عُثِر في كهف في الهضبة الإيرانية الوسطى على آثار للوجود البشري يعود إلى ما بين 452 ألف و165 ألف سنة، بينها أدوات حجرية منحوتة وعظام خيول وأسنان أولية (لبنية)، وهي الأقدم على الإطلاق مما عُثر عليه في هذه المنطقة الشاسعة الواقعة على مفترق طرق بين المشرق العربي وآسيا
.
وأوضحت دراسة نشرتها في نهاية أيار الجاري مجلة "جورنال أوف باليوليثيك أركيولودجي" أن هذا الاكتشاف يعني أن أول دليل مؤرخ على استيطان المنطقة بات أقدم بثلاثمئة ألف عام مما كان يُعتقد سابقاً.
وأوضح الباحث التابع للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في متحف الإنسان جيل بيريون الذي شارك في إعداد الدراسة لوكالة فرانس برس، أن المواد الأثرية القديمة إلى هذا الحد نادرة في هذه المنطقة.
وكان علماء ما قبل التاريخ يعرفون أن الهضبة الإيرانية الوسطى كانت مأهولة بالسكان منذ مئات الآلاف من السنين، نظراً إلى تعدُّد المواقع في المناطق المحيطة بها، وهي المشرق العربي والقوقاز في الغرب، وآسيا الوسطى في الشرق، حيث عاش بشر من عدة أنواع من جنس الإنسان، كالإنسان المنتصب والإنسان البدائي وإنسان الدينيسوفان والإنسان
العاقل.
كذلك شكّل دليلاً على الوجود البشري مجموعة اكتشافات لأحجار منحوتة في إيران، بعضها على سطح الأرض، وبعضها الآخر أظهرته حفريات نادرة في أمكنة محددة.
لكنّ أي حفرية لم تكن قد أتاحت بعد تحديد تسلسل زمني بهذه الدقة وبهذا النطاق الواسع. وقال العالم الفرنسي إن المعلومات المتوافرة كانت تشوبها ثغر عدة في ما يتعلق "بالفترات القديمة من عصور ما قبل التاريخ".