كيف أشعل الدعم السريع نيران الحرب في السودان ؟

رباب الأمين

2023.09.23 - 02:40
Facebook Share
طباعة

شهد السودان صراعاً دامياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الرغم من التاريخ الطويل، وتعاون القوتين للحفاظ على أمن وسلامة البلاد.


تصاعدت ألسنة الدخان في سماء الخرطوم منذ شهر أبريل الماضي، لم تنطفئ نيران الحرب التي أشعلتها قوات الدعم السريع بدوافع السيطرة على السلطة.


مراحل المليشيات:
ينتمي "حميدتي" لقبيلة الرزيقات غرب السودان إقليم دارفور، عام 2005م تمرد على حكومة السودان وأشعل حربا أهلية في دارفور مما نتج عنها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

 

الحكاية بدأت عام 2013م عندما تمت إعادة هيكلة قوات الدعم السريع رسميا، وتنصيب محمد حمدان دقلو فريقا بمرسوم رئاسي من الرئيس المخلوع "عمر البشير" وخضعت تحت إشراف جهاز الأمن والمخابرات الوطني وكان هدفها هو محاربة الجماعات المتمردة في غرب السودان (إقليم دارفور وجنوب كردفان)، وتزويدهم بقوة موازية ومجهزة بالمعتدات والسلاح.


ظلت قوات الدعم السريع تمارس القمع والتطهير العرقي في دارفور، والأكثر إيلاماً سيطرتها على مناجم الذهب في السودان بحماية النظام السابق (المؤتمر الوطني).


تبعتها سلسلة متتالية من الأحداث والاحتجاجات الشعبية في ديسمبر عام 2019م التي تطالب بإسقاط نظام البشير، وفي أبريل 2019م نجحت الثورة في الإطاحة بحزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لمدة ثلاثة عقود متتالية.


نجح "حميدتي" في كسب ثقة السودانيين بعد أن ساهم في إسقاط النظام وتولي منصب الفريق أول ونائب المجلس العسكري، رغم أنه لم يدخل تدريب عسكري قط ولا يملك شهادة تعليمية تمكنه من شغل المنصب.


كانت مجزرة فض اعتصام القيادة العامة شرارة أخرى، للإطاحة بالدعم السريع خرج ملايين السودانيين يطالبون بمغادرة الجنجويد من الخرطوم والعودة للمعسكرات خارج الخرطوم، هتفوا (ما في مليشيا بتحكم دولة) (الجنجويد ينحل والعسكر للثكنات) ومن ضمن المطالب الثورية أن يكون الحكم مدنياً.


بدأ السودان يرزح تحت وطأة العقوبات الدولية، لم تنتهى الأزمات عند ذلك بعد أعوام من ثورة ديسمبر أتفق رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش "عبد الفتاح البرهان" والنائب الأول لمجلس السيادة "محمد حمدان دقلو"، مع الأحزاب والقوى السياسية لاتفاق إطاري يؤدى إلى حل الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.


نص الاتفاق على دمج قوات الدعم السريع مع جيش السودان أو الشرطة، بعد مرور أيام قليلة اندلعت الحرب في السودان.


في صباح 15ابريل استيقظ السودانيون على أصوات المدافع والمتفجرات، القوات المسلحة صرحت أن قوات الدعم السريع تهجمت عليهم في مطار مروي شمالي السودان، واشتعلت الحرب في العاصمة الخرطوم.


رئيس المجلس العسكري الفريق أول "عبد الفتاح البرهان" قال إن ما قامت به المليشيات غدر وسددوا طعنة للشعب السوداني ككل وليس للقوات المسلحة السودانية فقط.


في ذات السياق أضاف "حميدتي" في كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، إن الحرب التي اندلعت يوم 15 أبريل أشعلها "النظام السابق الذي انتفض ضده الشعب"، مشيرا إلى أن قيادة القوات المسلحة تعادي التحول الديمقراطي وهو على أتم الاستعداد إلى وقف النار.


خطابه قُبِل بالرفض التام وسيما أن قواته مارست القمع، حولت الخرطوم إلى عاصمة دماء واستباحة الدم السوداني وانتهكت المستشفيات ومارست الاغتصاب والاختفاء القسري وشردت المواطنين من منازلهم.


ووفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، الحرب شردت أكثر من 5.2 ملايين شخص، 4.1 ملايين منهم داخل السودان، و1.1 مليون نزحوا إلى البلدان المجاورة.


خلال 5 أشهر، تركت أكثر من 24 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.


وفي وقت سابق، قالت ألين ماينا، رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، إن "أكثر من 1200 طفل لاجئ دون سن الخامسة لقوا حتفهم في 9 مخيمات في الفترة ما بين 15 مايو و14 سبتمبر"، وسط اشتباه في تفشي مرض الحصبة وارتفاع معدل سوء التغذية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3