التصعيد العسكري في ريف حلب وإدلب

2024.11.27 - 08:46
Facebook Share
طباعة

 تستمر التطورات العسكرية في شمال غربي سوريا بتصعيد ملحوظ، حيث تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في ريف حلب الغربي وإدلب. يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث يسعى الجيش السوري للدفاع عن سيادة البلاد ضد الهجمات غير الشرعية من الفصائل المسلحة، بينما تحاول هذه الأخيرة تعزيز وجودها في المناطق المحررة.


في هذا التقرير، سنستعرض أهم الأحداث العسكرية والتفاصيل المتعلقة بالعمليات الجارية في المنطقة.


التطورات العسكرية:
شهدت الأيام الماضية تقدمًا للفصائل المسلحة في ريف حلب الغربي، حيث أعلنت هذه الفصائل أنها تمكنت من السيطرة على عدة مواقع استراتيجية، من بينها الفوج 46 في منطقة غربي حلب، وهو موقع عسكري مهم للجيش السوري. كما أفادت التقارير الواردة من مصادر معارضة بأن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على نحو 17 بلدة وقرية في المنطقة، من بينها قبتان الجبل، عينجارة، وأورم الصغرى.

 

المعارك التي اندلعت بين الجيش السوري والفصائل المسلحة أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين. في حين أفادت المصادر المعارضة بمقتل أكثر من 35 عنصرًا من الجيش السوري والمجموعات العسكرية الموالية له، بينما تم توثيق مقتل نحو 13 عنصرًا من الفصائل المسلحة. كما استولت الفصائل المسلحة على العديد من الآليات العسكرية، بما في ذلك الدبابات والمدرعات، بالإضافة إلى مستودعات ذخيرة وأسلحة ثقيلة.

 

في المقابل، رد الجيش السوري بشن غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع الفصائل المسلحة. وحسب التقارير، استهدفت الغارات الجوية مواقع الفصائل في مناطق مثل دارة عزة وقبتان الجبل في ريف حلب، بينما شنت المدفعية الثقيلة هجمات على مواقع لهيئة تحرير الشام في جنوب إدلب.


التحركات العسكرية والتكتيك:
وفي إطار العمليات العسكرية الأخيرة، أعلنت الفصائل المسلحة، التي تضم هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى تحت مسمى "فتح المبين"، عن إطلاق عملية عسكرية تحت عنوان "ردع العدوان". وتهدف هذه العملية وفقًا للبيانات الصادرة عن الفصائل إلى توجيه ضربة استباقية ضد الحشود العسكرية للجيش السوري، التي تم رصد تحركاتها على محاور عدة في ريف حلب الغربي.

 

وفيما يتعلق بالتكتيك العسكري، أفادت التقارير بأن الفصائل المسلحة اعتمدت على الهجوم المباغت والانسحاب السريع، إلى جانب استخدام الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات. هذا التكتيك سمح لها بالتقدم والسيطرة على عدد من القرى والبلدات في المنطقة، رغم ردود الجيش السوري المستمرة.


الاستجابة العسكرية من الجيش السوري:
الجيش السوري، الذي يواصل التصدي للهجمات غير الشرعية في المنطقة، أكَّد على أن هذه الهجمات لا تشكل تهديدًا مباشرًا للأراضي السورية فحسب، بل تعرقل أيضًا عملية استعادة الأمن في المنطقة. وقد شنت الطائرات الحربية السورية والروسية عدة غارات على مواقع لهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الأخرى، مستهدفةً مراكز التدريب ومستودعات الأسلحة والخطوط اللوجستية لهذه الجماعات.

 

من جهة أخرى، أفادت المصادر العسكرية السورية بأن الجيش السوري قد تمكن من إحباط عدة محاولات تسلل إلى مواقع عسكرية في محيط قبتان الجبل، حيث كانت الفصائل المسلحة قد حاولت التسلل إلى إحدى النقاط الدفاعية للجيش السوري. وبالرغم من التفوق العسكري للفصائل في بعض المناطق، إلا أن الجيش السوري يواصل جهوده لاستعادة السيطرة على الأراضي التي تم فقدانها مؤخرًا.


التصعيد العسكري في شمال غربي سوريا لا يزال مستمرًا، حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في ريف حلب وإدلب. يظل الوضع العسكري متقلبًا، مع استمرار محاولات الفصائل المسلحة للسيطرة على أراض جديدة، بينما يواصل الجيش السوري التصدي لهذه الهجمات في إطار دفاعه عن سيادة البلاد. في هذه الأثناء، تبقى المناطق المدنية هدفًا للعنف المستمر، مما يفاقم من الوضع الإنساني في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10