حذّر مركز بيغن للدراسات في تقرير له الولايات المتحدة الأميركية بشكل واضح من تبعات الميناء المؤقت الذي تجهزه على بحر غزة والذي من المفترض أن يتواجد على متنه ألف عنصر من القوات الأميركية، والذي يمكن أن
ينتهي به المطاف ب"كارثة"، كما ورد في التقرير، كتلك التي حصلت سابقًا للقوات الأميركية في مقديشو عام 1993 حيث انتهت بمقتل 18 مقاتلًا من قوات الفرقة الخاصة وإصابة العشرات من الجنود الاميركيين وإسقاط مروحيتين من طراز البلاك هوك (فحر الصناعة الأميركية)، وللتذكير فإن تلك الحادثة حصلت على إثر دخول الولايات المتحدة الأمريكية
إلى الصومال على رأس قوّات دوليّة عام 1993 بذريعة المشاركة في "وقف الاقتتال الداخلي وتأمين توزيع المساعدات لمواجهة المجاعة التي كانت منتشرة حينها"، ففي أكتوبر من عام 1993 قان الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون بإرسال قوة خاصة الى الصومال للقبض على قادة فصائل "العديد" بمشاركة النُحب من القوات العسكرية الاميركية من
قوات الصاعقة، القوات البحرية والجوية، سريَة "برافو"، والكتيبة دلتا وغيرها…وفور وصول تلك القوات إلى مقديشو حوصرت بالنيران وانتهت ب"كارثة" اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية حينها لسحب جميع قواتها من الأراضي الصومالية في غضون 6 أشهر!
ويحذّر التقرير الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا من تكرار خطئها التاريخي مذكّرا بما حصل لقواتها عندما قتل 241 من جنود "المارينز" عام 1984 حين أمر وقتها الرئيس الأمريكي السابق ريغن بنشر قوات لجنوده في لبنان بدعوى "المشاركة في تأمين انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلية".
وقد لمّح تقرير مركز بيغن للدراسات بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تسلّم حتمًا المساعدات التي ستصل إلى الميناء المؤقت لسلطة "ح م ا س" في القطاع ولن تسمح حركة "ح م ا س" في المقابل للولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي بإيجاد سلطة بديلة تقوم بتوزيع المساعدات، الأمر الذي سيحوّل العملية برمّتها إلى مواجهة بين القوات الأمريكية والم قا
ومة في غزة بحسب ما جاء في التقرير.
تجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت مقالًا عاى صفحاتها مفاده أنّ عملية الميناء المؤقت تضيف بعدًا جديدًا وخطيرًا يورّط واشنطن في الحرب إضافة إلو تورّطها بتزويد الاحتلال الإسرائيلي بمليارات الدولارات من الأسلحة، وبحسب الصحيفة فإنّ الميناء المؤقت في غزّة سوف يدفعها إلى ساحة معركة فوضوية على الرغم من تأكيد
المسؤولين الاميركيين أنّ أقدام جنودهم لن تطأ أرض غزة، لاسيّما وأنّ حركة "ح م ا س" كانت قد أعلنت أنّها "ستتعامل مع أيّ قوّات غير فلسطينية تتواجد برّا أو بحرًا أو جوّا على أنّها قوات احتلال".
ورصدت الصحيفة ما تم إنجازه في الأسبوع الأول من توزيع المساعدات عبر الميناء المؤقت حيث نشرت أنه "تم تسليم 820 طنّا من المساعدات أي ما يعادل حمولة 71 شاحنة وهو أقلّ بكثير من الهدف الأوّلي المعلن لإنشاء الميناء والذي يهدف لإدخال حوالي 90 شاحنة يوميًا وليس أسبوعيًا (والتي تمثّل فقط 15% من الاحتياجات اليومية لسكان القطاع)،
وتتساءل الصحيفة عن فعاليّة التخطيط والتنفيذ مع هذا الأداء الضعيف للميناء؟
تأني تلك التقارير والتحذيرات في وقت يشكك فيه المراقبون من الهدف غير المعلن لإنشاء الميناء المؤقت في وقت تتواجد فيه المعابر البرية التي تصل قطاع غزة بأوصاله الفلسطينية والدول المجاورة.