في حادثة مفاجئة، انفجرت المئات من أجهزة الإتصال، التي يستخدمها نشطاء من "ح ز ب الله"، في مختلف أنحاء البلاد، بتاريخ 17 و18 أيلول الماضيين.
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادعى متداولوها أنها ل#هاتف "أيفون" تم تفجيره في لبنان خلال عملية الاختراقات الأخيرة، ليتبين أن الصورة قديمة وليست لهاتف "أيفون" تم تفجيره في لبنان خلال عملية الاختراقات، بل الصورة في مصر وتعود لعام 2021. فهل يمكن أن يتحول هاتفك إلى قنبلة بتدخّل من أحد
القراصنة؟
أشارت إحدى النظريات إلى أن التسبّب بارتفاع درجة حرارة البطارية هو الذي تسبّب في حادثة ال#انفجارات التي وقعت، ممّا أثار سؤالاً مقلقاً بين العامة: هل يمكن أن يحدث مثل هذا الحادث مع الهواتف الذكية؟
نظرًا إلى انتشار الهواتف الذكية واعتمادها على بطاريات الليثيوم أيون، لا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل باستخدام هذه الأجهزة، نظرياً، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل مثل هذا الحدث صعبًا ومختلفًا.
تبنّي "ح ز ب الله" لأجهزة النداء، التي تعتبر أكثر أماناً من الهواتف الذكيّة، ولا تتصل بالإنترنت، كان مدفوعاً في المقام الأول بمخاوف من مراقبة الاستخبارات الإسرائيلية لشبكات الاتصالات. فأجهزة النداء يصعب تتبعها، وأقلّ عرضة للاختراق الرقميّ مقارنة بالهواتف الذكية.
ومع ذلك، فإن نفس التكنولوجيا الأساسية، بطاريات الليثيوم أيون، تعمل على تشغيل كلّ من أجهزة النداء والهواتف الذكيّة.
إن بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة على نطاق واسع بسبب قابليتها لإعادة الشحن ليست محصنة ضد الأعطال. يمكن لعوامل مثل الحرارة المفرطة، أو الشحن الزائد، أو التلف، أن تتسبّب بارتفاع درجات حرارة هذه البطاريات، وفي حالات نادرة جدّاً انفجارها.
تساهم عيوب التصنيع وعيوب التصميم أيضاً في المخاطر. على سبيل المثال، عادة ما تكون انفجارات الهواتف الذكية، على الرغم من ندرة حدوثها، بسبب ارتفاع درجة الحرارة بعد الاستخدام المطوّل، أو التلف الخارجي، أو المكوّنات المعيبة. مع ذلك، فإن انفجارات أجهزة النداء لدى عناصر الحزب تشير إلى سيناريو أكثر تطوّراً، وقد ينطوي على
أجهزة تمّ العبث بها، ومضمّنة بموادّ متفجّرة أثناء التصنيع.
من الناحية النظرية، يمكن تطبيق المفهوم على الهواتف الذكية. وقد تقدّم الهواتف الذكية، نظرًا إلى اتصالاتها المعقدة بالبرمجيات والشبكات، فرصًا أكبر للتلاعب من بعد، خاصّة إذا كان من الممكن استغلال ثغرة في البرامج الثابتة للجهاز.
مع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الهجوم على نطاق واسع سيكون أكثر تحدّيًا بشكل كبير، أولاً بسبب الطبيعة الواسعة والمتنوعة لعلامات الهواتف الذكية والنماذج وأنظمة البرامج. وثانياً، تضيف بروتوكولات الأمان المتنوعة إلى الهواتف الذكية الحديثة طبقة أخرى من الحماية يصعب اختراقها بشكل جماعيّ.
لا تنفجر الهواتف بمفردها، حتى لو تمّ التلاعب بها من قبل المتسلّلين لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفّق إليها، فلن تنفجر بشكل جماعي؛ وذلك لأن الهواتف محصّنة لتتدخّل بإجراءات السلامة كلما كان هناك فائض من الحرارة. على سبيل المثال، في هاتف "أيفون"، إذا بدأ الهاتف بالتسخين، يتم قطع الشحن تلقائيًا.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الهواتف الذكية في الوقت الحاضر تقنيات تبريد متطوّرة تضمن تبديد أيّ حرارة متراكمة في الجهاز.
ومع ذلك، حتى في السيناريو الذي يتمّ فيه التلاعب بالهاتف الذكيّ لتسخينه، فمن المحتمل أنه في معظم الحالات، بدلاً من الانفجار، ستذوب الهواتف إلى حدّ ما، ممّا يتسبب بانتفاخ البطارية أو تلفها، لكنها من الصعب جداً أن تنفجر.