نتنياهو يدخل التاريخ كأول رئيس وزراء إسرائيلي يشهد في محاكمة فساد علنية
عادل أبو شحادة
شهدت المحكمة الإسرائيلية حدثًا غير مسبوق يوم الثلاثاء، حيث أصبح بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أول من يشغل منصب رئيس الوزراء ويدلي بشهادته في محاكمة فساد علنية.
الظهور الأول أمام المحكمة
حضر نتنياهو إلى المحكمة في القدس المحتلة للإدلاء بشهادته في قضايا الفساد الموجهة ضده، وهي خطوة تاريخية تعكس تورط رئيس الوزراء في قضايا جنائية، حيث أقسم نتنياهو أمام القاضية ريفكا فريدمان فيلدمان، على قول الحقيقة، في حين حذرته القاضية من أن الكذب تحت القسم يعرضه للعقوبات القانونية.
وصرح نتنياهو خلال جلسة الاستماع قائلاً: "عندما قرأت مواد القضية، صُدمت من حجم السخافة والظلم. الاتهامات الموجهة ضدي هي بحر من السخافة."
القضايا المرفوعة ضد نتنياهو
نتنياهو متهم في عدة قضايا بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وتعد "القضية 1000" من أبرز هذه القضايا، حيث يُتهم فيها بتلقي هدايا تزيد قيمتها على 100 ألف دولار من شخصيات بارزة، مثل المنتج الهوليوودي أرنون ميلشان والملياردير جيمس باركر، مقابل سياسات تنظيمية أفادتهم.
نفى نتنياهو هذه التهم، قائلاً: "لا أدخن السيجار باستمرار، وبالمناسبة، أنا أكره الشمبانيا."
السياق السياسي والمحاكمة
جاءت المحاكمة في وقت حساس، إذ تواجه "إسرائيل" تحديات متعددة، بما في ذلك حرب مستمرة في غزة وتهديدات أمنية في المنطقة، اذ انتقد نتنياهو توقيت المحاكمة قائلاً: "أنا أدير دولة وجيشًا أثناء الحرب، وكان من الممكن أن تُظهر المحكمة مرونة أكبر في جدولها."
وسائل الإعلام وانتقادات نتنياهو
انتقد نتنياهو وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية، متهماً إياها بالتحيز ضده وتغذية الاتهامات الدولية الموجهة لـ"إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب، فقال: "الإعلام الإسرائيلي ذو ميول يسارية، ولا يمثل كل فئات الجمهور، مما يخلق صورة مشوهة عن الواقع داخل إسرائيل."
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر شهادة نتنياهو على مدى ثلاث جلسات أسبوعيًا، مما يضيف عبئًا عليه وسط التحديات السياسية والعسكرية التي تواجهها حكومته. وتعتبر هذه المحاكمة اختبارًا للعدالة الإسرائيلية، إذ ترصدها الأوساط المحلية والدولية كإشارة على مدى استقلالية القضاء في مواجهة الشخصيات السياسية البارزة.
