كيف نساعد أطفالنا في تخطي مشاعر الخوف والقلق بسبب "جدار الصوت"؟

مايا عدنان شعيب/ خاص وكالة أنباء آسيا

2024.08.09 - 11:49
Facebook Share
طباعة

تعمّد جيش الاحتلال الاسرائيلي أن يرفع منسوب القلق والهلع كجزء من حربه النفسيّة على لبنان، حيث تخترق طائرات العدو جدار الصوت على علوّ منخفض في سماء الجنوب وبيروت وغيرها من المناطق اللبنانيّة.

 

ويهدف العدو في إثارة الخوف في نفوس اللبنانيين، من خلال خرق جدار الصوت على دفعتين في كلّ مرة، ومع قوّة الصوت يرتجف الأطفال سائلين عن واقع لا يفهمونه.

 

الكثيرمن الأطفال يعيشون حالة لا استقرار ولا أمان في الآونة الأخيرة، لاسيّما بعد خرق جدار الصوت بشكل شبه يومي على دفعتين في انتهاك لسيادة الأجواء اللبنانية.

 

للمزيد من التوعية للأهل للحد من حالات الخوف ونوبات الهلع لدى الأطفال كان لوكالتنا حديث مع المعالجة النفسية الدكتورة فاطمة معتوق التي عاينت حالات في عيادتها لأطفال يعانون من الهلع نتيجة سماعهم لجدار الصوت الذي لم يعتادوه سابقًا وكان المحور في التوعية للأهل قبل الأطفال على حدّ قول معتوق التي تنصح الأهل بضرورة التصرف

الحكيم

 

والحفاظ على هدوئهم نظرًا لأن ذلك له الأثر الكبير في إزالة الخوف والتخفيف من التوتر لدى الأطفال، وشرح حالة جدار الصوت بأنّها مجرّد صوت يشابه المفرقعات، والعمل على تذكير الأطفال بشكل متكرر بعدم وجود خطر على حياتهم من جراء اختراق الطائرات المعادية لجدار الصوت.

 

وتعتبر معتوق أنّ بناء الثقة مع أولادنا وعدم إخفاء الحقيقة هما بمثابة حجرَي أساس لاحتضان الطفل وحثّه على اللجوء إلينا عندما يكون في حالة ضياع أو خوف أو قلق. من المهمّ أن نكون مصدر ثقة لأطفالنا. أمّا في حال تفادينا الحديث عمّا سمعه أو لم نُجب على أسئلته، سيشعر الولد بضياع أكبر ويعيش الخوف بمفرده. إنّ الكذب على الطفل يدفعه إلى

 

تجنّب اللجوء إلى والديه مرّة أخرى، فيكون أمام خيارَين: إمّا التعامل مع خوفه وقلقه بمفرده، أو البحث في المكان الخطأ عن الأجوبة المرجوّة. وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة أسوأ من اللجوء إلى الأهل للإفصاح عمّا في داخله واحتوائه عاطفيّاً ومعنويّاً.

وعلى الأهل التعامل مع هذه المستجدّات بما يتناسب مع عمر الأبناء، فالمبدأ الأساسيّ إخبار الحقيقة مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتهم على الاستيعاب. والهدف من ذلك "أن يفهم الطفل ما يجري في حال بقي العدو مصرًا على استخدام هذا التكتيك، وأن يتصرّف بطريقة صحيحة وبوعي. والأهمّ أن يبتعدا عن النوافذ وكلّ ما قد يُشكّل خطراً بسبب الصوت

القويّ والاهتزاز.

 

 

وبحسب معتوق يجب أن يُصارح الأهل أطفالهم بالحقيقة وفق أعمارهم من دون أن يخلقوا أعذاراً أو أخباراً غير دقيقة لتفادي حقيقة الصوت الذي سمعوه. من المهمّ جدّاً أن نشرح لهم بطريقة مبسّطة وعلميّة، من خلال استخدام الكلمات الصحيحة، أنّ الصوت ناتج عن اختراق طائرة بسرعة تتخطّى سرعة الصوت، ما يتسبّب بهذا الصوت القويّ والارتجاج

أحياناً.

ونعرف جيّداً أنّ الأوضاع الحاليّة تزيد الضغوط على الأهل، لذلك توجهت معتوق إليهم قائلة: "يجب ألّا تقسوا على أنفسكم وأن تحترموا حدود قدراتكم على التحمّل. تجنّبوا الاستماع إلى الأخبار أمام أطفالكم، لتجنيبهم ما يمكن أن يزيد من قلقهم وهواجسهم".

 

وعن كيفيّة التعامل مع مشاعر الخوف؟

* السماح للطفل بالتعبير عن كلّ ما يشعر به سواء بالبكاء أو بالكلام أو حتّى بالرسم.

* من المهمّ أن نُطمئن الطفل بأنّه في أمان وأنّنا إلى جانبه ولن نتركه.


* أن نسأل الطفل في حال تكرّر هذا الصوت مرّة أخرى، عمّا سيفعل، لأنّ ذلك قد يساعده على الخروج بحلول، ويساعدنا في فهم مشاعره بطريقة أفضل. وفي حال لم يكن قادراً على إعطاء أجوبة يمكننا تقديم بعض النصائح والإجراءات التي يمكن تطبيقها.

* في حال عانى الطفل من بعض العوارض لأكثر من أسبوعين كقلّة الشهيّة أو زيادة في الشهيّة، أو أحسّ بالأرق أو بالاضطرابات أثناء النوم، أو بالعزلة وعدم الرّغبة باللعب، أو الرغبة في البقاء في المنزل طوال الوقت... يجب عندها استشارة اختصاصيّ في علم النفس لمساعدة الطفل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9