حوار مع مِلاتيوس جَغنون …العالِم الذي فكّ رموز النقوشُ اليونانية

إعداد وحِوار: يانا العلي _ لقاء حصري لوكالةِ أنباء آسيا

2023.03.16 - 04:58
Facebook Share
طباعة

 مِلاتيوس جَغنون اسمٌ مُمَيّز لشخصٍ تَفردَ في عَملهِ وأتقنَ ماتَفردَ به .هو الباحثُ الوحيد والأول في سورية الذي قرأ و يَقرأ النقوش اليونانية القديمة. تَفردَ على مدى ثلاثةِ عقود ونيف في علم الأبيغرافيا ضمن سورية والعراق ولبنان والأردن، وتَحديداً في النقوشِ اليونانيةِ القديمة وتَفرغَ للعملِ بها. 

يُعَرّف علم الأبيغرافيا باللاتينية : Epigraphy بأنهُ علم قراءة ودراسة النقوش والكتابات الأثرية القديمة. حيثُ يعتمد هذا العلم على دراسةِ المادة الأثرية وترجمتها وتحليلها، فهي التي تُمكننا من معرفة التاريخ الحقيقي وبعضٌ من أحداثهِ، وبالتالي هو إرثٌ مكتوب ويحتاجُ لأهلِ الاختصاص لقراءتهِ وترجمته ونشره كما هو ، ليصار للجميع معرفة التاريخ بشكلٍ دقيق، وبالتالي إدراك قيمة الأرض وتاريخُها. 

ولد الباحث ملِاتيوس جبرائيل جغنون في مدينة اللاذقية عام 1943 درسَ في كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب وتخرج منها عام 1968. بعد تقاعده عام2007  من مهنة الهندسة المدنية تفرغ بشكل كامل لعلمِ الأبيغرافيا، حيث بَيَّنَ في محاضراتهِ أهميةَ هذا العلمِ وفي نفسِ الوقت قِلة العُلماء الذين يتقنونه. فكان هو الباحث المتخصص في علم الإبيغرافيا و قراءة وترجمة النقوش الأثرية القديمة باللغات الآرامية واليونانية.بالنسبة للنقوش اليونانية،فكان ولا زال المتخصص الوحيد في هذا المجال في سورية حتى إشعارٍ آخر.

لأهمية ما قَدمهُ الباحث ولأهمية قراءة هذه النقوش ومدلولاتها التاريخية، كان لوكالة أنباء آسيا لقاء حصري وخاص مع الباحث المهندس الأستاذ مِلاتيوس جغنون لتناول العديد من الجوانب المختلفة من حياته والعلم الفريد الموجود بين يديه وخلاصة جهد خاص بذلَ من أجله سنوات.

 

بدايةً وبعد السلام نسأل ما الذي يميز مِلاتيوس جغنون كباحث، من وجهة نظركَ الشخصية؟

اهلاً وسهلاً بكم، في الحقيقةِ الذي يميزني كباحث من وجهة نظري هو التفردُ في علم الأيبغرافيا وخاصة في سورية بما يتعلق بالنقوش اليونانية. لايعمل أحدٌ بها سواي. 

أما بما يتعلقُ بالنقوش التَدمُرية نعم هُناك من يعملُ بها غيري منهم المرحوم الشهيد خالد الأسعد والأستاذ علي صقر أحمد، هم فقط من سبقوني في قراءة هذه النقوش التدمرية تحديداً. 

ما الذي دفعكَ للتفردِ في هذا المجال ؟

سؤال مهم جداً، الذي دفعني للتفرد هو أنني كنتُ ذات يوم في مَدينةِ تَدمُر، أولَ تخرُجي من كُلية الهندسة، أي في باكورةِ شَبابي. كُنتُ انظرُ إلى الأعمدةِ وصَدمتني كَثرةِ النقوشِ بنَوعِيها اليونانية والتَدمُرية على حدِ سواء. كُنت فاغرَ الفاهِ و مندهشاً وتساءلت في قرارة نفسي : "ياحيف عليك يا مِلاتيوس، كُلَ هذهِ الرسائلَ من أسلافِك و أجدادك، ولاتعرف ان تقرأها ولا تعلم معناها؟!! " 

هذا حيفٌ كبيرٌ عليي. هكذا حدثتني نفسي، فكانت من هنا البداية التي عَمِلتُ عليها لسنوات واجتهدت. فتعلمتُ بمجهود شخصي ليس من مُدَّرس وليس من مُعَلم، أو معهد، أو حتى جامعة تُعَلّم هذهِ العلوم اليونانية القديمة.

لا أحد يجيدها أو يتقنها أو حتى يعمل بها لا في سورية ولا في لبنان ولا في المنطقة. ولا في اليونان ايضاً، لا أبالغ. اليونانيون يَعرفون اللغة الشعبية (الزيموطيقيّةDemotic) كما يقولون، ولا يعرفون (الآرخِيَة Archaic) القديمة.

-ألا تمتلك الرغبة بأن تكون مَدرسة  لتُعلم الآخرين ما تعلمته بجهدِك الشخصي وما أوتيت به من علم في هذا المجال ؟

للأسف حاولوا أكثرَ من شخص أن يتَعلموا، لكن فوجئوا وصُدموا بصعوبةِ اللغة اليونانية القديمة. 

لأن اللغة اليونانية القديمة شيء، واللغة اليونانية الحديثة الزيموطيقيّة التي يتكلم بها اليونانيون اليوم شيء آخر تماماً. 

سَأُعطيكِ مِثال عن مَدى هذه الصعوبة: في اللغة اليونانية القديمة هناك حركات تشكيل ايضاً، فتحة وضمة وكسرة.. الخ لكن يبلغ عدد هذه الحركات سبعة وعشرين حركة منها البسيطة والمركبة. وطبعاً، هذا غير موجود في اللغة اليونانية الحديثة المحكية المعاصرة. 

-من أين تأتي أهمية قراءة مثل هذه النقوش؟

تُذَكريني بأغنيةٍ للسيد مكاوي "الأرض بتتكلم عَربي، الأرض الأرض" بلى نعم إنها تتكلمُ العربية وبكلِ تأكيد. ولكنها لم تتكلمَ العربيةَ فقط، بل تكلمت أكثر من العربية، وثمةَ عشراتِ الآلاف من النقوش اليونانية التي تشهد على ما أزعم. ومازالت كُلَ سنةٍ تُكتَشف لنا نقوشاً جديدةً غير مُكتشفة سابقاً. إنه إرثٌ عظيم لايَقُلُ إطلاقاً عن إرثنا العربي.

 

-هل حاولت جهاتٌ حكومية أو غير حكومية التعاون والاستفادةِ من خُبراتك في هذا المجال؟

بلى حاولت. سَأعُطيكِ أمثلة: مجلة الباحثون محررها الدكتور نبيل طعمة وهو عضو في مجلس الشعب حالياً،  نشرت لي مجلتهُ العديد من الأبحاث . مجلة المعرفة السورية للدكتور علي القيّم نشرَ لي الكثير من الأبحاث ايضاً. بالإضافة إلى النادي السوري في برشلونة وذلك عام2002  حيث ذَهبتُ إلى هُناك وقدمتُ العديدَ من المحاضراتِ في علمِ الأيبغرافيا. ايضاً جمعية أصدقاء دمشق دَعتني إلى دمشق ، كان يترأسها الدكتور المهندس عبد الرؤوف الكسم رئيس وزراء سابق. في عام 2008  قدمتُ في مكتبة الأسد محاضرتان، ومَنَحتني الوسام الذهبي في نهايةِ المُحاضرة تكريماً لي. جمعية عاديات اللاذقية منحتني عضوية الشرف. ولا انسى ابداً السيد الدكتور ميشيل المقدسي مدير الدراسات والتنقيب السابق في المديرية العامة للمتاحف والآثار في دمشق، ايضاً دوريات دراسات العاصي نشرت لي العديد من الأبحاث على صفحتها، التي تصدرُ عن المديريةِ العامة للمتاحف والتنقيب واسمها Studio Orontica.

لا انسى جامعة البعث التي تلقت مني دعوةً بإقامةِ نَدوةٍ بعنوان تَدمُر تستحقُ مِنا الاهتمام عام 2015 ايضاً وقامت الندوة في شهر كانون الأول. ولا انسى دعوةَ الأمينِ العام المساعد لجامعةِ الدول العربية الدكتور محمد صبيح الذي دعاني هو ايضاً للمشاركة في مؤتمر بالدوحة عام 2011 بداية الأحداث لأتحدث عن القُدس في خريطة مادبا ولكنني اعتذرت للأسباب التي تعرفونها ولم أذهب إلى هُناك. لا انسى ابداً عاديات حمص وطرطوس وحلب التي ترأستها ايضاً وعاديات اللاذقية. هذه كُلها جهات تعاونت معي واستفادت من خُبراتي.

وبالإضافة إلى زيارة أهم عالم إبيغرافيا فرنسي متخصص في النقوش اليونانية واللاتينية على مستوى العالم اليوم وهو المسيو بيير-لوي غاتييهPierre-Louis GATIER البروفسور في جامعة ليون بفرنسا الذي فاجَأَني بزيارته الخاصة لمنزلي في مدينة حِمص حيث كُنت أقطن وذلك عام 2007 . بغية التعرف عَلَيّ، والاطلاع على بعض إنجازاتي في حقل الأبيغرافيا.هذا غيضٌ من فيض.

-إذاً، لمن ستترك هذا الإرث المعرفي العظيم؟

للأسف أنا مُحبط، لأنني لم أجد من يُثابر ويُتابع معي بتعلم هذا العلم، خاصةً فيما يتعلق بالنقوش اليونانية. أنا اعمل على اليونانية القديمة، اعمل على النبطية، اعمل على التدمرية واعمل ايضاً على قراءة العربية القديمة من اليمن والمكتوبة بالقلم المُسند. ومن أجل ضمان عدم التلاعب بإرثنا الحضاري أعطي مثالاً وهو حين قام الصهيوني  David Noel Freedman رئيس جمعية  الـ Holy Bible Society الأمريكية بمحاولة استغلال رًقَم إيبلا وتجييرها لصالح العدو الصهيوني، ولذلكَ علينا أَن نَقْرَأَ تاريخنا بأنفُسِنا بعيداً عن الأجنبي

-هل هُناك شي مكتوب لديك مِن هذا الإرث، هل هو مُدَوَّن؟ 

نعم هو مُدَوَّن و مَوجود ضمن ملفاتي الشخصية التي تَركتُها في مكتبَتي في حِمص. وموجود العديد منها على صفحتي في مواقع التواصل الإجتماعي.

 

-هل تعتقد أنه سيكون لدينا حضارات حديثة وتعيش لبعد آلاف السنوات وتصبح تاريخًا تفتخرُ به الأجيال المُتعاقبة، كمان نحنُ اليوم نَفتخرُ بعراقة ماضينا ؟

سؤال مُحرج لست امتلك الرؤية الصائبة حالياً للإجابة عنه.

-ماهي أهم النقوش التي قرأتها؟ 

مِنَ النقوشِ المُهمةِ التي قرأتُها. نقوشٌ اكتشفت مَطلع عام 2018 في قريةِ عقيربات في ريف السلمية. كانت لوحة أرضية فسيفسائية  في كنيسة، تحتوي على عشرةِ نقوشٍ يونانية، قرأت ترجمتها إلى الإنجليزية ونَشرتُها في جامعة تورنتو.من خلال مايُعرف بجورنال النقوش الاثرية في جامعة تورنتو المعروفة ايضاً من النقوش الإبيغرافيَّةِ الأولى كانت قراءة نقوش سريانية قديمة ويونانية من أرضية فسيفسائية لكنيسة في تل التتن في منطقة الغاب في سورية إلى الغرب من مدينة أفاميا، وأيضاً لنقوش من متحف معرة النعمان وأخرى من الأغورا في تدمر.

 

-ما هي أكثر النقوش التي اعطتك الشعور بالماضي كأنه بين يديك ، أي رغم وجودك في الحاضر؟

هُناك العديد من النقوش التي لامست هذه المشاعر عندي، واذكر منها نقشٌ مطولٌ عن مُشاركةِ مدينة اللاذقية في الألعاب الأولمبية القديمة، نقشٌ مطول عبارة عن ثلاثِ أو أربعِ صفحات وقمتُ بنشرِ ترجمتهِ على صفحتي الشخصية.

-هل لكَ سيد مِلاتيوس أن تُحدثُنا عن مواقف ميدانية حدثت معك؟ 

مِنَ النَّوادِر التي حَصَلَتْ معي في ميدان علم قراءة النقوش سَأكتفي بالتعرض إلى حادثتين بخصوص القراءة الصّائبة أو التصويبِيّةِ لي لنقشين أولهما نَقْشٌ من قرية الدوير المجاورة لمدينة حمص من جهتها الشمالية الغربية. والثاني للنقش التأسيسي الذي يؤرخ لإنشاء فسيفساء أرضية كنيسة الشهداء القديسين بطيبة الإمام شمال مدينة حماة. 

وقد أَوْدَتْ قراءتي الصائبة لنقش الدوير  أِنْ أُصْبِحَ "السفير البريطاني(؟!؟!) لدى سورية آنَذَاك" فكيف كان ذلك؟!؟!... طبعَاً أنا لَم أَكن بريطانيّاً ولم أصبح سفيراً بريطانيَا في دمشق؟!؟! على الإطلاق وما أَقوله هو سَرْدٌ لِما حَصَلَ معي، ذات يوم كنتُ أعمل في فترة ما مديراً لمشروع إنشاء محطة زيزون الحرارية الواقعة أقصى شمال-شرق سهل الغاب يوم وقَع بين يدي صورة لنقش من الدوير. وقد التبست عَلَيَّ آنذاك قراءة كلمة دَفَعَتْني لاستشارة عالم الآثار البلجيكي البروفسور جان بالتي الذي كان يعمل في التنقيب عن آثار مدينة أفاميا التي صادفت على طريقي إلى المشروع المذكور. فَمَرَرْتُ على موقع أفاميا والتقيت البروفسور بالتي Jean Balty  أثناء عَمَلِه هناك. فبادَرْتُهَ بالإنكليزية التي أُتْقِنُ نطقَها بلهجتيها البريطانية والأمريكية وأعطيته صورة لنقش الدوير وقَرَأَه لِتَوِّه بشكل كامل ولكنه وضَعَ خطّاً تحت الكلمة الملتبسة قراءتها عَلَيَّ وقال إنه يتعذر عليه أن يترجمها بشكل صحيح؟!؟!... وقد لاحَظْتُ اهتماماً شديداً من جانبه باستقبالي والتحدث إلَيَ وقال لي مستغرِبَاً: "إذَنْ أَنتَ لست السفير البريطاني في دمشق؟!؟! فَأثار دهشتي بسؤاله وحينها أَدْرَكْتَ أَنَّهِ كان ينتظر وصول السفير البريطاني إلى الموقع بين لحظةٍ وأخرى وفوجِئَ بأنني لست السفير البريطاني بل ملاتيوس جغنون. 

ومضت سنتان على هذه الواقِعة والتقيته في ندوة علمية آثارية عُقِدَتِ بجامعة البعث في حمص. فلمّا رآني بادِرَني بقولِه وهو يضحك : Your Honour, the British Ambassador to Syria!!   ثم سَألَني عما إنْ كنت قد فَكّيْتً لغز الكلمة التي التبست علينا آنذاك ؟ فَأجَبْتُ لِتَوّي إني فَعلت !!!... وشرحت له أنني استعنت بنقش تدمري باليونانية على فكِّ لغز الكلمة الملتبسة؟!؟! فَرَبَتَ على كتفي قائلاً: "لقدأصَبْت وأنا أُهَنِّؤُك على ذلك".

 

أما الحادثة الثانية فهي تخص  النقش التأسيسي الذي يؤرخ لإنشاء فسيفساء أرضية كنيسة الشهداء القديسين بطيبة الإمام شمال مدينة حماة. وقد حَدّثت مع عالم الأركيولوجيا الإيطالي الأب الفرنسيسكاني ميكيلِة بيْتشِريلّو Michele Pitccirillo  الذي كانَ يْشْرِفَ على عملية ترميم أرضية الفسيفساء تلك. وقَد اسْتَرْعَاني التأريخ المذكور على لوحة رخامية كان الأب بيتشِريْلّو قد وَضَعَها فوق باب الهنكار الذي يحتوي لوحة أرضية الفسيفساء. ولمّا قارَنْتَ التاريخ الذي هو على اللوحة التأسيسية الفسيفسائية تبين لي وجود خطأ في إرجاع ذلك التاريخ إلى التقويم الميلادي! فبادَرت إلى مخاطبتِه وقلت له إن التأريخ ليس صائباً لأنه يجب أن يكون عام 442 م عوضًا عن عام 445 م الذي كان على اللوحة الرخامية. فَرَدَّ عَلَيّ بشيء من الاستخفاف رافِضَاُ تصويبي لهذا التأريخ. فاكتَفَيْتُ بابتسامة وغادرت الموقع وأنا على قناعة بعدم صوابية ذلك التأريخ على اللوحة الرخامية.

ثم صادَفَ وَأَنْ زرتُ الموقع بعد نحو ثلاثة أشهر وهناك أتت سيارة خاصة نزل منها السيد بيتشِريلّو وناداني قائلاً: " “Come along and see?  فهرعت إلى سيارته وقد فَتَح لي صندوقها وقال لي: " Look, Malatius?! " فَإذا به قد أحْضَرَ لوحة رخامية جديدة وقد قام بتصويب التأريخ كما قلتُ له تماماً, وهي اللوحة التي قام بوضعها بدلاً عن اللوحة السابقة.

-ماهو حُلم عالمُ الآثار السيد مِلاتيوس جغنون؟

حلمي هو أن يُصبح علم الأيبغرافيا مُتدوالًا على أيدي سوريين ولا يقتصر على علماء الأبيغرافيا الأجانب. هذا ما نفتقرُ إليه فعلاً. أرجو أن لايكون المستقبل بعيداً، لكي ننالَ هذا الحلُم. لأنهِ لايجوز للأجانبِ فقط قراءة وترجمة ونقل كلام أجدادنا.. فنحن الأولى بقراءة تاريخينا ونقله من الأجداد إلى العالم أجمع.  آمل أن نلتقي على أرضِ الوطن في المستقبلِ العاجل إن شاءالله. 

التاريخ دائماً يبدأ ولا ينتهي. ولكُل شخصٍ مبدع ومُهتم، بصمتهِ في مجال معين يتقنه بشغف.. فيتركُ الأثر للتاريخ ليتحدث ويكتب عنه. كيف إذا كانت هذه البصمة سَتُترك في التاريخ وعن التاريخ ذاته؟ هذا تماما ما فعلهُ الباحث المهندس مِلاتيوس بمجهوده الشخصي،وما سيتركه  علم الأبيوغرافيا الذي أصبح سِمةً لاسمه الى حدّ ما، على أمل أن يقترن هذا العلم بأسماء باحثين آخرين يفكون لنا رموز الحضارات الغابرة.

 

  

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7