النصرة تتحضر للتحرك.. ما الذي يفكر به "الجولاني"

2024.10.09 - 08:02
Facebook Share
طباعة

تشير تقارير إعلامية لتحضير تنظيم "جبهة النصرة"، الذي يقوده أبو محمد الجولاني لبدء تحرك ميداني في شمال غرب سورية، وذلك بدعم من قبل قوات الاحتلال التركي التي كان جملة من ضباطاها رفيعي المستوى قد دخلوا قبل أيام إلى الأراضي السورية وتحديداً إلى إدلب وعفرين، إذ لا يعد دخول قائد القوات البرية في الجيش التركي وقائد الجيش الثاني وقائد القوات الخاصة التركية وقائد الفيلق السادس إلى سورية في هذا التوقيت عملية اعتيادية.

تربط مصادر من المعارضة السورية المقيمة في تركيا، بين رغبة أنقرة بمثل هذه المعركة مع مسار التطبيع مع دمشق، ومحاولة فرض معادلاتها السياسية على طاولة التفاوض مع الحكومة السورية فيما يخص هذا المسار، إذ إن عملية الدفع بالنصرة والفصائل الموالية للحكومة التركية للتقدم نحو الجنوب في إدلب وريف حماة، بهدف الضغط على القوات السورية وإعادة احتلال النقاط الأساسية في المنطقة، قد تعيد خلط الأورواق وتجبر الحكومة السورية على القبول بالشروط التركية فيما يخص مسار التطبيع المحتمل بين البلدين.

ويبدو مثل هذا التحرك مقبولاً من قبل الإدارة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى، إذ تريد واشنطن ومن خلفها إسرائيل تحقيق أكبر ضغط عسكري ممكن على الحكومة السورية لإشغالها عما يجري في الأراضي اللبنانية، ومثل هذه العملية بمشاركة من القوات التركية مقبولة أكثر من أي احتمال تقدم تركي في مناطق تسيطر عليها "قسد"، خاصة وإن القتال ضد الفصائل الكردية رغم إن الجانب التركي يعتبرها العدو الأساس في الداخل السوري لن يحقق لأنقرة أية ضغوط على الحكومة السورية.

تجد المصادر الميدانية أن احتمالات تقدم جبهة النصرة على حساب الجيش السوري شبه مستحيلة نتيجة لعمليات التحصين الهندسي والاستعدادات التي نفذتها الحكومة السورية خلال السنوات الماضية لمثل هذا الاحتمال، كما إن عملية "فصل الجبهات"، التي نفذتها الحكومة السورية ما بين العامين 2016-2018 والتي افضت إلى استعادتها السيطرة على الجزء الأكبر من الأراضي السورية تعني بالضرورة أن دمشق قد حضرت نفسها لأي سيناريو في مناطق شمال غرب سورية، خاصة وإنها لم تبد في أي وقت مضى الثقة بالجانب التركي الذي يبدل مواقفه وتصرفاته بين الحين والآخر فيما يخص الملف السوري.

مصادر في دمشق تؤكد أن ترك أي جبهة حالياً أمراً محتملاً بالنسبة للحكومة السورية، فما يحدث في الأراضي اللبنانية ليس منفصلاً بالنسبة لدمشق عما حدث في أراضيها طيلة السنوات الماضية، وبالتالي فإن دمشق على المستوى العسكري تخصص ما يلزم من القوة لمواجهة الفصائل المسلحة في حال تحرك أياً من الجبهات الخاملة بهدف إفساح المجال للخطوات السياسية، كما إن تحرك أي جبهة في الداخل السوري لا يمكن أن يؤثر على مواقف سورية تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان، أو يدفعها للتخلي عن مسؤولياتها تجاه هذا العدوان وفقاً لتوصيف المصادر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1