مشروع أميركي جديد في سوريا.. وواشنطن تنفي

وكالة انباء اسيا

2023.09.05 - 10:26
Facebook Share
طباعة

 رغم النفي الاميركي عن تحضيرات لمشروع جديد في سوريا، وتأكيد المبعوث الأميركي إلى منطقة شمال شرق سوريا نيكولاس غرينجر، أنّ الأمر محصور بتبديل للقوات وغيره من الإجراءات اللوجستية الروتينية، الا ان التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة التي رُصدت في منطقة البوكمال، والاشتباكات الدائرة بين أبناء العشائر وقوات سوريا الديموقراطية في الشرق السوري، تؤكدان ان التحضيرات لهذا المشروع سارية على قدم وساق، رغم بعض العراقيل الميدانية.


والملاحظ انه توازياً مع التحركات العسكرية، بدأت مراكز الأبحاث الأميركية تتداول وبشكل لافت قضية الشمال السوري، ومن بينها معهد هادسون للأبحاث الأمنية، الذي قدم ما أسماها "خارطة طريق للهروب من المتاهة السورية". 


وتقدم الورقة تفاصيل دقيقة لكيفية استعادة السيطرة الأميركية على سوريا، وتحقيق أهداف استراتيجية تتمثل بقطع طريق الامداد البري في البوكمال عبر انشاء نموذج كردستان في محافظة دير الزور وضمان عدم عودة المناطق النفطية إلى سيطرة الدولة السورية.


وبحسب النقاط الذي عددها المعهد لتنفيذ هذه الخطة، يتضح أن واشنطن تتطلع إلى تركيا كشريك مثالي يكون ندّاً لروسيا ومشاركاً فاعلاً في تنفيذ المشروع، بعد إرضاء أنقرة بوقف الدعم للأكراد في الشمال السوري.


قبل اسابيع نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن مصدر استخباراتي، ان الادارة الاميركية تسعى الى انشاء كيان سني من المجموعات المتقاتلة لتحارب بها محور الممانعة في سوريا، تحت حجة الخوف من عودة المجموعات الارهابية الى المنطقة.


وهذا ما كان قد كشفه في وقت سابق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حين اشار الى ان اميركا قامت في الاشهر الماضية بتوحيد القوات التي تخضع لسيطرتها تحت مسمى "جيش سوريا الحرة" او "جيش السحجة"، فالأميركي أذكى من أن يدخل في مواجهة مع المحور.


اما الهدف غير المعلن من وراء هذا التوحيد للقوة العسكرية بحسب المراقبين تكريس التقسيم، وتوحيد جبهة العملاء والتنسيق فيما بينها على طول الحدود السورية الشرقية من أجل تغطية الحدود لمنع دخول السلاح عبر الحدود العراقية السورية إلى المقاومات في لبنان وفلسطين، من خلال إعلان المبادرة التي سيقوم بها "جيش السحجة" بمراقبة دخول المخدرات عبر الحدود.


واضافة الى قف مد الإستثمارات الصينية في سوريا عبر وقف خط القطار القادم من العراق عبر أراضيها باتجاه البحر المتوسط. 


والهدف الابزر، هو ان اميركا لا تزال تسعى إلى المزيد من سرقة الثروات في البادية والشمال السوري من خلال هذه القوات التي يتم تدريبها وتسليحها بشكل مكثف لسرقة النفط والغاز، والفوسفات التي تزخر بهما رمال البادية السورية. 


وبالعودة الى ما يجري في دير الزور، فقد كشفت مصادر مطلعة ان أميركا أعطت "قسد" ضوءاً أخضر لحسم المعركة عسكرياً، من دون أن تُقحم نفسها مباشرة، فهي تتجنب أيّ مواجهة مع العشائر، وفي الوقت نفسه تحافظ على دورها كوسيط في حال عجز "قسد" عن الحسم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1