ألمانيا
تقوم النظرة العنصريَّة للبيض في ألمانيا على مبدأ تفوق الشعب "الألماني" نظرًا لمساهمته في الإنجازات الهامَّة والإنجازات العلميَّة, ويشير "توبياس . ر" إلى هذا التناقض بالإشارة إلى أنَّ غير البيض فشلوا في تنمية بلدهم, وأضاف "هم لم يثبتوا كفاءتهم في تاريخهم, بالمقابل، تعرفت على شعبي كبلد يولد وينشأ فيه أفضل وأجمل ما يقدمه العالم", وتُبنى النظرة الدونيَّة لمن هم غير بيض في ألمانيا على أنَّ "هؤلاء الأشخاص يجب رفضهم بشكل غريزي ظاهريًا", حيثُ ترتبط خطوط التفكير هذه بفكرة التفوق الأبيض السائد بأنَّ الأشخاص البيض مسؤولين عن الإنجازات العلميَّة والثقافيَّة للغرب، في حين أنَّ غير البيض لم يساهموا كثيرًا، فقد فشلوا في بلدهم وأضروا بالمجتمعات التي انتقلوا ليعيشوا فيها.
وتواجه السلطات في ألمانيا العديد من الجماعات العنصريَّة المرتبطة بالعنف على أساس اللون, خاصة ضد المهاجرين الجدد, وألقت الشرطة الألمانيَّة القبض على العشرات منهم في مختلف أنحاء ألمانيا, ويأتي هذا الصراع مع التطرف في وقت حاولت فيه مجموعات متنامية من الشباب في ألمانيا, إعادة صياغة أفكار اليمين المتطرف على أساس أن تكون أكثر قبولًا من الناحيَّة السياسيَّة والعمل على إدخالها في التيار السياسي السائد, ويبدو أنَّ السلطات الألمانيَّة متيقِّظَة للمشكلة, فقد خصَّصت الحكومة المزيد من الموارد والأفراد لمحاربة العنصريِّين البيض والنازيين الجدد, ومع ذلك، فإنَّهم يواجهون معركة شاقَّة مع استمرار موجة التطرُّف اليميني في "الانتفاخ" في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
إنَّ هيكل اليمين المتطرف والعنصريون البيض في ألمانيا هو أوسع من أن يكون حركات أو خلايا صغيرة, بل هو تنظيم ممنهج لديه مخطَّطات كبيرة, لذلك فإن ما يظهر على سطح الساحة الألمانيَّة هو أقل بكثير بما يتم التخطيط له من حركات وجماعات ما يفوق خطورته في بلدان ودول أخرى, ومن الجماعات والأحزاب والتنظيمات العنصريَّة للبيض تتخذ من اللَّون شعار لها ولممارساتها في ألمانيا:
الجماعات والأحزاب والتنظيمات العنصريَّة للبيض في ألمانيا
1. جماعة Der harte Ken:
وهي جماعة نازية عنصريَّة متطرفة, تنتشر في ألمانيا, ترتبط بتفوق البيض فيها, تؤمن بالعنف لتحقيق أهدافها, حيث اعتقلت السلطات الألمانيَّة مؤخراً عدداً من أفرادها, كانوا يخططون لسلسلة من الهجمات على المساجد والسياسيِّين وطالبي اللجوء, وزعم أن أعضاء المجموعة التقوا عبر WhatsApp وقد يكون لهم صلات بـ Soldiers of Odin، وهي جماعة يمينيَّة متطرِّفة بارزة في الدول الاسكندينافيَّة.
2. جماعة النواة الصلبة "The Hard Core":
وحسب صحيفة "Welt am Sonntag" الألمانيَّة, تعتبر جماعة عرقيَّة عنصريَّة ألمانيَّة, تنتهج العنف لتحقيق غاياتها, وتنتشر في أكثر من ولاية ألمانيَّة, اعتقلت الشرطة أفراد منها بعد التآمر لاستهداف مساجد وأجانب في مدينة "Christchurch-style", وذكرت صحيفة "Welt am Sonntag" الألمانيَّة شهدت المناطق التي تقع شرق البلاد نمواً متزايداً لهذه الجماعات المتطرفة, وذكرت أيضاً صحيفة Derharte Kern"" أنَّ الشرطة الألمانيَّة وجدت في إحدى مناطق تواجدهم على مخازن لمواد يمكن استخدامها لإنتاج قنابل محليَّة الصنع.
3. جماعة Combat 18:
وهي جماعة نازية جديدة لها وجود قوي في ألمانيا, وهاجم أحد المتعصبين للعرق الأبيض لهذه الجماعة كنيسًا يهوديًا، مستخدمًا مسدسا, واغتيل بعد ذلك السياسي المؤيد للاجئين "والتر لوبكي" على يد متطرف يميني له صلات سرية بهذه الجماعة.
4. جماعة Nordkreuz النازية " Northern Cross":
وهي فرقة نازية متطرفة, أعدت قائمة لاغتيال سياسيين في ألمانيا, من مجنديها عناصر في الجيش وموظفون, كشفت السلطات الألمانيَّة مخططاتهم, واعتقلت عناصرها.
5. فرقة "أتوموافين":
وهي من الجماعات العنيفة من العنصريِّين البيض في ألمانيا, تشجِّع على العنف سعياً إلى حرب عرقيًّة لإقامة دولة للبيض, وفي حين أن فرقة "أتوموافين" نشأت في الولايات المتَّحدة، إلَّا أنَّها أقامت روابط وفروعا في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك ألمانيا, والمملكة المتَّحدة وأوكرانيا وروسيا ودول البلطيق, ويسهم هذا التوسع في البلدان المذكورة بأن يمكّن المجموعة من التمدد خارجيَّاً, والتحوُّل إلى منظَّمة عالميَّة تشجِّع على ممارسة العنف.
وقد وجَّهت فرقة أتوموافين الألمانيَّة تهديدات بالقتل ضد أعضاء حزب الخضر في البرلمان الألماني، كما أنَّها وجدت موقعاً لها في ظل تنامي النزعة اليمينيَّة المتطرفة في ألمانيا، والتي وصفها "توماس هالديوانغ" رئيس وكالة الاستخبارات المحليَّة الألمانيَّة، بـ«الخطر الأكبر على الديمقراطيَّة في ألمانيا اليوم».
5. حزب AFD "البديل لألمانيا/ Alternative für Deutschland":
أسِّس في عام 2013م ممثل في جميع برلمانات الولايات, وهو أكبر حزب ألماني معارض في البرلمان "Deutscher Bundestag" منذ عام 2017م.
جاء في استطلاع "زونتاغس ترند" الذي أجراه معهد "إمنيد" الألماني لقياس مؤشرات الرأي لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانيَّة الأسبوعيَّة, تأييد المواطنين للحزب زاد على المستوى الاتحادي لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المعارض وبلغت 13%, وبحسب استطلاع "زونتاغس ترند"، صار حزب البديل اليميني الشعبوي أكبر قوة حزبيَّة في شرقي ألمانيا بنسبة 23% ولكن نتيجة الاستطلاع بدت مختلفة تماماً في غربي ألمانيا، حيث مثل حزب البديل اليميني هناك 11%.
وفرضت الهيئة الإداريَّة للبرلمان الألماني في 16 أبريل 2019م، غرامة ماليَّة على حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف تتجاوز "400" ألف يورو, ما يعادل ثلاثة أضعاف التبرعات المالية المخالفة، وذلك بسبب تلقيه تمويلاً غير شرعي لحملته للانتخابات المحليَّة, حيث تلقت قياداته تمويلاً من وكالة الإعلانات السويسريَّة "غول إيه جي"، علمَاً أنَّه يُحظر على الأحزاب الألمانيَّة تلقي تمويل من خارج الاتحاد الأوروبي, ويواجه الحزب غرامات إضافيَّة، إذ يجري تحقيق مع القياديَّة في الحزب اليميني المتطرف "أليس فيدل" يشتبه بتلقيها "132" ألف يورو من جهة سويسريَة.
6. حزب القوى الديمقراطيَّة:
هو حزب شعبوي يميني يعارض سياسة الاتحاد الأوروبي وقبول اللاجئين, يتصدر الحزب عناوين الصحف بانتظام حيث يبرز العديد من أعضائه بسبب التصريحات اليمينيَّة المتطرفة والأعضاء في الجماعات اليمينيَّة المتطرفة للبيض, نظراً لسلوك الحزب السياسي، وتخضع أجزاء كبيرة منه لإشراف المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة.
7. الحزب القومي الديمقراطي:
ويطلق على هذا الحزب صفة "النازيَّة الجديدة", لأنَّ أفكاره مستوحاة من الأيديولوجيَّة النازيَّة, مثل الاعتقاد بفكرة قيادة الديكتاتور, ومعاداة الأقليَّات, والتمسك بالقوميَّة الألمانيَّة, والاعتقاد بالتميز العرقي للشعب الألماني, ورفض المساواة بين البشر.
8. حركة مواطني الرايخ:
أثار تزايد المنضمِّين إلى حركة مواطني الرايخ اليمينيَّة المتطرفة في ألمانيا مخاوف الأجهزة الأمنيَّة, وتصنِّف أجهزة الاستخبارات الألمانيَّة أعضاء الحركة أنَّها حركة يمينيَّة متطرِّفة تهدد المجتمع الديمقراطي في ألمانيا, خاصة بعد أن كشفت التقارير الاستخباريَّة ارتفاعا ملحوظا في استقطاب أنصار جدد ومتعاطفين, أغلبهم من الرجال فوق سن الأربعين, وتشتهر الحركة بمعاداتها للساميَّة وعنصريتها تجاه الأعراق والمعتقدات الدينيَّة, وتقوم على أساس تفوق العرق الأبيض, ولا يؤمنون بالدولة الألمانيَّة ولا الديمقراطيَّة ويَرفِضون الاقتداء بالقوانين, وتضم مجموعات صغيرة تتنافس فيما بينها في بعض الأحيان, فهناك مثلاً من ينتمي لجمعيَّات مهتمَّة بالملابس الشعبيَّة, أو لمجموعات التي تهتم بالروحانيَّات والعلوم الغيبيَّة، ويمكن أن يكونوا منخرطين في أحزاب يمينيَّة محليَّة أو متطرِّفين أو أشخاصاً مستعدِّين للعنف.
وقامت الحكومة الألمانيَّة بحملة تفتيش لأعضاء قياديِّين في الحركة وأنصار تنظيمات تابعة لها، مثل "جمهورية بادن" و"دولة فورتمبيرغ الشعبيَّة الحرة" والمنظمة المركزيَّة "اتحاد الدولة للإمبراطوريَّة الألمانية" في مناطق اختصاص مديريات الأمن في مدن كارسلروه وكونستانتس ومانهايم وأوفنبورغ وبفورتسهايم ورويتلينغ وأولم.
واكتشف جهاز الاستخبارات العسكريَّة الألماني "إم إيه دي" سابقاً وجود "14" متطرِّفا في الجيش الألماني، بينهم "2" من حركة "مواطني الرايخ"، بالإضافة إلى "8" متطرفين يمينيِّين, في العام الحالي, وكشفت مجلَّة "فوكوس" الألمانيَّة، عن تخطيط مجموعة مسلَّحة من داخل "مواطني الرايخ" لبناء جيش خاص بها, كما أعلن وزير الداخليَّة الألماني أنَّ بلاده حظرت في 19 مارس 2020م جماعة "الشعوب والقبائل الألمانيَّة المتَّحدة"، وهو أوَّل إجراء من نوعه ضد جماعة لها صلات بحركة "مواطني الرايخ" التي تعلن ولاءها للرايخ الألماني, كما تُعَد منصات التواصل الاجتماعي أداة مهمَّة للحركة لنشر أيدلوجيتهم واستقطاب أنصار ومتعاطفين جدد.
8. منظمة "إن إس يو":
وهي منظمَّة يمين متطرِّفة تنتمي إلى النازيون الجدد، تنتهج اللون وصفاء العرق الأبيض منهجا لها, وارتكبت العديد من المجازر ضد الأقليَّات منها 10 أشخاص، بينهم 8 أتراك.