‏USB الفضائح.. هل يحمي سلامة نفسه بمعلومات تطال الجميع؟

زينة أرزوني- بيروت

2023.03.16 - 09:06
Facebook Share
طباعة

 لحظة إستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، والتي انتظرها اللبنانيون طويلاً، وصفتها مصادر متابعة باللحظة المفصلية في مسار التحقيقات بهدر المال العام وتضييع ثروات الدولة، معتبرين ان مثول سلامة امام القضاء اللبناني والاوروبي يشي وكأن السياسيين الذين يعرف عنهم سلامة الكثير ومرر لهم عبر عقود من الزمن تجاوزات مالية عدة، قد نفضوا ايديهم منه وتخلوا عنه، فيما روجت مصادر مقربة من سلامة اكثر من مرة لخبر كانت قد سربته عن وجود "USB" في "مكان ما بعيد وآمن"، تحوي "كل ما يعرفه سلامة عن كل شي"، وهو ما استندت عليه المصادر المتابعة للتأكيد على ان سلامة يحاول ان يحمي نفسه جسديا ومعنويا، بعدما استشعر ان جميع من كان يغطيهم قد تبرّأوا منه.

فمن المعروف ان سلامة مرّت من تحت يديه في دهاليز المصرف المركزي، عمليّات الهندسات الماليّة، والصفقات المالية التي كانت تحدث تحت قبة المركزي من قروض مصرفية لسياسيين ومؤسسات واصحاب شركات، وما تبعها من تهريب لأموال وودائع بعد ثورة 17 تشرين.

وتشير المصادر الى ان سلامة وعلى مدار 30 عاما كان مفتاح الاعتمادات والتحويلات التي جرت في مرحلة الدعم، وهو من أعطى ببذخ القروض المدعومة لتجار مقربين من الحكام، ولذلك يتخوفون اليوم من ان يفضح سلامة امرهم في التحقيقات تحت قاعدة "علي وعلى اعدائي"، بحسب المصادر، لافتة الى ان سلامة يملك معلومات كافية لترشد النيابات العامّة في أوروبا باتجاه مئات الملفّات الدسمة، من بينها شخصيات قد تكون يديها ملوثة بتبييض الاموال والتهرب الضريبي، والحصول على اموال مشبوهة.

يعلمون جيّدًا أن القاضية الفرنسية التي تحقق في الملف ستترك منصبها في أيّار، وأنّها تنوي تقديم الادعاء على الحاكم قبل هذا الموعد، أي خلال شهر ونصف كحد أقصى. وهؤلاء، أكثر من يعلم أن القاضية تحتاج لمواجهة سلامة، وجهًا لوجه، للتمكّن من تقديم هذا الادعاء، أو على الأقل دعوته للاستجواب ولو لم يحضر.

إذًا، لحظة استجواب سلامة اليوم، هي اللحظة التي تمهّد للانتقال إلى مرحلة الادعاء، بحسب المتابعين، ولذلك تخشى النخبة المتورطة معه من انكشاف ملفاتهم امام القضاء الاوروبي، لذلك وبحسب المتابعين سارعت الدولة الى الادعاء على سلامة بعد طول تأجيل، فهم يدركون ان كلامه امام القضاء اللبناني افضل بكثير من فضح ملفاتهم امام القضاء الفرنسي او الالماني، خصوصا وأن القاضية الفرنسية التي تحقق في ملف سلامة تنوي تقديم الادعاء على الحاكم قبل موعد تركها منصبها في أيّار، أي خلال شهر ونصف كحد أقصى، وهو ما دفع النخبة الحاكمة بحسب المتابعين الى الاصرار على الادعاء على سلامة تمهيدًا لتطويقه داخليًا وقطع الطريق عليه من الخروج والبوح اوروبياً، لافتين الى ان رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلينا اسكندر التي تحركت وادعت على سلامة لم تقدم على مثل هذه الخطوة قبل عامين، أي خلال الفترة التي كثر فيها الحديث عن شركة "فوري" وعقدها المشبوه مع مصرف لبنان.

جلسة استجواب سلامة، التي استمرت من العاشرة صباحا وحتى الرابعة من بعد الظهر، أمام القاضي شربل ابو سمرا، طرح خلالها القضاة الاوروبيين مئة سؤال تتعلق بشبهات فساد وتبييض اموال وشركة "فوري"، على أن يُطرَح عليه غداً أيضاً مئة سؤال جديد.

وأشارت المعلومات الى أن سلامة أجاب على كل الأسئلة من دون تحفّظ، وكان هادئاً جداً، ولم يرافقه أي محام الى جلسة الاستماع.

ولفتت المعلومات الى أن القضاة الأوروبيين قد يقومون باستدعاء رجا سلامة ومريان الحويك بعد الانتهاء من الاستماع الى حاكم المركزي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8