قد تكون الاضطرابات النفسية أكثر شيوعًا عند الأطفال والمراهقين من كبار السن، حتى الاضطرابات النفسية التي تظهر في المراحل المتقدمة من العمر قد ترتبط بأحداث ومواقف حدثت في الطفولة، لكن أعراض الاضطرابات النفسية عند الأطفال قد تكون مختلفة، ويُصعب على الآباء التعرف عليها، ونتيجة لذلك، لا يحصل العديد من الأطفال على العلاج والمساعدة التي يحتاجونها.
الصحة النفسية حالة عامة تؤثر على التفكير وتنظيم المشاعر والسلوك، ويُعرَّف اضطراب الصحة النفسية على أنه تغير في التفكير أو السلوك يسبب الشعور بالضيق أو يعطل قدرة الشخص على العمل وأداء المهام اليومية المعتادة، أما عند الأطفال فتشمل اضطرابات الصحة النفسية تأخيرًا أو اضطرابًا في تطوير التفكير أو السلوكيات أو المهارات الاجتماعية أو العواطف الملائمة للعمر، قد تكون هذه المشاكل مزعجة للأطفال وتعطل قدرتهم على العمل بشكل جيد في المنزل أو في المدرسة أو في المواقف الاجتماعية الأخرى.
ما هي الاضطرابات الأكثر شيوعًا عند الأطفال؟
تشمل اضطرابات الصحة النفسية الشائعة عند الأطفال كلا مما يلي:
اضطرابات القلق:
تشمل اضطرابات القلق عند الأطفال مخاوف أو قلقًا مستمرًا يعطل قدرتهم على المشاركة بالأنشطة الاجتماعية المناسبة لعمرهم، وتضم القلق الاجتماعي والقلق العام واضطرابات الوسواس القهري.
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD):
مقارنة بمعظم الأطفال في نفس العمر، يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبة في الانتباه، أو سلوكيات اندفاعية، أو فرط نشاط، أو مزيج من هذه المشكلات.
اضطراب طيف التوحد (ASD):
يظهر اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة (عادةً قبل سن الثالثة) وعلى الرغم من اختلاف شدة اضطراب طيف التوحد، فإن الطفل المصاب بهذا الاضطراب يواجه صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين، وقد يعاني من صعوبات في التعلم.
اضطرابات الأكل:
يمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل -مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي واضطراب نَهَم الأكل- إلى خلل وظيفي عاطفي واجتماعي ومضاعفات جسدية تهدد الحياة.
الاكتئاب واضطرابات المزاج:
الاكتئاب هو شعور دائم بالحزن وفقدان الاهتمام، يعطل قدرة الطفل على القيام بالنشاطات الطبيعية في المدرسة والتفاعل مع الآخرين.
انفصام الشخصية:
يشمل الفصام اضطرابات في التفكير والتصور يتسبب في فقدان الطفل الاتصال بالواقع (الذهان). غالبًا ما يظهر الفصام في أواخر سن المراهقة حتى العشرينات من العمر، وينتج عنه هلوسة وأوهام وتفكير وسلوكيات مضطربة.
ما هي العوائق التي تواجه الآباء عند علاج اضطرابات الصحة النفسية في مرحلة الطفولة؟
قد يكون من الصعب فهم اضطرابات الصحة النفسية عند الأطفال لأن النمو الطبيعي للطفولة هو عملية تنطوي على التغيير المستمر. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف أعراض الاضطراب تبعًا لعمر الطفل، وقد لا يتمكن الأطفال من شرح شعورهم أو سبب تصرفهم بطريقة واضحة.
قد يكون الخوف من نظرة المجتمع للطفل المصاب باضطراب نفسي أحد أهم الأسباب التي تؤخر طلب العلاج، كما يعد استخدام الأدوية، والتكاليف المادية، والتحديات اللوجستية للعلاج من الأسباب التي تمنع الآباء من طلب الرعاية لطفل يشتبه في إصابته باضطراب نفسي.
العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل باضطرابات الصحة النفسية
تشمل العلامات التحذيرية التي تشير إلى احتمال إصابة طفلك باضطراب هام في الصحة النفسية ما يلي:
الحزن المستمر (أكثر من أسبوعين).
تجنب الأنشطة الاجتماعية.
محاولات إيذاء النفس أو الآخرين.
سلوك عنيف خارج عن السيطرة والذي يمكن أن يكون ضارًا.
تغييرات جذرية في المزاج أو السلوك أو الشخصية.
تغيير في عادات الأكل، أو فقدان الوزن.
صعوبات في النوم.
صداع متكرر أو آلام في المعدة.
صعوبات في التركيز.
تراجع الأداء في المدرسة أو غياب متكرر.
ماذا عليك أن تفعل إذا اشتبهت في إصابة طفلك بحالة صحية نفسية؟
إذا كنت قلقًا بشأن صحة طفلك النفسية، فاستشر الطبيب فورًا. تحدث إلى معلم طفلك في المدرسة أو الأصدقاء المقربين من طفلك لمعرفة ما إذا كانوا قد لاحظوا تغيرات في سلوكه وشارك هذه المعلومات مع الطبيب.
تُشخص حالات اضطراب الصحة النفسية عند الأطفال بناءً على العلامات والأعراض، وكيفية تأثير الحالة على حياة الطفل اليومية، وإجراء التشخيص، قد يوصي الطبيب بأن يتم تقييم طفلك من قبل أخصائي، مثل طبيب نفسي أو معالج اجتماعي أو غيرهم من متخصصي الرعاية الصحية النفسية، ويشمل هذا التقييم ما يلي:
فحص طبي كامل، ومعرفة التاريخ الطبي، ووجود أي حدث سابق سبّب صدمة جسدية أو عاطفية لدى الطفل.
التاريخ العائلي.
مراجعة الأعراض والمخاوف العامة مع الوالدين.
الجدول الزمني لنمو الطفل.
إجراء محادثات متكررة مع الطفل.
قد يستغرق تشخيص الاضطراب النفسي عند الأطفال بعض الوقت لأن الأطفال الصغار قد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وأعراضهم بوضوح.
كيف يمكنك مساعدة طفلك في التخفيف من أعراض الاضطراب النفسي؟
يلعب الوالدان دورًا مهمًا في دعم خطة علاج الطفل، ومن أجل تحقيق أفضل علاج للطفل على الوالدين الانتباه للنقاط التالية:
التعرف على الاضطراب النفسي بشكل دقيق.
تعاون جميع أفراد الأسرة لدعم خطة العلاج.
طلب النصيحة من الطبيب المختص حول كيفية الاستجابة لحالة الطفل والتعامل معه.
الالتحاق ببرامج تدريب الوالدين، والمصممة لأولياء أمور الأطفال المصابين باضطرابات نفسية.
التعرف على تقنيات إدارة التوتر لمساعدتك على التعامل مع الحالة بهدوء.
البحث عن طرق للاسترخاء والاستمتاع مع طفلك.
دعم الطفل نفسيًا ومدح نقاط قوته وقدراته.
التعاون مع المدرسة لتأمين الدعم اللازم.
كيف تُعالج الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟
تشمل خيارات العلاج الشائعة للأطفال الذين يعانون من اضطراب نفسي ما يلي:
العلاج النفسي:
يُعرف أيضًا باسم العلاج بالكلام أو العلاج السلوكي، وهو طريقة لمعالجة مخاوف الصحة النفسية من خلال التحدث مع طبيب نفسي أو غيره من متخصصي الصحة النفسية، بالنسبة للأطفال الصغار، قد لا يكون العلاج بالكلام التقليدي فعالًا بسبب قلة مفرداتهم اللغوية، ويمكن عندها أن يساعد العلاج باللعب، الذي يُستخدم فيه اللعب وأدوات الترفيه، على تعلم كيفية تعزيز المشاعر والخبرات.
كما يمكن أن يكون العلاج بالفنون المختلفة فعالًا، وهو نوع من العلاج التعبيري كالرسم أو الغناء أو العزف والذي يساعد الأطفال في التعامل مع أعراض الاضطراب النفسي ويتمكن الأطفال من خلاله كيفية التحدث عن الأفكار والمشاعر، وكيفية الاستجابة لها، وكيفية تعلم السلوكيات الجديدة ومهارات التأقلم.
العلاج الدوائي:
قد يوصي الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية بأدوية معينة، مثل المنبهات أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان أو محسنات المزاج كجزء من خطة العلاج. وسيشرح الطبيب المخاطر والآثار الجانبية وفوائد العلاجات الدوائية.