لماذا يسعى الاحتلال الإسرائيلي لبناء جدار فاصل مع الأردن؟

عادل أبو شحادة

2024.12.11 - 03:11
Facebook Share
طباعة

 تصاعدت مؤخرًا خطط الاحتلال الإسرائيلي لبناء جدار عازل على الحدود الفلسطينية - الأردنية، حيث أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية في 26 نوفمبر الماضي أنها بدأت التخطيط الهندسي لإقامة "حاجز أمني" على الحدود الشرقية مع الأردن، ويأتي هذا الإعلان وسط عمليات تصعيد أمني ومقاومة فلسطينية متزايدة.


خلفية التصريحات وخطط البناء
لم تكن هذه المرة الأولى التي تصرّح فيها حكومات الاحتلال بنيتها إقامة جدار على الحدود الأردنية، اذ تكثفت هذه التصريحات بعد عمليتي جسر الملك حسين في سبتمبر الماضي، التي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين على يد الشهيد ماهر الجازي، وعملية البحر الميت في أكتوبر، التي نفذها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس، وأدت إلى إصابة مستوطنين.

إثر عملية البحر الميت، دعا وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تسريع بناء السياج الأمني على طول الحدود، زاعمًا أن الهدف هو منع عمليات التسلل وتهريب السلاح إلى الضفة الغربية.


أهمية الحدود الأردنية - الفلسطينية للاحتلال
تمتد الحدود الأردنية - الفلسطينية بطول 335 كيلومترًا، منها 97 كيلومترًا مع الضفة الغربية و238 كيلومترًا مع أراضي 1948. تضم المنطقة ثلاثة معابر رئيسية: جسر الملك حسين، ومعبر الشيخ حسين، ومعبر وادي عربة. تعمل هذه المعابر بانتظام لكنها تخضع للإغلاق حسب الظروف الأمنية.


يرى الاحتلال أهمية استراتيجية لهذه الحدود بسبب طولها وعلاقتها التاريخية والجغرافية مع الأردن، وسبق للاحتلال أن واجه عمليات تسلل وتهريب أسلحة من الأردن، كما أن المنطقة تُعد ممرًا حيويًا للفلسطينيين خلال معارك التحرير، سواء في السبعينيات أو خلال الانتفاضة الأولى.


دوافع بناء الجدار
يدعي الاحتلال أن بناء الجدار يهدف إلى منع تهريب السلاح، حيث تشير بيانات شرطة الاحتلال إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك 506 مسدسات، 24 بندقية هجومية، و8 عبوات ناسفة، خلال 26 محاولة تهريب عام 2023، كما يزعم الإعلام العبري أن الأسلحة المهربة ساهمت في تصعيد المق اومة المسلحة في الضفة الغربية.


الجدار كخطوة نحو ضم الضفة الغربية
يأتي مشروع الجدار في سياق سعي حكومة الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض ضمن مخططات ضم الضفة الغربية والأغوار، وأكد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، على أهداف الاحتلال السياسية المتمثلة في تعزيز السيطرة الإسرائيلية وتحويل الاحتلال المؤقت للضفة إلى أمر واقع دائم.

من الناحية العملية، سيؤدي بناء الجدار إلى ضم منطقة الأغوار فعليًا والاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة مثل "المحميات الطبيعية"، وتُضاف هذه الخطوة إلى سلسلة إجراءات تشمل توسيع المستوطنات، تكثيف النشاط الاستيطاني، واستخدام مليشيات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الأغوار.


مخاطر مشروع الجدار على القضية الفلسطينية
تعزيز الاحتلال: سيُرسخ الجدار السيطرة الإسرائيلية على الأغوار ويعزز مخططات الضم.
الاستيلاء على الأراضي: ستُصادر آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية القريبة من الحدود.
تغيير الواقع الديمغرافي: ستتضرر التجمعات البدوية الفلسطينية في الأغوار نتيجة للتوسع الاستيطاني والجدار.
تعزيز الاستيطان: تعمل حكومة الاحتلال على ضخ مليارات الدولارات لدعم الاستيطان في الضفة الغربية، ما يزيد من تعقيد الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال.


استغلال الدعم الأمريكي
تسعى حكومة الاحتلال لاستثمار الظروف السياسية الدولية، بما في ذلك دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا، لتسريع مشاريع الضم وتكريس الوقائع الاستيطانية على الأرض.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10