تعددت العواصف وكثرت المنخفضات .. والبرد ثابت

يانا العلي-سورية

2023.01.31 - 03:02
Facebook Share
طباعة

 ميار ورشا ويارا أسماء لعواصف تتابعت على سورية وغيرها الكثير.. لكن الخوف الأكبر يعود ليتجدد بين أوساط الناس في سورية حول وجود زلزال قريب هذه الأيام وحصرياً في البحر المتوسط سيؤدي إلى موجة تسونامي ستدمر البشر والحجر.


تناقلت أغلب صفحات التواصل الاجتماعي أخبار نشرت الرعب بين الناس عن وجود منخفض قطبي قاسٍ جداً ويجب أخذ كل احتياطات السلامة. فتنوعت المنخفضات وكَثُرت التحذيرات ليتم جمع اللايكات. و كان لابد من أهل الاختصاص توضيح الموقف. فكتب أستاذ علم المناخ الدكتور رياض قره فلاح : "رغم أن سورية، يقع ضمن أراضيها أحد أهم الفوالق في العالم إن لم يكن أهمها على الإطلاق وهو الفالق السوري الإفريقي، ورغم أن منطقتنا هي منطقة زلازل متوقعة دائماً، وتحدث فيها الزلازل بدرجاتٍ متفاوتة معظمها دون الوسط بين الحين والآخر، وفي أمكنة مختلفة من سورية والبلاد المحيطة بها، كما حدث في العامين الأخيرين، إلا أن الكلام الكثير والذي يتردد حول وجود زلزال قريب هذه الأيام وحصرياً في البحر المتوسط سيؤدي إلى تسونامي سيدمر البشر والحجر كلام مبالغ فيه جداً جداً، لأنه وبكل بساطة لا أحد لديه معلومات مسبقة حتى اختصاصيي الزلازل. سوى أن سورية ومحيطها منطقة زلازل فقط متوقعة دائماً، أما متى وكيف وأين وما هو عمق الزلزال وأنه سيسبب تسونامي فهذا دجل وكلام غير علمي ولا أحد يعرف بدقة متى وكيف سيحدث ذلك إن كان سيحدث أصلاً"

ولأخذ استطلاع بسيط عن ردود الأفعال في الشارع السوري كان لنا لقاء مع السيدة نيرمين علي ربة منزل حول تلقيها لهذا التهويل :"علمنا أن هناك عاصفة قوية ستضرب البلاد ولكن هذه مشيئة الله، وحرصاً على سلامتنا وسلامة أطفالنا، في حال اشتدت الرياح، سنبقى في المنزل، ولن نخرج إلا للضرورة. وأما عن التدفئة فقد ادخرنا بعض الوقود للمدفأة لحين نفاذه كما حال أغلب السوريين".


أما الأرصاد الجوية السورية فكتبت:" أن المنخفض الأول سيبدأ بالتأثير على سورية اليوم، الإثنين ، وهو قطبي بارد ويحمل كميات جيدة من الأمطار لكن الحدث الأبرز هو متابعتنا لكتلة قطبية شديدة البرودة ".. هذا ماجعل صفحات التواصل الاجتماعي تتداول التوقعات على أن المنطقة تتعرض لمنخفض قطبي عميق وشديد الفعالية طويل المدة حتى نهاية الشهر الحالي وبدأ التهويل ودب الذعر من جديد عن الطقس وحاله. وعن هذه الأنباء وكيفية التعامل معها كان لنا لقاء مع السيدة براءة غانم وهي ناشطة اجتماعية قالت:" بالآونة الأخيرة كَثُر الحديث من قبل المتنبئين الفلكين أو الصفحات الفيسبوكية عن حدوث عاصفه هوجاء وتسونامي وما إلى هنالك من تهويل وزرع الرعب في نفوس الناس لكنهم غفلوا عن أننا شعب واعي ٌومطلع على الواقع الجغرافي والمناخي لبلادنا .فنحن نعيش حياتنا بشكل طبيعي نستقبل فصل الشتاء في الوقت الحالي بما اتيح لنا من وسائل تدفئة ونكمل نشاطاتنا اليومية"


بطبيعة الحال كما هو متعارف عليه منذُ القِدم أنه بتاريخ 31 كانون الثاني أي اليوم تنتهي مربعانيّة الشتاء، لتبدأ خمسينيته التي تستمر 50 يوماً. والتي تتألف لأربع أقسام، مدّة كل واحد منها 12 يوماً ونصف. وتُسمى بدايتها سعد الذابح: وهو أول "السعودات"وتمتد من تاريخ 1 حتى 13 شباط. سمّي الذابح بسبب البرد الشديد الذي يتخللّ أيامه، ومن الأمثال الشعبيّة عنه: "سعد الذابح ما بيخلي كلب نابح".


لذا لم نعد نعرف هل فصل الشتاء في القديم لم يكن يشمل عواصف تشتد وتتراجع، ومنخفضات متتالية كما هو الزمن الحالي؟. أم أن عمليات التحديث طالت حتى الطقس؟...

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1