تصعيد عسكري في ريف حلب لليوم الثاني على التوالي

سامر الخطيب

2024.11.28 - 10:21
Facebook Share
طباعة

 تتواصل الاشتباكات العنيفة في ريف حلب بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" والفصائل المنضوية تحت "الجيش الوطني "، في تطور عسكري جديد يشهد تصعيدًا خطيرًا في المنطقة. هذه الاشتباكات تأتي ضمن سياق عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين، حيث يسعى كل طرف لتحقيق تقدم ميداني في معركة حاسمة تمس مستقبل سيطرة كل طرف على مناطق استراتيجية في الشمال السوري. وفي هذه الظروف المعقدة، يواصل الجيش السوري تصديه للهجوم الإرهابي الذي تشنه المجموعات المسلحة، بينما تسعى الفصائل المعارضة إلى إحراز مكاسب جديدة على الأرض في إطار عملية أسمتها "ردع العدوان".

وتدور في ريف حلب اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" التي تعد أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وقد كثف الجيش السوري من استهدافاته بالصواريخ لمواقع التنظيم في دارة عزة وقبتان الجبل، اللتين تقعان في ريف حلب الغربي، حيث سجلت تقارير ميدانية إصابات في صفوف التنظيم، فضلًا عن تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. الجيش السوري أكد أن قواته تمكنت من التصدي للهجمات الإرهابية المتواصلة التي تشنها "هيئة تحرير الشام" وحلفاؤها، مشيرًا إلى أن الهجوم ما زال مستمرًا في ريفي حلب وإدلب.

وفي سياق العمليات العسكرية المستمرة، استهدفت "هيئة تحرير الشام" بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي بقذائف صاروخية، في تصعيد جديد ضد المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري. وتعد هذه الهجمات جزءًا من العمليات العسكرية الواسعة التي تنفذها الهيئة في المنطقة بهدف فرض السيطرة على مواقع جديدة.

من جهة أخرى، أفادت مصادر معارضة بأن "هيئة تحرير الشام" والفصائل العسكرية الموالية لها قد تمكنت من تحقيق تقدم ميداني ملحوظ في ريف إدلب الشرقي، حيث سيطرت على قريتي داديخ وكفربطيخ، بالإضافة إلى قرية الشيخ علي. ويمثل هذا التقدم استراتيجياً بالنسبة للمعارضة، كون القرى التي تم السيطرة عليها قريبة من طريق M5 الدولي، الذي يعد شريانًا هامًا للحركة اللوجستية والاقتصادية في المنطقة.

وفي عملية عسكرية أطلقت عليها الفصائل اسم "ردع العدوان"، تمكنت قوات المعارضة من إحراز تقدم إضافي في ريف حلب الغربي، حيث سيطرت على قريتي كفربسين وأرناز بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش السوري. هذه المعارك أسفرت عن أسر عنصرين من الجيش السوري، بحسب المعارضة، فيما قُتل أحد مقاتلي "هيئة تحرير الشام" في الاشتباكات. في نفس السياق، أطلقت غرفة عمليات "الفتح المبين" تمهيدًا ناريًا مكثفًا استهدف مواقع الجيش السوري في مدينة سراقب شرق إدلب، في محاولة لقطع خطوط الإمداد القادمة من مناطق سيطرته.

وفيما تواصل المعارضة تقدمها، كثفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها الجوية على مناطق ريف إدلب وحلب، حيث استهدفت محيط مدينة سرمين وبلدة مجدليا، بالإضافة إلى أطراف بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي. القصف المدفعي والصاروخي الذي شهدته المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى أدى إلى إصابات بين مسلحي المعارضة.

ووفقًا للتقارير العسكرية، ارتفع عدد القتلى العسكريين خلال المعارك المستمرة على مدار الـ 24 ساعة الماضية إلى 132 قتيلًا، منهم 65 من "هيئة تحرير الشام"، و18 من "الجيش الوطني"، و49 من قوات الجيش السوري بينهم 4 ضباط برتب مختلفة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1