تمثل محافظة السويداء خصوصية كبيرة خلال المرحلة القادمة نظراً لوجود حراك يعلن العداء للحكومة السورية ولحلفائها الايرانيين واللبنانيين. حراك يجري بدعم وحماية من فصائل مسلحة ذات طابع ديني مشكلة من رجال الدين الدروز والموالين للمدعو الشيخ طريف حليف بنيامين نتنياهو السفاح في دولة الكيان.
المصادر التي تواصلت معها "وكالة أنباء آسيا"، تشير إلى أن المخاوف من عرقلة مؤسسات الدولة في المرحلة المقبلة لكون الاميركيين قرروا على ما يقول مصدر مطلع الدفع بالانفصاليين لنشر الفوضى في السويداء رفعا لاحتمال تأمين الطروف المناسبة لاعلان الكيان الانفصالي مستقبلا. واذ يقول المشاركين في الحراك المعارض في السويداء انه الانفصال قد تكون من القضايا المبالغ بها، إلا أن الاحتمال ما يزال قائم بكون الجهات التي تدعم الحراك المعادي للحكومة السورية ماتزال غير معروفة بشكل علني، رغم وجود تقديرات بكونها من الأطراف المرتبطة بكل من أمريكا وإسرائيل بشكل مباشر، خاصة "حزب اللواء السوري"، الذي لا يعرف من عناصره حتى الآن سوى مؤسسه "مالك أبن الخير"، المقيم في فرنسا، وعناصر الجناح المسلح للحزب والذي يعرف باسم "قوة مكافحة الإرهاب"، والأخيرة لا تخفي تنسيقها مع "جيش سورية الحرة"، المتمركز في منطقة خفض التصعيد المحيطة بقاعدة الاحتلال الأمريكي في بلدة التنف، ومخيم الركبان.
ترتبط الفصائل المسلحة المنتشرة في السويداء، خاصة التي يقودها كل من "أبو الحسن حجار – ليث بلعوس"، بالرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في الأراضي الفلسطينية "موفق طريف"، المعين في منصبه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي تؤكد المعلومات أنه يقوم بإرسال أموال ودعم لوجستي عبر رجال الدين الدروز في الأردن، ولا يبدو أن الدعم الإسرائيلي لهذه الفصائل من الممكن أن يتوقف، وتقول المصادر أن هذه المصادر تنسق على المستوى السياسي والامني مع الاستخبارات الاردنية والاسرائيلية وكذا مع الاميركيين لكن الغريب ان جهة سياسية في لبنان تسمح لمناصريها بتلقي مساعدات يعرف حاملوها ان مصدر في الاردن يتلقى الاموال من الشيخ طريف ولجنة في فلسطين المحتلة تستغل فقر الناس في لبنان وسورية لكسب تعاطفهم الديني اولا ومن ثم السياسي."
مصادر آسيا في محافظة السويداء تكشف عن تحركات واتصالات لـ ليث البلعوس مع شخصيات أمريكية متواجدة حالياً في الأردن تتمحور حول دعم يوصف بـ "اللا محدود"، لفصائل السويداء مقابل توسيع الحراك المعادي للحكومة السورية في المحافظة التي تسقط من حسابات الباحثين عن الفوضى بداخلها وجود مكونات أخرى غير الطائفة الدرزية، وتعتبر المصادر أن البلعوس الذي يعادي الدولة السورية على أساس "ثأر شخصي"، نظرا لاتهامه الحكومة بالوقوف وراء اغتيال والده قبل سنوات يتصرف كما لو أنه قائد جيش تحرير للمحافظة.
المصادر تشير إلى أن المخاوف من أن تقوم الفصائل المسلحة في السويداء بالدفع بعرقلة المؤسسات السورية الشرعية من خلال قطع الطرقات المؤدية إلى المراكز الحكومية، وتقول المصادر أن ورود تعليمات من أطراف خارجية لنشر فوضى مسلحة في السويداء مسألة واردة، وقد تذهب واشنطن إلى الدفع بعرقلة الحياة والمؤسسات الحكومية في السويداء عبر المتعاملين معها خاصة "ليث بلعوس"، والأمر قد يكون بالنسبة لواشنطن، مكملاً لما ستقوم به "قوات سورية الديمقراطية"، من خلق ظروف مناسبة للسير قدما بالاجراءات الانفصالية في الجزء الذي تحتله من المحافظات الشرقية.
ولا تعرف إلى الآن القيادات الحقيقية لـ الحراك الذي تشهده محافظة السويداء، والذي بدأ على شكل مطالب خدمية، وعلى الرغم من إن الحكومة السبورية قامت بتلبيتة هذه الطلبات من خلال زيادة كمية الطاقة الكهربائية المخصصة للسويداء دوناً عن غيرها من المحافظات، إضافة إلى زيادة المخصصات من المحروقات والمواد الزراعية، إلا أن الأمر تطور الى التهديد بحركة مسلحة. علما أن الحراك لا يزيد عدد المشاركين فيه كل مرة عن 500 – 1000 شخص لطرح مطالب سياسية، وعلى الرغم من جهود الشخصيات المجتمعية والدينية، إلا أن الموقف مازال مربك نظرا للمواقف السلبية التي يتخذها الرئيس الروحي للموحدين الدروز في سورية "حكمت الهجري"، دوناً عن غيره من المرجعيات الدينية، وترجع المصادر رفض الشيخ الهجري للحوار مع دمشق رغم الوساطات الكثيرة التي جرت معه ومنها وساطة روسية، الى طموح الهجري الشخصي خصوصا وأنه متقين من ان لديه حصانة طائفية فان فازت خيارتها ربح وان خسرت خياراته لن يخسر شيء لانه شيخ عقل ولن يمسه سوء بتاتا. علما أنه امام زواره يقر بأن موقفه العدائي لدمشق انتقل من حادث شخصي اولا حيث منعت الحكومة السورية وفداً من رجال الدين الدروز القادمين من لبنان لتعزية الهجري بوفاة والدته خلال العام الماضي، نظرا لارتباط هذا الوفد بـ "وليد جنبلاط"، الأمر الذي اعتبره "الهجري"، إهانة شخصية له.