في مؤشر جديد يكشف عن الأهداف الإسرائيلية من تصعيد الأوضاع في سوريا والجهات التي تقف خلف الفصائل المسلحة وتحركاتها الأخيرة، صرح الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مردخاي كيدار، بأنه على تواصل دائم مع من وصفهم بـ"قادة المعارضة السورية"، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يعتبرون "#إسرائيل" عدواً.
وفي حديثه لهيئة البث العام الإسرائيلية، أفاد كيدار بأن هذه الجماعات تخطط لافتتاح سفارة إسرائيلية في دمشق وبيروت إذا تمكنت من تحقيق أهدافها الحالية.
وأكد أن "هذه الفصائل ترى في "إسرائيل" حلاً وليس مشكلة"، مضيفاً أن "المتمردين مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل"، بشرط أن يسيطروا على سوريا ولبنان".
كما أشار إلى أنه على تواصل مباشر مع المتمردين في سوريا، وقد نقل للمسؤولين الإسرائيليين قائمة تفصيلية بالأسلحة والمعدات التي طلبتها هذه الفصائل.
وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "إسرائيل" تتابع الأحداث في سوريا على مدار الساعة، "، وهو ما يمكن تفسيره على أنه اهتمام مباشر بترتيب الأوضاع بما يحقق مصالحها الاستراتيجية، سواء عبر دعم غير مباشر لبعض الأطراف أو من خلال تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع ترى أنها تشكل تهديداً لأمنها.
الموقف الإسرائيلي من الهجوم على حلب، كما يظهر من التصريحات والتقارير الإعلامية، يشير إلى متابعة وثيقة ومصلحة في تطورات الأوضاع في سوريا بشكل عام. إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تصريحات الباحث مردخاي كيدار وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، فإن "إسرائيل" تنظر إلى هذه الهجمات كجزء من تحولات تخدم استراتيجيتها في المنطقة.
وتسعى "إسرائيل"، وفق التحليلات، إلى استغلال الانقسامات الداخلية في سوريا وتوجيهها لصالحها، بهدف إضعاف خصومها الإقليميين. فالهجمات على حلب، تتماشى مع أهداف "إسرائيل" لتقليص نفوذ جبهة المقا و مة ومواصلة زعزعة استقرار الدولة السورية.
باختصار، الموقف الإسرائيلي من الهجوم على حلب يعتبره المراقبون مرتبطاً برغبتها في تحقيق مكاسب استراتيجية في إطار الصراع الدائر في سوريا، لكنه يظل مستتراً خلف تصريحات تتحدث عن الأمن القومي الإسرائيلي.
ومع إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء، وبعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في لبنان، شنت الفصائل المسلحة في سوريا، المنضوية تحت ما يُعرف بـ"هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام"، هجوماً واسعاً بدعم من آلاف المقاتلين الأجانب، معززة بأسلحة ثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة. وتركزت هذه الهجمات على عدة محاور في مناطق #حلب و #إدلب و #حماة.