أعلن عن تشكيل "جيش العشائر الهاشمية"، كفصيل عسكري رديف مشكل من أبناء عشيرة "البقارة"، التي تقطن مناطق من أرياف دير الزور - الحسكة - الرقة - حلب، والاهداف المعلنة لهذا الفيل هو محاربة وجود "قوات سورية الديمقراطية"، ومن خلفها الاحتلال الأمريكي، وتقول مصادر خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن المقر الأساس لهذا الفصيل سيكون في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية في محافظة دير الزور، الأمر الذي سيجذب الشبان الذين فرّوا من مناطق سيطرة "قسد"، على إثر الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات خشية من اعتقالهم، علماً أن الدولة السورية افتتحت بشكل عاجل مركزاً في مدينة الميادين لتسوية أوضاع هؤلاء الشبان وإنهاء ملفاتهم الأمنية في حال وجدت، حسب ما أكدت مصادر "وكالة انباء آسيا".
يعد ملف "العشائر العربية"، من أعقد الملفات في الداخل السورية، فكل من هذه القبائل منقسمة على نفسها في الموقف السياسي من الأزمة السورية، إذ إن مشايخ كل واحدة من هذه العشائر يتخذ اصطفافاً سياسياً مغايراً عن الآخر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن أمير "قبيلة الجبور"، العربية الشيخ "نواف عبد العزيز المسلط"، يقيم في دمشق بعد عودته قبل سنوات من المملكة السعودية التي انتقل إليها مع بداية الأزمة متخذاً موقف الحياد من الملف السوري، في حين أن شقيقه الأصغر "سالم المسلط"، هو الرئيس السابق لـ "الإئتلاف المعارض"، في حين أن ابن عمهما "حسن المسلط"، عضواً في مجلس الشعب السوري، وعلى ذات السياق فإن "نواف راغب البشير"، نفسه الذي أعلن عن تشكيل "جيش العشائر الهاشمية"، والذي يشغل منصب "أمير قبيلة البقارة"، كان معارضاً للدولة السورية قبل عودته منذ عدة سنوات بتسوية لعبت فيها الحكومة الإيرانية دور الوساطة، وفي الوقت نفسه فإن أبن عمه "حاجم البشير"، والذي يعيش في مناطق "شرق الفرات"، التي تحتلها "قوات سورية الديمقراطية"، يتعامل مع الواقع السياسي في المنطقة على أساس واقعي، فهو ينسق مع "قسد"، ويحضر الاجتماعات التي تدعو إليها لتسوية الاوضاع الأمنية في المنطقة، والذي كان آخرها قبل حوالي عشرة أيام من الآن داخل قاعدة الاحتلال الأمريكي في "حقل العمر"، النفطي، وعلى أساس انقسامات المشايخ في موقفهم من الازمة السورية، يمكن فهم عدم تأثير ورقة العشائر في الملف السوري بالشكل المرجو منه، وعدم قدرة أي طرف من المتدخلين في الملف السوري بما في ذلك واشنطن وانقرة من جذب كامل العشائر، فلا موقف موحد للعشائر العربية إلا لـ "قبيلة طيء"، التي تعيش في مناطق جنوب القامشلي، وتحاصر "قسد"، قراها من كل الجهات نتيجة لموالاتها للدولة السورية.
تلعب الخلافات الشخصية بين مشايخ العشائر، والخلافات العشائرية التي تعود لزمن ما قبل الأزمة السورية دوراً في عدم توحد العشائر ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة أي من التهديدات التي تعيشها، ولعل المذبحة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي خلال العام 2014 خير دليل على عدم استجابة العشاشر لبعضها حين الحاجة، إذ تركت "الشعيطات"، لمصيرها في مواجهة التنظيم خلال انتفاضتها ضده نتيجة لأعتداء مجموعة من عناصره على نساء من القبيلة، وبنتيجة هذه المذحة قتل ما يقارب 1100 شاب في أكبر عملية إعدام جماعي شهدتها الأزمة السورية، والأمر نفسه ينحسب على الأحداث التي شهدتها مناطق شرق الفرات، فالصدامات التي وقعت في بلدة ذيبان إثر اغتيال شيخ عشيرة العكيدات "أمطشر الهفل"، قبل عامين من الآن لم تجد أي استجابة من العشائر الأخرى، وخلال الأزمة الأمنية التي وقعت بين "قسد"، وعشيرة البكارة قبل ست أشهر من الآن إثر قيام شقيق تنظيم "مجلس دير الزور العسكري"، باغتصاب سيدتين وقتلهما لاحقاً، لم تجد الاستجابة المرجوة، ما دفع "البقارة" حينها للاستجابة لمعطيات الواقع والدخول في مفاوضات صلح، وخلال الانتفاضة الاخيرة التي قادها "إبراهيم الهفل"، مستغلا الفوضى الامنية التي شهدتها المنطقة إثر اعتقال "قسد"، لـ "أحمد الخبيل"، الذي يقود فصيل "مجلس دير الزور العسكري"، ضمن عملية تصفية قسد لـ "القادة العرب"، بقيت العكيدات منفردة في المواجهة، مع استجابة محدودة ويمكن وصفها بـ "القرار الشخصي"، من أبناء عشائر أخرى كـ الشعيطات والبقارة، دون وجود قرار من مشايخ العشائر القاطنين مناطق شرق الفرات.م
التعويل على "جيش العشائر الهاشمية"، لإحداث فارق في موقف العشائر العربية يمكن أن يُبنى في حال قدرة قياداته على تشكيل تحالفات مع مشايخ العشائر القاطنة "شرق الفرات"، بريف دير الزور ومناطق ريف الحسكة الجنوبي بما يساعد على تشكيل حالة جمعية لمواجهة الاحتلال الامريكي و قوات سورية الديمقراطية، وفي حال تم هذا التحالف تحتاج العشائر لموقف واضح من الدولة السورية بما يساعد على إيجاد دعم حكومي لحالة "المقاومة الشعبية"، للاحتلال الأمريكي، ودون ذلك لن تتمكن أي من العشائر من إحداث فارق ميداني نتيجة لفار التسليح الذي يميل لصالح "قسد"، التي يمكن وصفهل علمياً بـ "القوة البرّية الأكبر العاملة لصالح واشنطن في سورية"، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم مصالح "قسد"، وقياداتها الكردية المرتبطة بمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، على أي من المكونات الأخرى في المنطقة.