ارتكاب الأخطاء جزء من عملية نمو وتطور شخصية طفلك، بشرط أن تواجهي الطفل بأخطائه حتى يتحمل مسؤولية سلوكياته وإصلاح آثارها، ويتعلّم منها في المستقبل فلا يكررها مرة أخرى. أما تبرير أخطاء الطفل والدفاع عنه دون وجه حق، فإنه يؤثر سلباً على شخصيته للأسباب التالية.
1- عدم شعور الطفل بالندم على الخطأ
عندما يرتكب الطفل خطأ، فإنه يحتاج للشعور بالندم حتى يصلح خطأه ولا يقع به مرة أخرى، وفي نفس الوقت يعتبر هذا تدريباً لضمير الطفل. أما تبرير خطأ الطفل وعدم تحميله مسؤولية ما يفعل، يؤدي إلى عدم شعور الطفل بالندم، مما يعطل ضميره الداخلي عن التطور، فيتحول إلى شخص بلا ضمير في المستقبل، يرتكب الأخطاء ويؤذي الآخرين ولا يبالي.
2- تشجيع الطفل على السلوكيات السيئة
تبرير أخطاء الطفل تعتبر بمثابة تشجيع له على تكرار الخطأ وارتكاب المزيد من السلوكيات السيئة التي يجد من يبررها له بدون أن يتحمل تبعاتها، لذا سوف يتعمّد ارتكاب المزيد من الأخطاء.
3- يصبح الطفل غير محبوب
عندما تقدّمين مبررات لأخطاء طفلك، فيخطئ ولا يشعر بالندم، ويرتكب المزيد من الأخطاء في حق الآخرين دون الاعتذار أو محاولة تحمّل المسؤولية، فإن الآخرين يشعرون بالضيق تجاه طفلك، ولا يفضلون التواجد معه لأنه يشعر بالاستحقاق في ارتكاب الأخطاء وإيذاء الآخرين بلا مبالاة، مما يجعله طفل غير محبوب، ويجد صعوبة في الاندماج أو تكوين صداقات. فلا أحد يحب صداقة فرد يرتكب الأخطاء باستحقاق.
4- عدم تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين
تنشئة الطفل على تبرير أخطائه يؤدي إلى عدم قدرته على تحمّل المسؤولية أو تحمّل تبعات أفعاله، وعدم القدرة على مواجهة نفسه بالخطأ، فينشأ وهو يلقي اللوم على الآخرين مهما كان هو المخطئ لأنه لا يطيق تحمل المسؤولية أو الشعور بأنه يُخطئ مثل باقي البشر، وبالطبع لا يجيد الاعتذار.