يوم أمس الأول، نشرت جماعة «أبناء جبل موريا» مقطعاً مصوراً قصيراً يظهر النيران تهب في المسجد الأقصى، وجاء في التعليق «قريباً في أيامنا هذه»، وبعبارة «النصر المطلق».
وقدم الخبير في شؤون مدينة القدس الباحث زياد ابحيص مجموعة من الإيضاحات على الفيديو، وضمنها الجهة التي تقف خلف نشر الفيديو.
وقال في حديث صحفي له إنها «منظمة استيطانية شبابية متطرفة، تعتبر نفسها وريثة لنهج الحاخام مائير كاهانا الذي اغتيل في 1990، وتكثر الاقتباس من مقولاته، وهي تنتمي للجيل الجديد من منظمات الهيكل المتطرفة».
وتنقسم منظمات الهيكل المتطرفة عموماً ـ وعددها بات يقارب 60 منظمة وهيئة – إلى مجموعتين على أساس الجيل والآراء السياسية: المؤسسات القديمة والتي تجتمع تحت مظلة «ائتلاف منظمات الهيكل»، وهي تتألف من الحاخامات القدامى والأكبر سناً مثل «معهد الهيكل» و»منظمة تاج الكهنة» و«منظمة إلعاد والسنهدرين الجديد»، وترى بضرورة
التعاون مع شرطة الاحتلال، والتأثير البطيء في المجتمع والدولة للتأسيس لأجندة الإحلال الديني وتأسيس الهيكل مكان المسجد الأقصى، وتتحدث عن «التقاسم» أكثر مما تتحدث عن إزالة الأقصى من الوجود.
أما المجموعة الثانية، حسب ابحيص، فتتألف من المنظمات حديثة النشأة، وكوادرها أكثر شباباً وأكثر تطرفاً، وتأتلف تحت «ائتلاف الهيكل الثالث» الذي تشكل نهايات عام 2020، وتضم منظمة «جبل الهيكل في أيدينا» و«أبناء جبل موريا» و«عائدون إلى جبل الهيكل» وغيرها.
وترى هذه المنظمات في المجموعة الثانية، أن مقاربة الجيل السابق بطيئة ولا يمكن أن تصل للتغيير المطلوب، وبناء على ذلك تلجأ للضغط على شرطة الاحتلال وانتقاد إجراءاتها في الأقصى واتهامها بأنها «لا سامية»، وبأنها «تميز ضد اليهود» في الأقصى، وتعتقد بأن إيتمار بن غفير بات «يسارياً مدجناً»، ولا يقوم بما يكفي، وترى الفرصة سانحة
اليوم لتأسيس الهيكل بالقوة.
وتنتمي «أبناء جبل موريا» إلى الجيل الجديد من منظمات الهيكل حيث نشرت هذا الفيديو لحريق واسع في الأقصى لأول مرة في يوم 13-8-2024 بالتزامن مع الذكرى العبرية المسماة «ذكرى خراب الهيكل» على اعتبار أن خراب الأقصى وتأسيس الهيكل هو الآتي بزعمهم، وأعادت نشره اليوم كذلك.
وأعادت هذه الجماعة نشر الفيديو مرتين يوم أمس الأول في إطار تحضيراتها لموسم الأعياد الطويل الذي سيمتد ما بين الخميس 3-10 وحتى الجمعة 25-10، والذي تخطط فيه جماعات الهيكل عموماً لأكبر عدوانٍ على المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أنه في 28-8-2024 في إطار تحضيراتها لموسم الأعياد نفسه، نشرت «جماعة أبناء جبل موريا» مقطعاً مصوراً لصاروخ حربي يقصف المسجد الأقصى ليقام الهيكل في مكانه.
ويعتبر أعضاء هذه الجماعة من أبرز من يؤدون طقوس الانبطاح «السجود الملحمي» الجماعي في المسجد الأقصى المبارك، ومن أبرز المحرضين على الشيخ عكرمة صبري.
وحذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، يوم أمس الأول، من ارتفاع وتيرة التحريض الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى المبارك.
وقالت في بيان لها إن الخطورة التي أصبح يتضمنها خطاب الكراهية والتدمير للمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى، أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تدقيق وفحص.
وأضافت أن «هذا الخطاب التدميري الإرهابي المستند على جملة أساطير وأكاذيب أصبح يعلن عن أهدافه ومخططاته بشكل واضح وصريح دون إخفاء كما كانوا يفعلون في الماضي، وهو مؤشر على الدعم السياسي والأمني لهذه المخططات والرؤى من قبل حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي تحمي هذه الفئة الإرهابية خلال الاقتحامات اليومية
للأقصى».