هاجمت فصائل المعارضة السورية المسلحة، بقيادة "هيئة تحـ_ـرير الشام"، مساء أمس الثلاثاء مدينة دير الزور في إطار عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الفصائل بهدف السيطرة على المناطق التي كانت تحت نفوذ النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأعلنت المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة دير الزور ومطارها العسكري. وفق بيان الناطق باسم غرفة العمليات المعارضة، حسن عبد الغني، تم تحرير المدينة بعد معارك خاطفة أجبرت قسد على الفرار.
تمت السيطرة على مطار دير الزور العسكري بعد معركة سريعة أسفرت عن تدمير التحصينات الرئيسية للمطار، مما مكن الفصائل من الدخول والسيطرة الكاملة على المنشأة الاستراتيجية. وأكد عبد الغني أن المطار أصبح تحت إدارة الفصائل المعارضة، وتم تأمينه لمنع أي محاولات للعودة.
عقب انسحاب قسد، دخلت فصائل المعارضة المسلحة إلى مركز المدينة، حيث واجهوا مقاومة محدودة من مجموعات محلية كانت موالية للنظام وقسد، وانضمت العديد من هذه المجموعات إلى صفوف المعارضة بعد التأكد من الانتصار، كما شارك مقاتلون محليون من العشائر العربية في تأمين الأحياء ومراكز الحكم السابقة.
ولعبت العشائر العربية في دير الزور دورًا كبيرًا في تسهيل سيطرة المعارضة على المدينة، وكانت العشائر قد أظهرت رفضها العلني لوجود قسد، حيث قادت احتجاجات واسعة خلال الأيام السابقة طالبت بخروجها. مع بدء الهجوم، قدمت العشائر دعمًا لوجستيًا وعسكريًا للفصائل المعارضة، وساهمت في تمشيط المناطق الريفية المحيطة بالمدينة.
بعد السيطرة الكاملة، بدأت فصائل المعارضة المسلحة في تمركز قواتها داخل مدينة دير الزور ومرافقها الحيوية، شملت هذه المواقع:
مطار دير الزور العسكري: أصبح قاعدة لوجستية رئيسية للعمليات المستقبلية.
المراكز الحكومية السابقة: أعيد استخدامها كمقرات إدارية للفصائل.
الريف الشرقي والغربي: تم تقسيم هذه المناطق إلى قطاعات عسكرية لضمان السيطرة ومنع أي محاولات للهجوم المعاكس.
وحظيت المعارضة بدعم شعبي كبير من سكان دير الزور، الذين خرجوا في مظاهرات ابتهاجًا بانسحاب قسد ودخول الفصائل، وكد السكان تأييدهم لإدارة المعارضة، معربين عن أملهم في تحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء الفوضى الأمنية.
ورغم السيطرة الكاملة، لا تزال المنطقة تواجه تحديات أمنية، تمثلت أبرز هذه التحديات في:
انتشار خلايا نائمة لقسد: شنت بعض الهجمات المحدودة على نقاط التفتيش.
الغارات الجوية المجهولة: رغم السيطرة على المطار، استمرت الطائرات المجهولة في التحليق فوق المنطقة، مما يثير مخاوف من استهداف المواقع الجديدة.
إعادة تأهيل البنية التحتية: عانت المدينة من أضرار كبيرة نتيجة الاشتباكات والغارات الجوية، مما يتطلب جهودًا ضخمة لإعادة الإعمار.