الجيش السوري يتصدى لهجمات الفصائل ويعزز خطوطه

سامر الخطيب

2024.12.02 - 11:24
Facebook Share
طباعة

 وسط تصعيد عسكري لافت في سوريا، يواصل الجيش السوري تصديه لهجمات الفصائل المسلحة في مختلف المناطق، مع تعزيز خطوط التماس ودعم الجبهات المتقدمة. الأحداث الميدانية تشير إلى تغييرات متسارعة في المشهد العسكري، بين مواجهات عنيفة وتقدمات متبادلة، مما يعكس تعقيد الوضع الميداني وتداخل الأطراف الفاعلة.


تصدٍ مكثف ودعم جوي
يواصل الجيش السوري تصديه لهجمات الفصائل المسلحة التي تشن هجمات منسقة على جبهات عدة، أبرزها في ريف حماة وإدلب وحتى حلب. وأوضحت مصادر عسكرية أن الغارات الجوية السورية-الروسية استهدفت فجر اليوم رتلاً للمسلحين في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن تدمير عدد كبير من الآليات ومقتل عدد من المسلحين.

الغارات الجوية لم تتوقف منذ ساعات الليل، حيث تركزت على تحركات الفصائل المسلحة في خان شيخون ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وهي مناطق شهدت مؤخرًا سيطرة جزئية من قِبل هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام. هذه الهجمات الجوية كانت ضرورية لتعطيل خطوط إمداد مقاتلي المعارضة.

أما في ريف حلب، فقد استهدفت الغارات تجمعات للفصائل في محيط ملعب الحمدانية. عمليات الجيش لم تقتصر على الغارات الجوية، بل شملت التعامل مع الطائرات المُسيّرة التي استخدمتها الفصائل المسلحة بكثافة خلال الأيام الماضية، خصوصًا في محاولاتها الهجومية على جبهات ريف حماة الشمالي وسراقب ومعرة النعمان.

في الوقت الراهن، يعزز الجيش السوري، وجوده على الخطوط الأمامية، بحسب المصدر، حيث زار رئيس الأركان السوري جبهة ريف حماة الشمالي أمس لتفقد القوات والاطلاع على استعداداتها.


تعزيزات من العراق
في سياق متصل، أفادت مصادر عسكرية لوكالة رويترز أن فصائل عراقية، بينها مقاتلون من الحشد الشعبي، دخلت سوريا عبر معبر البوكمال لتعزيز مواقع الجيش السوري في الشمال. هذه التعزيزات تهدف إلى دعم خطوط التماس ضد هجمات الفصائل المسلحة المتصاعدة في شمال البلاد. وبحسب المصادر، هذه القوات تمثل إضافة مهمة لتعزيز القدرات الدفاعية على الجبهات المتقدمة. ورغم عدم صدور تعليق رسمي من الجانب العراقي، فإن هذا التطور يعكس تزايد التنسيق بين الحلفاء لمواجهة التهديدات المتنامية.


قسد والفصائل - توترات جديدة
على الطرف الآخر، أحرزت المعارضة المسلحة تقدمًا جديدًا في منطقة تل رفعت شمال حلب، حيث تمكنت من السيطرة على عدة قرى كانت تحت سيطرة الوحدات الكردية (قسد). هذه التحركات جاءت في ظل هجوم مكثف شنه المسلحون على مواقع "قسد" في ريف حلب الشرقي، وهو ما يعكس تصعيدًا واضحًا في تلك المنطقة.
الوحدات الكردية (قسد) سارعت إلى تعزيز وجودها في مدينة منبج، التي تُعد نقطة استراتيجية تربط ريف حلب بشرق الفرات، حيث تشير التطورات إلى احتمال انتقال المعارك إلى تلك المنطقة.
مصادر محلية أكدت أن "قسد" نقلت تعزيزات كبيرة إلى المدينة، تحسبًا لأي هجوم محتمل من قبل الفصائل المسلحة المدعومة تركيًا.
في غضون ذلك، دعا مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى إجلاء المدنيين الكرد من مناطق تل رفعت والشهباء باتجاه شمال شرق سوريا. البيان أشار إلى محاولات قسد للتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لتأمين حماية المدنيين وإخراجهم من مناطق النزاع بأمان، وهو ما يعكس قلقًا متزايدًا من تحول تلك المناطق إلى بؤرة جديدة للصراع.


ويبدو أن الأوضاع الميدانية في سوريا تتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تشهد المناطق الشمالية مواجهات شرسة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة من جهة، وبين الفصائل والوحدات الكردية من جهة أخرى. مع استمرار التصعيد العسكري وتحركات الأطراف المختلفة، يبدو أن الساحة السورية مقبلة على تغيرات كبيرة قد تعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8