قال مصدر أمني سوري ان تقرير إحدى وكالات الأنباء الغربية الذي يجري تعميمه على معظم الصحف والمواقع العربية الحليفة لأميركا وكيان الاحتلال الاسرائيلي، هو تقرير كاذب، ولم يحصل معدّوه على أية معلومات من مصادر سورية رسمية حول الغارات الاسرائيلية.
وتابع المصدر مؤكدًا أنّ ما تقوم به وسائل الإعلام العربية من الاستمرار في إعادة نشر المقال إنّما هو بمثابة فخّ اسرائيلي، سقطوا فيه عن سهو منهم أو انهم يتعاونون مع الاحتلال عن سابق تصور وتصميم، لترويج دعاية تخدم نتنياهو حول قرب قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بشنّ حرب شاملة على لبنان وسورية.
ما الذي تصمّنه ذلك التقرير؟
كانت وكالة أنباء دولية قد نشرت تقريرًا يزعم معدّه أنه استقى معلوماته من مصادر رسمية سورية وديبلوماسيين غربيين. والمفارقة هنا أنّ المصدر الأمني السوري كشف عن زيف ادّعاءات كاتب التقرير وصرّح أن الغرض منه دعاية مكتوبة تخدم جهاز الاستخبارات الاسرائيلية العسكري أو الموساد، موضحًا أنّ التعاون بين مراسلي ومدراء الوكالات
الغربية والاجهزة الاسرائيلية الامنية والدعائية معروف ومكشوف وقديم.
ويهدف التقرير بحسب المصدر السوري زعزعة الثقة بين "ح ز ب الله" وإيران من جهة وبين الأجهزة الأمنية السورية، ويصب كلّ ذلك في محاولات الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية المستمرة لتحقيق خرق بين قوى محور المقاومة، وليس أوّل تلك المحاولات هذا التقرير ولن يكون آخرها.
وتزعم الوكالة الدولية التي نتحفّظ عن كشف هويتها لأسباب قانونية، "أن ثلاثة من الرسميين السوريين المقيمين في دمشق والذين يتابعون مهامهم قد أجروا لقاءات مع المراسل الصحفي الذي أعدّ التقرير".
وبرأي المصدر السوري فإنّ الهدف الثاني من التقرير هو إشاعة أجواء من القلق والخوف في لبنان وسورية بأنّ جيش الاحتلال الاسرائيلي يستعد فعليًا لشن حرب شاملة على "ح ز ب الله" وسورية، ولم يكن هذا التقرير الخطوة الأولى لهم في دسّ الأخبار في الوكالات الاعلامية العربية، فمن المؤكد أن صحفًا عربية تتشارك مع الاسرائيليين في تبادل
الخدمات عبر نشر عمليات أمنية استخبارية إعلامية بوصفها مقالات استقصائية وآخرها ما نشرته تلك الوكالة عن تصعيدٍ في الغارات والاعتداءات الاسرائيليّة على الأراضي السورية".
ويزعم تقرير الوكالة أن جميع من أُجريت معهم مقابلات في سورية قد أفادوا بمعلومات تحدد بالضبط كيفية قصف الكيان الاسرائيلي قافلة صواريخ "لح ز ب الله" في حمص وكيفيّة قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي مقرا قتل فيه 18 عنصرًا بينهم ضابط إيراني في منطقة حلب حيث كان هناك مخزن محصّن للأسلحة يندرج في عملية نقل الأسلحة
الايرانية الى "ح ز ب الله" عبر الأراضي السورية بحسب مزاعم الوكالة.
ويستند التقرير إلى المصادر السورية المزعومة بأن تحركات "إسرائيل" تشير إلى أنها تستعد لحرب واسعة النطاق على "ح ز ب الله" في لبنان المتاخم لسورية، مشيرًا إلى احتمالية بدء تلك الحرب تزامنًا مع انحسار العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في غزة.
وذكر مسؤول حكومي في الكيان الاسرائيلي أن "تصريحات قادتنا كانت واضحة بأن التصعيد قد يكون وشيكا في لبنان".
ويختم المصدر السوري تصريحه بالقول بأنّ "أي مراجعة لنص التقرير تكشف أنه مكتوب بلغة استخباراتية ولا يمتّ مضمونه للعمل الصحفي بِصلة، وبالتالي لم يجرِ مراسلو الوكالة مقابلاتٍ بهدف إعداده بل قاموا بنشره كما وصلهم من المخابرات الاسرائيلية".