاية الرئيس جوزيف عون صباح الجمعة، حيث حضر باكرًا إلى القصر الرئاسي في بعبدا، معيدًا الحياة إلى هذا المقر بعد فراغ دام أكثر من عامين وشهرين، وأعلن عون بداية ولايته الممتدة لست سنوات بنشاط مكثف، مع عائلته التي انتقلت معه للإقامة في القصر.
تحت شعار “العمل السريع للاستفادة القصوى من الوقت”، قرر الرئيس الجديد تخصيص يومه الأول للعمل بدلًا من استقبال المهنئين، وأكد مكتبه الإعلامي في بيان أن الرئيس يقدّر مشاعر الدعم والتهاني، معربًا عن أمله في أن تكون الأيام المقبلة فرصة لتحقيق الخير والسلام للبنان.
أولويات اليوم الأول
بدأ الرئيس عون جدول أعماله باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مشددًا على أهمية التنسيق بين السلطات لتحقيق أولويات المرحلة المقبلة، كما طلب من مكتبه الإعداد للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة في الأسبوع المقبل.
وفي إطار تنظيم شؤون القصر الرئاسي، عيّن العميد وسيم الحلبي مديرًا لمكتبه، فيما بقيت بقية فرق العمل على حالها مؤقتًا، وأعطى الرئيس توجيهاته للعمل بروح الفريق والتعاون بما يتماشى مع المبادئ التي تضمنها خطاب القسم.
جاهزية القصر الرئاسي
كانت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية قد أكملت استعداداتها لاستقبال الرئيس الجديد، وشملت هذه التحضيرات تجهيز مكتب الرئيس، صالونات استقبال الزوار، والجناح الخاص بإقامته مع عائلته، كما عاد لواء الحرس الجمهوري إلى القصر لاستئناف مهماته الأمنية بعد فترة من توزيع أفراده على مهام أخرى.
فرصة تاريخية للبنان
انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية يعيد إلى الأذهان ذكريات الزمن الجميل للبنان قبل اندلاع الحرب عام 1975، هذه المرة، يبدو أن لبنان أمام فرصة حقيقية لاستعادة هويته وصورته المشرقة، ومع الدعم الدولي والتوافق الداخلي، يحمل هذا العهد وعودًا بفتح صفحة جديدة تتجاوز أخطاء الماضي، بعيدًا عن تأثيرات القوى غير اللبنانية.
إن مهمة الرئيس الجديد ليست سهلة، لكنها أيضًا ليست مستحيلة، الأمل يحدو اللبنانيين بأن يشهدوا عهدًا يعيد للدولة كيانها واستقلالها، ويضعها مجددًا على طريق النهضة والاستقرار.