شهادات صادمة عن أوضاع عائلات وأسر عناصر تنظيم «د اع ش»

اعداد سامر الخطيب

2023.05.29 - 02:27
Facebook Share
طباعة

كشف تقرير صحفي أوضاع عائلات وأسر ارهابيي تنظيم «د اع ش» في شمال شرقي سوريا، والحياة المأساوية التي تعيشها النساء داخل خيام للتعذيب والاحتجاز السري في مخيم الهول، وتفاصيل حياتهم بانتظار تحديد مصيرهن.
وأوضح التقرير أن عقارب الساعة، توقّفت منذ سنوات عند قاطني المخيم اللواتي يعشن ذكريات مثقلة ويسترجعن صور الماضي بمرارة.
فبعدما قرر الأزواج الالتحاق بصفوف التنظيم المتطرف، ما كان على أفراد عائلاتهم سوى الالتحاق بهم وتحمّل النتائج.
وعند المقارنة بين تفاصيل معيشة النساء والأمهات اليومية بالمخيم مع حياتهنّ الطبيعية في بلدانهن الأصلية تكون الأجوبة سريعة… لا وجود لأوجه تشابه.
نقل التقرير شهادات صادمة لعدد من النساء في المخيم، قدِمن من خلفيات وبلدان مختلفة قبل أن تجمع المأساة داخل المخيم كل اختلافاتهم.
ومن القصص الصادمة، تلك التي تتعلق بـ مغربية تُدعى “شروق” وهي أصيلة مدينة تطوان. حيث عاشت 8 سنوات من عمرها في مدن سورية عدة، وانتهى بها المطاف للعيش في خيمة. وهي باتت اليوم مسؤولة عن تربية أبناء يتامى بعد مقتل والدهم الذي أجبرهم على المجيء إلى هذه البقعة الساخنة من الشرق الأوسط.
حادثة مأسوية أخرى عاشتها المصرية “رضوى” التي تبلغ من العمر 40 سنة عاشت منها عقداً كاملاً في مناطق سورية عدة وفي مخيمات.
خلال تلك الفترة، عانت رضوى الأمرّين بسبب ظروف حياتها القاسية، مشيرة إلى أنها كانت تعيش في العاصمة القاهرة وتنحدر من أسرة ميسورة الحال وتحمل إجازة جامعية من كلية الاقتصاد، في وقت كان زوجها يعمل موظفاً في شركة معروفة.
ورضوى –وفق التقرير- أم لثلاثة أبناء، ابنتها الكبرى عمرها 17 عاماً، وابناها يبلغان 14 و10 سنوات. أما زوجها فهو محتجز في سجون قوات «قسد» (قوات سوريا الديمقراطية) منذ هروب العائلة من مناطق «د ا ع ش» بداية 2017.
الضحية الثالثة هي شابة عراقية تدعى “هبة” وتبلغ من العمر 21 عاماً. وهي أصيلة مدينة الموصل التي ذاع صيتها بعد سيطرة «د اع ش» الإرهابي عليها في بداية إعلان خلافته المزعومة صيف 2014، فقد أجبرها والدها على الزواج من مقاتل مغربي وهي بعمر 11 عاماً.
وبعد زواج قسري لأعوام عدة؛ قُبض على زوجها في العراق وسلّمته بغداد للحكومة المغربية، كما قالت. أما هي فقد سافرت بصحبة شقيقها الأصغر الذي كان في صفوف التنظيم هو الآخر، نحو سوريا، بعد انحسار مناطق «د اع ش» في العراق.
وبعد مقتل شقيقها، قصدت مخيم روج وهي تعيش فيه منذ 7 سنوات. وقد قررت، كصديقتها الأوزبكية، تعلّم مهنة الكوافيرة، حيث تقوم بتجميل وتسريح شعر صديقاتها في المخيم.
ويُحتجَز الأجانب في شمال شرق سوريا بموافقة ضمنية أو صريحة من بلدانهم الأصلية. فيما قامت بعض الدول، مثل المملكة المتحدة والدنمارك، بإسقاط الجنسية عن العديد من مواطنيها أو بعضهم، تاركة العديد منهم دون جنسية في انتهاك لحقهم في الجنسية.
وتسعى "الإدارة الذاتية" إلى إفراغ المخيمات التي تسيطر عليها في الحسكة من ذوي عناصر تنظيم "د اع ش"، حيث يتواجد آلاف العائلات من سورية والعراق ودول أخرى، وجرى سابقاً تسليم حكومات غربية مواطنين من ذوي عناصر التنظيم.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الطاجكستانية، عن استلامها 29 عائلة مكونة من 104 أشخاص من النساء والأطفال من ذوي عناصر "د ا ع ش"، الذين كانوا قابعين في مخيمي "روج" و"الهول" بريف الحسكة، وتم نقلهم عبر مطار القامشلي إلى مطار دمشق، حيث تم نقلهم إلى بلادهم لاحقاً.
وقالت الخارجية في بيان لها "المجموعة الثانية من مواطني جمهورية طاجيكستان، وعددها 104 أشخاص (29 أسرة)، تتكون من نساء ومراهقات وأطفال صغار عادوا إلى ديارهم على متن رحلة طيران خاصة من الجمهورية العربية السورية". وأضافت أنه "بناءً على طلب الجانب الكازاخستاني، تم تسليم 5 مواطنين من جمهورية كازاخستان (أم وأربعة أطفال) من سورية إلى طاجيكستان بهذه الرحلة".
وذكرت الوزارة أن عودة المواطنين الطاجيك المقيمين في مخيمات اللاجئين في العراق وسورية بدأت منذ ثلاث سنوات، من خلال التواصل بين سفارة طاجيكستان في دولة الكويت مع دمشق.
ويقبع في مخيمي الهول وروج آلاف النساء والأطفال من سوريين وعرب وأجانب من ذوي عناصر تنظيم "د ا ع ش"، إضافة لغيرهم من نازحين سوريين وعراقيين هربوا من الحرب على التنظيم في مناطقهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6