يوم تساوى سلامة واللبناني بالأصفار: الدولار بـ100.. عشية المئة سؤال

زينة أرزوني- بيروت

2023.03.14 - 07:47
Facebook Share
طباعة

 انه يوم المئة، الذي سيُحفظ في ذاكرة اللبنانيين، يوم اسود في تاريخ العملة اللبنانية التي وصل فيها سعر الصرف للدولار الواحد الى مئة الف ليرة، واليوم الذي تساوى به سلامة مع المواطن اللبناني بالاصفار، حيث سيوجه اليه غداً القضاء الاوروبي مئة سؤال للتحقيق معه بتهم الفساد المالي وتبييض الاموال.

إذاً وعشية جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بحضور وفد قضائي أوروبي، دخلت المصارف مرحلة جديدة من المواجهة مع السلطة القضائية، عبر تنفيذها تهيداتها بالاضراب الفتوح، وهو ما عزز بحسب الاوساط المالية بتسارع وتيرة انهيار العملة اللبنانية مقابل الدولار، الذي تخطى سعر صرفه في السوق السوداء عتبة المئة الف ليرة.

تمرد المصارف بوجه الأحكام القضائية التي تقضي باسترداد الودائع، ومشهد انهيار العملة الوطنية خلال فترة زمنية قصيرة منذ اعلان المصارف نيتها العودة الى الاضراب، يؤكد بحسب الاوساط المالية ان المصارف لن تتراجع عن المواجهة الا بعد الحصول على مظلة قانونية لها، وعدم ملاحقتها قانونياً وهو امر من المستحيل تطبيقه بحسب الاوساط المالية، فلا القضاء سيرضى بذلك، ولا المودع سيقف مكتوف الايدي امام سرقة امواله وجنى عمره.

ومع كسر حاجز الدولار المئة الف، والتخوف من انفلات الاوضاع في الشارع، سارع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يتحضر للسفر الى الفاتيكان غدا، لتكثيف اتصالاته مع جمعية المصارف لتهدئة الأوضاع، فبادرت المصارف إلى تسريب خبر عن توجهها إلى تعليق الإضراب نهاية الأسبوع الحالي، وعودتها إلى العمل صباح الإثنين المقبل، في محاولة منها للتأثير نفسياً ولجم انفلات سعر صرف الدولار مؤقتاً.

في وقت، تحدثت معلومات عن ان جمعية المصارف تدرس إمكانية إغلاق أبوابها بشكل دائم، باستثناء الأسابيع الأخيرة من كل شهر، لتسيير الأمور الطارئة وتحويل الرواتب والمعاملات الضرورية فقط.

وكانت غالبية المصارف أقفلت أبوابها التزاماً بالاضراب، الا عدد قليل منها اختار التمايز والتغريد خارج السرب، حيث ابقى على تشغيل ماكينات السحب الآلي وتعبئتها بالليرة والدولار.

و لتسيير شؤون المواطنين، فتح عدد ضئيل من المصارف أبوابه، وعمد إلى تسيير العمليات المصرفية العالقة، لا سيما منها معاملات صيرفة.

ومع دخول الدولار مرحلة الخمسة أصفار لليرة، انتشرت الكثير من الفيديوهات التي تحتفي استهزاءً برقم المئة ألف، ناهيك عن النكت من منطلق "طال انتظار هذا الرقم"، ولم ينسوا التذمر والتخوف من عدم قدرة غالبيتهم على توفير الاموال لدفع الفواتير وشراء المواد الحياتية الاساسية.

اما على الخط القضائي- المصرفي، فتتجه الانظار الى جلسة الاستماع لسلامة غدا، من قبل محققين اوروبيين في قصر عدل بيروت.

وعن امكانية حضور سلامة الجلسة من عدمها، انقسمت المصادر على نفسها، فمنهم من جزم بأن حاكم مصرف لبنان سيحضر شخصياً بسبب عدم قدرته على التغيّب عن التحقيقات الأوروبية، وسيستعين بمحام فرنسي وآخر لبناني، لافتة الى انه سيكون لديه حماية أمنية مشددة.

وعن التحضيرات للجلسة، اشارت مصادر قضائية، الى ان الوفود الاوروبية إجتمعت بقاضي التحقيق الأول شربل أبو سمرا، المسؤول عن ملف سلامة في القضاء اللبناني، وذلك للاتفاق على الأسئلة التي ستُطرح غداً عليه، حيث قدم الوفد للقاضي أبو سمرا حوالي مئة سؤال لطرحها على سلامة، مرجحة ان يتم الاستجواب على ثلاثة أيام للرد على جميع الأسئلة.

ولفتت المعلومات الى ان الجلسة التي ستبدأ عن العاشرة صباحاً، ستضم مترجمين اثنين، للقيام بترجمة أقوال سلامة للوفود الأوروبية، وفور انتهاء الاستماع إليه، ستحدد الوفود الأوروبية إن كانت بحاجة لتمديد زيارتها بهدف استجواب شقيقه رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويّك، وذلك قبل إصدار التقارير والإجراءات اللازمة بعد انتهاء ملف تحقيقاتها.

في المقابل، رأت مصادر آخرى ان سلامة لن يقترب من قصر العدل في بيروت مخافةً من توقيفه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10