يشهد الجنوب السوري منذ أيام تصعيدًا ميدانيًا، حيث اندلعت مواجهات عسكرية بين مجموعات مسلحة محلية والجيش السوري مع تطورات أمنية وأخرى سياسية. وفي الوقت ذاته، تزداد التوترات في الشمال السوري، مما يعكس اتساع رقعة الصراع ويُنذر بمزيد من الفوضى في المنطقة.
واندلعت اشتباكات عنيفة في محافظة درعا بين مجموعات محلية والجيش السوري. شملت العمليات المسلحة هجمات على نقاط عسكرية، أبرزها حاجز أمني بين مدينة إنخل وبلدة سملين، وحاجز آخر على جسر خربة غزالة. أسفرت الاشتباكات عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف الجيش السوري.
وردت القوات السورية بقصف مدفعي استهدف بلدة سملين، مما أدى إلى إصابات بين المسلحين وحركة نزوح محدودة.
وفي محافظة السويداء، شهدت المظاهرات الشعبية تصعيدًا إضافيًا حيث استهدفت مجموعات محلية بالقذائف الصاروخية مقرات حكومية وأمنية، من بينها مبنى حزب البعث وقيادة الشرطة.
وتُواصل درعا تسجيل زيادة ملحوظة في عمليات الاغتيال، حيث قُتل أكثر من 18 شخصًا خلال الأسبوع الماضي. استهدفت هذه العمليات شخصيات محلية وقادة سابقين في المعارضة، ما يُبرز حالة الانفلات الأمني المستمر.
التوتر في الجنوب السوري يتزامن مع تصعيد إسرائيلي جديد. شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع في مناطق درعا والقنيطرة، في إطار استراتيجيتها لاحتواء النفوذ الإقليمي لتلك الأطراف.
يبدو أن الجنوب السوري أصبح مرة أخرى ساحة مفتوحة لصراع متعدد الأطراف، حيث تتداخل الأجندات المحلية مع التدخلات الإقليمية. التصعيد الميداني، سواء عبر العمليات العسكرية أو الاغتيالات، يعكس ضعف السيطرة الأمنية واستمرار الانقسام السياسي.
في حين يحاول الجيش السوري تعزيز مواقعه في درعا والسويداء، إلا أن تصاعد النشاط المسلح والهجمات الإسرائيلية يعقّد المشهد، مما يجعل التوصل إلى تسوية شاملة بعيد المنال.