الاستحقاق الرئاسي: الضغط السعودي يشتد.. وقطر بدأت بالتحرك عملياً

2023.09.04 - 07:43
Facebook Share
طباعة

 يكشف مطلعون على مسار الملف الرئاسي في لبنان، ان الفرنسيين صارحوا خلال اجتماعات الدوحة بحقيقة الصعوبات التي تعترض ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، إنطلاقاُ من قناعتهم الراسخة أن لا حلّ إلا بتسوية مع حزب الله على اساس المبادرة الفرنسية، التي تنص على اعطاء الحزب رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة، إلا ان الفرنسيين يُقرون ان ليس باليد حيلة لوجود معارضة أميركية وقطرية شديدة بهذه المبادرة.


وتؤكد المصادر ان الحزب لم يجب بعد على أسئلة جان ايف لودريان لانه الطرف الوحيد الثابت في طرح مرشحه، وعلى عكس المعارضة يتعامل الحزب مع مهمة الموفد الفرنسي على أنها الأمل الوحيد المتبقي للتلاقي والحوار.


وتأكيداً على مبدأ ان ما تقوله فرنسا في الكواليس تتصرف على عكسه في العلن، فهم يقولون في العلن إنهم يمثلون الخماسية الدولية، ولكنهم يتصرفون غير ذلك، فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليس لديه مرشح محدد، وما يهمه هو التوافق على رئيس.


وينقل عنه بعض المقربين منه، ان احتمال انتخاب رئيس قريبا في لبنان وارد، ويعتقدون ان سيناريو انتخاب سليمان فرنجية ما زال وارداً ايضاً، اذا اعطى الحزب لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل المناصب التي يطالب بها لأن باسيل يعرف ان ترشيحه للرئاسة هذه المرة غير وارد ولذا يريد الحصول من الحزب على بعض المناصب.


وبعد اتهام ماكرون ايران بانها من يعرقل انتخاب الرئيس في لبنان، وصلت اشارات لحلفاء السعودية في لبنان ومن يتأثرون بموقفها بأنّه ممنوع على طهران الفوز في لبنان، ونقلت مصادر مطلعة على الموقف السعودي، ان الإتفاق السعودي - الإيراني يشمل اليمن بالدرجة الأولى وسوريا بالدرجة الثانية، ولم تصل رياحه إلى لبنان بعد، وان الحسابات اللبنانية مختلفة تماماً عن حسابات اليمن والعراق وسوريا. 


وأمام هذا الموقف السعودي المتشدّد، هناك عدم قدرة لكل من الكتلة السنية المعارضة وكتلة اللقاء الديموقراطي للسير بأي مرشح لا ينال ضوءاً أخضر سعودياً، ويُضاف إلى الموقف السعودي تشدّد أميركي كبير لا يسمح بانتخاب رئيس جمهورية ينتمي إلى محور الممانعة.


في غضون ذلك، بوشِرت الاتصالات لتأمين برنامج مواعيد الموفد القطري الذي يصل الى لبنان في العشرين من الجاري، وتؤمد المصادر ان قطر ستبدأ بالعمل ميدانياً بعدما وجدت انّ المناخ الاقليمي اصبح اكثر ملاءمة لذلك.


ورجحت المصادر ان تشتد الضغوطات الاميركية ايضا في لبنان في المرحلة المقبلة، فهي تبحث عن انجاز قبل انتخاباتها الرئاسية، ولن تجد هذا الانجاز لا مع الصين ولا مع إيران، إنما في سوريا ولبنان، ولذلك قد نرى ان القوى السياسية السيادية في لبنان ستلاقي اميركا في مشروعها سعياً إلى ترجمته باستعادة الانتظام والاستقرار في البلاد الذي تنشده في تصريحات نوابها.


الضغوط الاميركية الاسرائيلية على لبنان كانت قد ظهرت جلياً في جلسة مجلس الامن للتصويت على قرار التمديد لليونيفيل، والتي خاضت فيه الامارات حرباً شرسة ضد لبنان لصالحهما، عبر مندوبة دولة الإمارات في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، حيث وحاولت منع إضافة العبارة الخجولة التي تشير إلى التنسيق مع الحكومة، وطالبت بالتصويت ليس على مجمل المسوّدة، بل على هذه الفقرة التي تخصّ التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وكانت تأمل إسقاطَها.


وكشفت معلومات صحفية أن المخابرات الإماراتية تحصل من جهات في لبنان، سياسية وأمنية، على معطيات كثيرة، من بينها ما يخصّ حزب الله في الجنوب، ولبنانيين يعملون في الإمارات، مقابل توفيرها دعماً مالياً لهذه الأجهزة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8